انتظار

شورى حسن صالح علي

شورى حسن صالح علي –
شعرت أن أطرافي كقطع الثلج وان لا أحد في الشارع الكبير وبدأت بالبكاء (لماذا يا بني تركتني ماذا فعلت لا أستحق إعراضك عني) ولشدة صدمتي أنهرت أمام الناس وأغمي علي أخذت إلى المشفى وعندما أفقت كنت أبحث عن تلك المرأة التي أسكن عندها سألني الطبيب عن عنوانها فأعطيته أتت إلي خائفة جدا أخبرتها بما حدث بينما هي تهدئ من روعي وتصبرني عدنا إلى المنزل استرجعت الموقف والأيام الماضية فيمضي عام على ذلك الموقف الذي لن أنساه أبدا وكنت دائما أشعر أني سوف أجده مجددا. تمنيت كثيرا رؤيته وأخوانه قبل موتي وفعلا كان شعوري لا يخطئ فقد أصيبت تلك المرأة التي أمكث عندها بمرض عضال رأيته في ساحة المشفى احتضنته باكية أخذني جانبا جلسنا حتى أدركنا مغيب الشمس وسألته (لماذا تركتني تلك المرة في الشارع حائرة) أجابني أن ابن عمه كان بجانبه وخاف أن يخبر والده فيضربه ويحرمه من الدراسة إذ بحث عني عذرته وسامحته لما حدث وعاد إلى المنزل متعهدا أن لا يتركني أبدا وأنه سوف يأتي لزيارتي كلما سنحت له الفرصة عاد كالطيور العائدة إلى أعشاشها والشمس تتأهب للرحيل كانت تلك آخر مرة رأيته فيها مضت السنوات وأنا أنتظره أبحث عنه في كل مكان دون جدوى.. لا زلت أتذكر يديه وهو يودعني.

قد يعجبك ايضا