مؤتمر الحوار الوطني .. فرصتنا الأخيرة..!!

عبدالله علي السنيدار

 - عندما نتحدث عن الحوار الوطني, علينا أن ندرك حقيقة أن مؤتمر الحوار المزمع عقده في (18-مارس) القادم, يعد الفرصة الأخيرة لكل اليمنيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وأيديولوجياتهم, يضعون من خلاله كافة أوراقهم وقضاياهم
عبدالله علي السنيدار –
عندما نتحدث عن الحوار الوطني, علينا أن ندرك حقيقة أن مؤتمر الحوار المزمع عقده في (18-مارس) القادم, يعد الفرصة الأخيرة لكل اليمنيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وأيديولوجياتهم, يضعون من خلاله كافة أوراقهم وقضاياهم ومشكلاتهم ومظالمهم ومطالبهم واشتراطاتهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم وكل رؤاهم وأفكارهم على الطاولة للخروج من خلال ذلك بحلول جذرية لها, والاتفاق على رؤى ومحددات واحدة للكيفية التي ستكون عليها الدولة اليمنية الجديدة.
يجب على جميع القوى والتيارات السياسية وكل المكونات الثورية والقبلية والطائفية والفئوية وكافة الشخصيات الاجتماعية واليمنيين عامة, أن يدركوا أنهم أمام مهمة وطنية تاريخية ومفصلية تستدعي منهم أولا نبذ الأحقاد والضغائن والثارات, والتحلي بالصبر والحكمة والشعور بالمسئولية, تجاه هذا الوطن وأبنائه المغلوبين على أمرهم وليفتحوا صدورهم ويتقبلوا بعضهم البعض ويقدموا تنازلات وليدركوا أن الشعب اليمني يعلق عليهم آمالا كبيرة في إخراج البلاد من دوامة المشكلات والأزمات التي تعصف بها, إلى بر الأمان.
على الجميع أن يعوا ويفهموا ويدركوا تماما أن هناك الكثير من القوى والأطراف الإقليمية والدولية الحاقدة والناقمة على اليمن وأبنائه, تسعى وبكل ما لديها من إمكانات وقدرات في اتجاه تأزيم الأوضاع وعرقلة مسار التسوية السياسية في بلادنا – وذلك من خلال إثارة مشكلات وأحقاد وصراعات ونزعات جديدة – وجميعنا يعلم ما شهدته بعض المحافظات الجنوبية الأسبوع المنصرم ولا تزال تشهده حتى اليوم من أحداث دامية جميعها تصب باتجاه إثارة النعرات المناطقية والطائفية, وهذه ربما هي المشكلة الأخطر التي تترصد أمتنا وشعبنا, لأن الوقوع أو الانجرار وراءها لن تكون له نهاية وستدخل البلاد في أتون فوضى أبدية عواقبها غير محمودة.
اليمنيون اليوم بمختلف شرائحهم وفئاتهم وطوائفهم وتوجهاتهم, وفي مختلف المحافظات والمدن والأرياف اليمنية يقاسون ظروفا معيشية قاهرة وشديدة القسوة, لأن الأحداث والتحولات التي عشناها العامين الماضيين ولا نزال نعيش تداعياتها حتى اليوم – ساهمت إلى حد كبير في استنزاف كافة موارد ومدخرات الأسر, وبسببها فقد الكثير والكثير من اليمنيين خصوصا العاملين منهم في القطاع الخاص وظائفهم ومصادر دخلهم الأمر الذي أدى إلى انصهار وتلاشي ما كان يسمى بـ”الطبقة المتوسطة” أي أصحاب الدخل المتوسط واندماجهم مع “الطبقة الدنيا” الفقيرة وبالتالي إذا لم يتم التنبه لمخاطر المرحلة والأزمة التي نعيشها, فإن بلادنا وبدون أدنى شك موعودة بكوارث اجتماعية جمة ومحتمة.
لقد أصبح لزاما على جميع القوى والكيانات السياسية والثورية والشبابية والقبلية والعسكرية وغيرها تحمل مسئولياتهم وتغليب المصلحة الوطنية على كافة المصالح والأهداف والأطماع الشخصية المقيتة – فاليمن لم تعد تحتمل المزيد من أعمال الفوضى والصراعات والمناكفات – وأعتقد انه يكفينا إلى اليوم مساعدات واستجداء الآخرين – بلانا تمتلك من الموارد والمقدرات والفرص الاستثمارية ما يكفيها ويغطي احتياجات سكانها لمئات السنين, فقط نحن بحاجة لأن نتكاتف ونتصالح ونوحد جهودنا ونشمر سواعدنا ونعمل سويا ونستغل تلك الموارد والمقدرات بالشكل والطرق الاقتصادية الصحيحة والسليمة – وأجزم أننا سنتمكن من مواجهة كافة الظروف والأزمات الاقتصادية التي تواجهنا – ونحقق الاكتفاء الذاتي على الدوام.
آن الأوان أيها اليمنيون لأن نعمل ونبني ونصلح ما دمرته السنوات وخربته الحروب والصراعات, آن الأوان لأن نترك الأحقاد والثارات والضغائن خلف ظهورنا ونتحمل مسئولياتنا وندرك أن علينا واجبات والتزامات ومسئوليات جسام ليس أمام أنفسنا ووطننا وامتنا وحسب وإنما أمام الله سبحانه وتعالى – مؤتمر الحوار الوطني القادم هو الفرصة الأخيرة لنا جميعا, وعلينا أن نستغل هذه الفرصة ونغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح والأطماع الشخصية والطائفية والمناطقية الرخيصة, نريده حوارا جادا وهادفا وبناءا ومثمرا, نريده المحطة الأخيرة التي من خلالها ننطلق جميعا صوب العمل والبناء والتعمير, نريده نقطة انطلاقنا صوب بناء الدولة اليمنية الحديثة – دولة الحريات والنظام والقانون والعدالة والمساواة.

*رئيس جمعية الصداقة اليمنية الايطالية

قد يعجبك ايضا