الحديدة / يحيى كرد –
واجه الصيادون اليمنيون بمحافظة الحديدة العديد من المخاطر والانتهاكات الحقيقية التي قد تودي بحياتهم بعض الأحيان في سبيل توفير لقمة العيش الكريمة لأفراد أسرهم سواء كانت هذه المخاطر من البحر وأمواجه المتلاطمة أو من قبل قوارب الصيد الأجنبية التي تنتهك مياهنا الإقليمية بتصاريح رسمية أو بطريقة غير شرعية أو من قبل السلطات الارتيرية التي تتقرصن لهم وتأخذ عليهم قواربهم ومحتواها من أسماك ووقود ومعونات ومعدات الصيد والزج بهم داخل سجونها وتعاملهم بطريقة غير إنسانية وسط غياب الجهات المختصة بالمحافظة أو البلاد .
من خلال هذا التحقيق عايشت «الثورة» بعضاٍ من مخاطر ومعاناة وظروف الصيادين المعيشية التي يعانون منها نتيجة انتهاك قوارب الصيد الأجنبية التي تقضي على الأخضر واليابس بالبحر أو من قبل القرصنة الارتيرية عليهم منذ عشرات السنين .
في البداية تحدث الصياد عبدالله جمال بالقول: نحن نعاني من إهمال كبير وعدم الاهتمام بنا كصيادين يمنيين من قبل حكومتنا منذ عشرات السنين فنحن نعاني من الكثير والكثير من المشاكل والتعسفات والتي ترتكب بحقنا من قبل السلطات الارتيرية التي تقوم باعتراضنا داخل المياه الدولية واليمنية واحتجازنا وسجننا في سجونها وتعذيبنا بالضرب والأعمال الشاقة لعدة أشهر ومصادرة أموالنا وقواربنا التي تسببت في إفلاس الآلاف من الصيادين اليمنيين بالمحافظة نتيجة هذه الاعتداءات التي نتعرض لها يوميا من قبل السلطات الارتيرية فأنا مثلا قد تعرضت للاحتجاز والسجن لثمان مرات متتالية وصادروا علي خلالها قاربي صيد تجاوزت قيمتهما مع حمولتها من أسماك ووقود ومؤن 15 مليون ريال ويحتجزون حالياٍ أخي وأكثر من 20 صياداٍ من الذين أعرفهم منذ 6 أشهر بالسجون الارتيرية.
مشاكل ومعاناة
وأضاف: المشاكل والمعاناة التي نتعرض لها لم تقف فقط عند السلطات الارتيرية بل قامت وزارة الثروة السمكية مؤخرا بمنح تصاريح للقوارب الأجنبية بالاصطياد داخل مياهنا الاقليمية الأمر الذي أدى إلى زيادة معاناة الصيادين بالمحافظة بشكل يفوق التحمل حيث تقوم هذه القوارب بالاصطياد بالجرف الذي يجرف الأخضر واليابس بالبحر ويقضي على الحياة في البحر إلى جانب قيام هذه القوارب بالاعتداء علينا داخل مياهنا وتمزيق شباك الاصطياد التي نمتلكها.
وناشد جمال الحكومة إلى القيام بواجبها من خلال الاهتمام بالصيادين ورعايتهم وإنهاء المعاناة التي يتعرضون لها من قبل السلطات الارتيرية التي يقوم صيادوها بالاصطياد في مياهنا الإقليمية ويبيعون أسماكهم في أسواقنا دون أن يعترضهم أو يكلمهم أحد إلى جانب إنهاء تصاريح قوارب الصيد الأجنبية التي ضاعفت من معاناتنا .
نضوب مياهنا الإقليمية من الأسماك
الصياد مراد حسن عمر كبح من منطقة الفاطمية بمديرية زبيد يعمل صيادا منذ 18 سنة يقول: كانت الأوضاع المعيشية جيدة بالنسبة لي كصياد ولكن عندما بدأت قوارب الصيد الأجنبية تدخل إلى المياه الإقليمية اليمنية بتصاريح أو بغير تصاريح وقيامها بالاصطياد بالجرف المحرم الذي يقتل الأسماك صغيرها وكبيرها ويدمر الشعاب المرجانية التي تتخذها الأسماك مأوى للتكاثر الأمر الذي جعل الأسماك التي لا تقتل من جرف القوارب الأجنبية تفر إلى مياه دول الجوار للبحث عن مأوى للتكاثر وهذا أدى إلى نضوب المياه الإقليمية اليمنية من الثروة السمكية.
مشيراٍ إلى أن مشكلة الصيادين بالحديدة لا تقف عند قوارب الصيد الأجنبية فقط بل هناك معاناة أكبر وأسوأ والمتمثلة في قيام السلطات الارتيرية باحتجاز الصيادين اليمنيين في المياه الدولية واقتيادهم إلى سجونها ومصادرة أسماكهم ومعوناتهم ووقودهم وقواربهم ومعاملتهم معاملة غير إنسانية.
وأضاف: قبل ثلاثة أشهر تعرضت للاحتجاز مع زملائي على القارب الذي كنا نصطاد عليه في المياه الدولية من زورق حربي ارتيري اقتادنا إلى جزيرة حرمل الارتيرية وفي اليوم التالي قاموا بنقلنا إلى جزيرة نخرة ومنها إلى القدم جوار منطقة مصوع وهناك حققوا معنا وزجوا بنا في السجن وهو عبارة عن هنجر وكانوا يقومون بإجبارنا على جمع الحطب والزبل ونقل الصخور من الساعة الثالثة فجرا إلى المغرب وكانت الوجبة الغذائية التي يقدمونها لنا عبار عن نصف كدمة وقليل كشري مغلي استمررنا على هذا الحال لمدة شهر تعرضت خلال هذه الفترة لمرض شديد ونزيف نتيجة الأعمال الشاقة وحمل الأثقال فقاموا بنقلي إلى المستشفى الذي رقدت فيه لمدة أربعة أيام ومن ثم قاموا بنقلي إلى مرسى فاطمة من أجل ترحيلي .
أعمال شاقة
ويواصل مراد حديثه بالقول: في مرسى فاطمة استقبلنا مسئول المرسى المدعو ولد حالمة وأذاقنا مع الصيادين اليمنيين الذين كانوا معي أو الذين وجدناهم في المرسى في أسوأ حالاتهم من التعذيب الشديد الذي لاقوه من مسئول المرسى والذي ضمنا إليهم رغم مرضي ذقت ويلات العذاب والأعمال الشاقة التي كان منها إجبارنا على النهوض من النوم عند الساعة الثالثة فجرا للذهاب إلى الجبل لنقل الصخور على ظهورنا بدون أكل أو ماء وأي شخص يسقط أثناء حمل الصخور يقومون بضربه ضربا مبرحا وظللت اتلقى هذا العذاب لأكثر من شهر في مرسى فاطمة فقط وكان الأكل الذي يقدم لنا القشرة الخاصة بالحيوانات وشاهياٍ فقط وكان مسئول المرسى يجبر الصيادين على قضاء حاجاتهم بشكل جماعي وكل واحد كان يشاهد الآخر وكان بيننا أطفال تتراوح أعمارهم من 11إلى 15 سنة بالإضافة إلى عدد من المسنين وكان عددنا 34 صياداٍ عقب ذلك قاموا بنقلنا على متن قاربين يمنيين إلى منطقة تيعوة ومنها إلى ميناء المخا التابع لمحافظة تعز وبلغنا الأجهزة الأمنية هناك الذين أخذوا إفاداتنا فقط وعند وصولي إلى ميناء الحديدة بلغت كافة الجهات المختصة بما تعرضنا له من عذاب وإهانة والتي لم تحرك ساكنا.
ويؤكد مراد بأنه لديه أخوان هما حمادة حسن 19 سنة وعمر حسن 21 سنة إلى جانب سبعة آخرين من أقاربه محتجزين في سجون ارتيريا منذ ستة أشهر حتى اليوم ورغم متابعته المستمرة للسلطات المختصة بالمحافظة بهدف الإفراج عنهم إلا أنهم مازالوا محتجزين في سجون ارتيريا .
وناشد الصياد مراد رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إلى سرعة إنهاء معاناة الصيادين اليمنيين بمحافظة الحديدة ووضع المعالجات والحلول لها من خلال إيقاف عمليات التصاريح التي تمنح للقوارب الأجنبية التي تعبث بثروتنا السمكية ووضع حل جذري للاعتقالات والتعسفات والتعذيب الذي يتعرض له الصيادون اليمنيون من قبل السلطات الارتيرية إلى جانب مصادراتها لقواربهم وممتلكاتهم .
السلطات الارتيرية صادرت قاربي
فيما لم تختلف معاناة الصياد علي سالم يحيى حنش من مديرية الخوخة عن الصياد مراد عمر نتيجة قوارب الصيد الأجنبية أو الاحتجازات والتعسفات التي تعرض لها من قبل السطات الارتيرية فهو يقول: أعمل صيادا منذ أن كان عمري 14 سنة وكانت حالتي المالية جيدة وملكت قارب صيد خاص بي وأنا الآن متوقف عن الاصطياد منذ ثلاثة أشهر نتيجة مصادرته من قبل السلطات الارتيرية التي قامت باحتجازي أثناء قيامي بالاصطياد أنا وزملائي في الممر الدولي واقتادونا إلى جزيرة حرمل ومن ثم إلى منطقة نخرة ومنها إلى نورة إلى أن وصلنا إلى القدم وقاموا بمصادرة قاربي والأسماك والمؤن والوقود التي كانت على متنه التي تقدر قيمتها بأكثر من مليونين إلى جانب القارب البالغ قيمته خمسة ملايين ريال وكان معي على القارب أكثر من عشرة صيادين آخرين وجلسنا في سجن قدم حوالي 25 يوماٍ تعرضنا خلالها لجميع أنواع التعذيب ومنها نقل الصخور والتحطيب والزبل ونقل الأسمنت والحديد وهذه الأعمال تبدأ من الساعة الخامسة فجرا يصاحبها الضرب والإهانات وكان الأكل الذي يعطى لنا هو عبارة عن حبة باني (كدمة) وشاهي عقب ذلك قاموا بنقلنا إلى مرسى فاطمة تمهيدا لترحيلنا وفي مرسى فاطمة استقبلنا مسئول المرسى المدعو أبو حالمة وقام باحتجازنا لمدة شهر في المرسى وكان في المرسى عدد من الصيادين اليمنيين الآخرين منتظرين الترحيل وكانت حالاتهم مزرية للغاية نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له بالمرسى حيث وهم يعيشون في العراء ويتعرضون للضرب المبرح وقام المسئول بضمنا إليهم وأخذنا نصيبنا من التعذيب في المرسى الذي كان أشد من القدم وكانوا يجبروننا على التبول الجماعي في العراء وكل واحد يشاهد زميله وإذا حاولت الابتعاد عن الأنظار يقومون بضربك إلى جانب منعنا من التبول في الليل بالإضافة إلى منعنا من الاغتسال وإذا اغتسل أحد الصيادين خلسة واكتشفوه يقومون بإجباره على الزحف في التراب مصحوباٍ بالركل والضرب. وبعد أن تم ترحيلنا إلى مدينة تيعوة الارتيرية ومن ثم إلى ميناء المخا وكان عددنا 36 صياداٍ بينهم أطفال من جزيرة كمران والخوبة. وعندما وصلنا إلى المخا اتصلنا بأمين عام الاتحاد السمكي بالجمهورية علي حسن بهدف مساعدتنا للعودة إلى ديارنا الذي للأسف رفض مساعدتنا كوننا كنا لا نملك ريالاٍ لكي نتواصل عقب ذلك لجأت إلى أحد التجار المعروف معي الذي قدم المساعدة حتى وصلنا بيوتنا وعندما وصلت إلى مدينة الحديدة أبلغت رئيس الاتحاد السمكي بالحديدة ولم أبلغ أي جهة رسمية بالحديدة بما جرى لنا من تعسفات في ارتيريا لأننا لم نعد نثق بهم نهائيا وكوننا أبلغناهم مئات المرات بهذه التعسفات والإهانات التي تحصل لنا من السلطات الارتيرية ولم نجد منهم أي رد فعل أو انصاف.
التدخل السريع!
وناشد حنش حكومة الوفاق بالتدخل السريع لدى السلطات الارتيرية لوضع حد لهذه التعسفات والتعذيب والإهانات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون بمحافظة الحديدة التي ذكرتها سابقا من قبل السلطات الارتيرية أو دول الجوار الأخرى التي تعبث بالصيادين اليمنيين كما طالب الحكومة بمنع منح تصاريح لقوارب الصيد الأجنبية العملاقة التي تدخل إلى مياهنا وتقوم بالاصطياد بالجرف الذي دمر الشعاب المرجانية التي تأوي إليها الأسماك لوضع بيوضها وتربية صغارها ويقتل كافة الأسماك الصغيرة والكبيرة والأسماك التي لا يرغبون بها يعاودون رميها إلى البحر مرة أخرى وهي ميتة وهذا يؤدي إلى تلويث البيئة البحرية الأمر الذي أجبر الصيادين إلى صنع إطارات وجوالين وبعض الخردة من الحديد المفتوح ورميها داخل مياه البحر من أجل توفير مأوى جديد للأسماك بديلة للشعاب المرجانية في محاولة منهم للمحافظة على الأسماك من الفرار إلى مياه دول الجوار.
في السجون الارتيرية
فيما الصياد أحمد حسن عبدالسلام صياد منذ أكثر من 20 عاما لم يكن أحسن حالا من الصيادين مراد وعلي فهو يعاني مثله مثل الصيادين اليمنيين الآخرين من السلطات الارتيرية التي يقوم الصيادون باعتقالهم في المياه الدولية ومصادرة قواربهم وأموالهم والزج بهم في السجون وممارسة جميع أنواع التعذيب غير الإنساني وسط صمت السلطات اليمنية التي نقوم بإبلاغها يوميا بما يحدث لنا من إهانات من قبل السلطات الارتيرية ” التي يدخل صيادوها إلى مياهنا الأقليمية ويصطادون فيها ويبيعون أسماكهم في ميناء الاصطياد الحديدة دون أن يعترضهم أحد .
ويؤكد عبدالسلام بأن هناك أكثر من 400 صياد يمني من زملائه مسجونين في السجون الارتيرية منذ أكثر من ستة أشهر والسلطات بالمحافظة تعلم ذلك ووزارة الثروة السمكية تعلم أيضا الإ أنهم لم يقوموا بأي إجراءات لإخراجهم من السجون الارتيرية .
نضوب الثروة السمكية
وقال عبدالسلام إن الصيادين اليمنيين بالحديدة يعانون كذلك من قوارب الاصطياد الأجنبية التي تدخل بتصاريح من وزارة الثروة السمكية وبدون تصاريح وتقوم بالاصطياد بالجرف المحرم الذي يؤدي إلى نضوب الثروة السمكية من المياه اليمنية نتيجة تدمير الشعاب المرجانية التي تبيض فيها وتربي صغارها وعندما لا تجد هذه الأسماك المأوى تهاجر للبحث عن مأوى في مياه دول الجوار. وطالب عبدالسلام الحكومة بالوقوف إلى جانب الصيادين من خلال وضع حد للمعاناة التي يتعرضون لها من قبل السلطات الارتيرية وإيقاف القوارب الأجنبية من الدخول إلى مياهنا والعبث بها.
من جانبه قال الصياد أحمد محمد يحيى طحطاح من مديرية الجراحي: جميع الصيادين اليمنيين بالحديدة يعانون وبشدة من الاعتداءات والتعذيب الذي يتعرضون له من قبل دول الجوار وخاصة ارتيريا التي تقوم باعتراض الصيادين بالمجرى الدولي أو في المياه اليمنية واصطحابهم إلى أراضيها بتهمة الدخول إلى مياهها الإقليمية وتصادر قواربنا وأموالنا وتستخدم ضدنا جميع أنواع التعذيب والاضطهاد بما فيها الأعمال الشاقة .
ويشير طحطاح بقوله: قبل عامين من الآن اعترضنا قارب حربي ارتيري بالمياه الدولية وقام باصطحابي إلى مدينة مصوع وهناك أخذوا عليِ القارب والأسماك التي كنت قد تمكنت من اصطيادها إلى جانب مصادرة الوقود والمؤن والمواد الغذائية وقاموا بسجني لمدة ستة أشهر وتعرضت للتعذيب والأعمال الشاقة وكان الأكل الذي يقدم لي أنا وزملائي حبوب القشرة المخصصة للحيوانات ومن ثم افرجوا عني وعندما طالبت بالقارب فرضوا عليِ غرامة مالية توازي قيمته مقابل إخراجه كونهم كانوا قبل سنتين يفرضون غرامات باهضة على الصيادين اليمنيين الذين يحتجزونهم لاستعادة قواربهم أما الآن فتقوم بمصادرة أي قارب صيد تضبطه إلى جانب قيام السلطات الارتيرية عند ترحيل الصيادين اليمنيين المحتجزين لديها بحشر أكثر من 70 صياداٍ على متن قوارب صغيرة لا يتسع لأكثر من 12 صياداٍ معرضة بذلك حياتهم للخطر في عرض البحر وقد توفي العديد من الصيادين نتيجة ذلك
.
قوارب صيد أجنبية عملاقة
وأضاف طحطاح: لم تقف معاناتنا عند تعذيب وتعسفات السلطات الارتيرية فقط بل هناك معاناة أخرى ممثلة في قوارب الصيد الأجنبية العملاقة التي تقوم بالاصطياد بالجرف المحرم الذي ينهي الحياة في البحر وللأسف معظمها لديها تصاريح من وزارة الثروة السمكية التي بهذه التصاريح ساهمت هي أيضاٍ في معاناة الصيادين وتدمير الثروة السمكية بالبحر الأحمر.
وطالب طحطاح الدولة بالتدخل ووضع حد لهذه المعاناة التي يتعرض لها الصيادون بالبحر الأحمر سواء من قبل السلطات الارتيرية أو قوارب الصيد الأجنبية مالم فإن المعاناة ستتواصل وسينجم عنها آثار سلبية على هيبة الدولة والصيادون لن يصبروا طويلا على هذه المعاناة .
مليارا ريال خسائر الصيادين
عمر إبراهيم الجنيد رئيس الاتحاد التعاوني السمكي بمحافظة الحديدة يقول: بالنسبة للقوارب الأجنبية التي تقوم بالاصطياد في مياه البحر الأحمر فهذه مشكلة ومشكلة خطيرة جدا فهي تقوم بعملية الجرف العشوائي في اصطيادها الأمر الذي أدى إلى ازدياد معاناة الصيادين اليمنيين المتضررين من هذه القوارب والمتضررين أيضاٍ من التعسفات والاحتجازات التي يتعرضون لها من قبل السلطات الارتيرية التي تقوم أيضاٍ بمصادرة قواربهم وممتلكاتهم حيث لدينا الآن أكثر من 450 صياداٍ يمنياٍ محتجزاٍ لدى السلطات الارتيرية وعدد آخر محتجز لدى بعض دول الجوار الأخرى إلى جانب مصادرة أكثر من ألف قارب صيد منذ عام 2006م منهم أكثر من 200 قارب صيد يمني تم احتجازه خلال العام الماضي والذي كان على متنه سبعة آلاف و705 صيادين يمنيين يعيلون 38 ألفاٍ و525 فرداٍ كمتوسط. وبلغت خسائر الصيادين المادية جراء هذه التعسفات التي ترتكب من قبل السلطات الارتيرية وسط صمت السلطات اليمنية مليار و921 مليونا و16 ألفاٍ و490 ريالاٍ فإنه في حالة عدم وضع حد للتعسفات التي يتعرض لها الصيادون من قبل السلطات الارتيرية والقوارب الأجنبية وكافة المشاكل التي تواجه الصياد سيتحول هذا الصياد البسيط المسكين إلى قرصان يقوم بالقرصنة في المياه اليمنية والدولية الأمر الذي سيؤدي إلى تطور وتفاقم هذه المشكلة وتدويلها .
ويشير الجنيد إلى أن الصياد اليمني عندما يشاهد هذه القوارب الأجنبية تقوم بالاصطياد العشوائي بالجرف المحرم الذي يقوم بتدمير الشعاب المرجانية التي تتخذها الأسماك مأوى للتبايض والتكاثر وقتل صغار الأسماك تؤدي في الأخير إلى نضوب الأسماك من المياه الإقليمية اليمنية إلى جانب أن هذه القوارب قد تعتدي على الصياد اليمني نفسه وعندما يقوم الصياد بإبلاغ الجهات المختصة مرة ومرتين وثلاث بما تقوم به هذه القوارب التي لا تستجب له ولشكاويه هنا قد ينحرف ويتحول إلى قرصان أو متقطع خاصة وأن لدينا أكثر من 60 ألف صياد من الحديدة فقط يعملون على أكثر من 10 آلاف قارب صيد .
لم نلمس أي استجابة
ويضيف رئيس الاتحاد السمكي بالحديدة: لقد تم التواصل حول هذه المشاكل مع الأخ/ محافظ المحافظة من خلال العديد من المذكرات الرسمية التي اطلع عليها وزير الثروة السمكية ومجلس الوزراء ومجلس النواب الذي كلف لجنة بالنزول إلى محافظة الحديدة لتقصي الحقائق إلا أننا لم نلمس من تلك اللجنة بوادر حل وسلمنا ملفاٍ للهيئة العامة لمكافحة الفساد متعلقاٍ بالقوارب الأجنبية والتصاريح والاتفاقيات المشبوهة التي تمنح لها من وزارة الثروة السمكية كما سلمنا ملفاٍ بالقضية لرئيس الجمهورية عبدربه منصور وكذا بالتعسفات التي يتعرض لها الصياد اليمني سواء من خلال الاحتجاز والسجن والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له في ارتيريا وكان الهدف من ذلك هو الوقوف إلى جانب الصيادين بالمحافظة وحل مشاكلهم وإنصافهم من الظلم الذي يتعرضون له .
وناشد رئيس الاتحاد السمكي بالحديدة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي بالتدخل الفوري من خلال التوجيه بإلغاء اتفاقيات باقيس المشبوهة وإنهاء التعسفات والاحتجازات والسجن والتعذيب الجسدي الذي يتعرض لها الصيادون من قبل السلطات الارتيرية.
نتخاطب مع وزارة الخارجية
مدير عام موانئ الاصطياد ومراكز الإنزال بالهيئة العامة للمصائد السمكية بالبحر الأحمر الأخ ابراهيم الموقر يوضح أن فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية بالمحافظة تقوم فور تلقيها أي بلاغ باحتجاز أي قارب صيد يمني من قبل السلطات الارتيرية أو غيرها بالتخاطب مع وزارة الثروة السمكية مع إرفاق استمارة معدة لهذا الغرض فتقوم الأخيرة من جانبها بالتخاطب مع وزارة الخارجية وسفارات الدول التي تحتجز الصيادين من أجل اطلاق سراحهم وقد تم تسجيل رسميا 50 قارب صيد يمني تم احتجازهم من قبل السلطات الارتيرية خلال العام الماضي 2012م على متنها أكثر من 400 صياد يمني وهناك المئات من قوارب الصيد اليمنية تم احتجازها من قبل السلطات الارتيرية ولم يتم إبلاغ الهيئة باحتجازها رسمياٍ من قبل أصحابها.
أما بخصوص قوارب الصيد الأجنبية التي تدخل إلى مياهنا الاقليمية بطريقة غير شرعية فيقول الموقر: عندما يصلنا بلاغ بدخول أي قارب يتم التواصل مع مصلحة خفر السواحل والقوات البحرية اللتين تقومان باحتجازها وإحالتها إلى نيابة الأموال العامة أما في ما يخص قوارب الصيد الأجنبية التي تدخل المياه الاقليمية اليمنية للاصطياد ليس لفرع الهيئة بالحديدة أية علاقة بها كون رئاسة الهيئة بخليج عدن هي المسئولة عنها وعن الرقابة والإشراف عليها منذ دخولها المياه الإقليمية اليمنية حتى خروجها.