إلى متى¿!

علي محمد قائد

علي محمد قائد


 - سيظل المستوى التعليمي متدنيا كما هو ولن تتحسن الأوضاع لمجرد تغيير الوزراء والحكومات لأن الطالب في المدرسة لا علاقة له بوزير أو وكيل وزارة وإنما علاقته
علي محمد قائد –

علي محمد قائد

سيظل المستوى التعليمي متدنيا كما هو ولن تتحسن الأوضاع لمجرد تغيير الوزراء والحكومات لأن الطالب في المدرسة لا علاقة له بوزير أو وكيل وزارة وإنما علاقته الوحيدة بذلك المعلم المصاب بالاحباط والذي لا يزداد مستواه وقدراته ومهاراته تحسنا إلا من رحم ربي لأن الطالب لا يشاهد الوزير إلا على شاشة التلفاز وربما لا يعرف مدير عام مكتب التربية أو مدير إدارة التربية ولا أقصد بذلك أن يقوم الوزير أو الوكيل بالذهاب إلى المدرسة لتعليم الطالب إن ما أهدف إليه تغيير السياسة التعليمية والمناهج الدراسية المعقدة وإنقاذ الطالب خاصة طلاب الصفوف الأولى من التعليم الأساسي من ذلك المعلم الذي وجد نفسه معلما في ليلة وضحاها وبمؤهل الثانوية حتى وإن كان هناك معاهد لإعداد وتأهيل المعلمين فهي لا تقوم بدورها بل يغلب عليها طابع الفساد وأن الذين لا يتم تأهيلهم تربويا بل جعلت منهم الدولة وسيلة تبديلية بالمعلمين العرب وهنا الكارثة وكان ذلك سببا في تدني المستوى التعليمي وتدني مستوى الطالب فنجد الطالب والطالبة ينتقل من صف إلى صف وهو غير قادر على القراءة والكتابة وامتحانات الشهادة العامة تغلبها ثقافة الغش الذي يزداد عاما بعد عام وتتطور أساليبه وعندما يصل الطالب إلى مراحل متقدمة يجد نفسه فاشلا غير قادر حتى على القراءة والكتابة وهذا أحد أسباب ظاهرة التسرب.
ومع الأسف الشديد يتم الاهتمام بالمدارس الموجودة في المدن والمناطق المحيطة بها بينما مدارس المناطق النائية في عالم آخر .. عدم توفر المدرسين ومن ثم توزيعهم على تلك المدارس بعد التوظيف سرعان ما يتم نقلهم وبطريقة عشوائية مما يؤدي إلى قلة الكادر التربوي في تلك المناطق وهذا يرجع إلى الفساد التعليمي الموجود في إدارات التربية والتعليم وعدم القيام بالواجب المقدس تجاه العملية التربوية والتعليمية ليس الأهم تحسين وضع المعلم بزيادة راتبه بل الأهم تحسين أدائه والأهم الاهتمام بطلاب وطالبات الصفوف الأولى بحيث يجب اختيار المعلمين والمعلمات الأكفاء القادرين على التعامل مع أولئك الطلاب واكسابهم مهارات القراءة والكتابة فلو تم تأسيس الطالب تأسيسا سليما وصحيحا لكان ذلك عاملا مساعدا وهاما لمواصلة مشواره التعليمي حتى يصل إلى نهاية الطريق ويكون عنصرا فاعلا في بناء الوطن لا أن يجد نفسه عدوا لهذا الوطن عندما يترك المدرسة ولا يجد له مكانا في المجتمع ومؤسساته وهذا بدوره يؤدي إلى انتشار البطالة ومعدل الجريمة والانحراف الفكري والعقائدي وكل ذلك يؤثر على الوطن في بلادنا يتم الاهتمام بالجانب الكمي وليس الجانب الكيفي فليست مهمة ودور الحكومة ووزارة التربية والتعليم بناء المدارس الحديثة وحسب بل الأهم الاهتمام بالجانب الكيفي وهو كيف يتم إعداد المعلم أولا والمنهج الدراسي والإدارة المدرسية حتى تكون المدرسة بيئة ناجحة وخالية من عوامل التلوث وحتى يتعلق بها الطالب وتكون بوصلة لتوجيهه التوجيه السليم نحو البناء لا الهدم ليس الأهم الاهتمام بإعلان عدد المدارس والمعلمين إنما الأهم هو معرفة نسبة التسرب من المدارس ومعرفة المستوى الحقيقي للطالب والمعلم .. ولا ندري إلى متى سيظل الوضع عليه هكذا¿.

قد يعجبك ايضا