يد واحدة لن تصفق
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس –
اليد الواحدة لا تصفق ولن تصفق وذلك لأن أحاديتها وفرديتها تحول دون تمكينها من التصفيق إذ لا بد من وجود يد ثانية من أجل أن تتحقق الغاية والهدف وهو التصفيق وإذا ما أسقطنا ذلك على الواقع الحاصل في البلاد نجد أن إبحار السفينة اليمانية وعبورها كل الصعاب والعراقيل وتجاوزها للأعاصير والزوابع التي تعترض خط سيرها نحو الوصول إلى بر الأمان لن يتحقق إلا إذا ما تضافرت الجهود وتم تغليب مصلحة الوطن على ما دونها من المصالح وعمل الجميع بروح الفريق الواحد إلى جانب الرئيس هادي الذي تحمل مسؤولية قيادة الوطن في ظروف بالغة التعقيد وهو ما يستدعي مساندته والوقوف إلى جواره من أجل تحقيق الأهداف والطموحات والآمال والتطلعات التي ينشدها أبناء الشعب الذين خرجوا في 21 فبراير 2012م إلى صناديق الاقتراع رغم المآسي والجراح والأحزان وأدلوا بأصواتهم للمرشح التوافقي المشير عبدربه منصور هادي لقيادة اليمن في هذه المرحلة الصعبة والانطلاق نحو تأسيس مقومات بناء الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية دولة العدالة والنظام والقانون.
> الرئيس هادي لا يمتلك عصا موسى أو فانوس علاء الدين حتى نطالبه بأن يحل كافة القضايا والمشاكل الراهنة ويغير الأوضاع في زمن قياسي إنه بشر ومن حقه على القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في المشهد اليمني الالتفاف حوله وتهيئة الأجواء أمام استكمال ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومن حق هذه القوى السياسية عليه أن يقف منها على مسافة متساوية لكي يقطع الطريق أمام أصحاب الطابور الخامس الذين لا شغل لهم سوى إطلاق بعض التحليلات المزاجية والترويج لوقائع غير صحيحة بشأن انحياز الرئيس هادي لطرف سياسي على حساب آخر.
الوطن أغلى وأسمى وأعتقد أن الدعم والإسناد والتأييد الدولي للرئيس هادي والذي يضاف إليه الدعم والإسناد والتأييد الشعبي والجماهيري له في الداخل علاوة على حنكته السياسية تجعل من غير المنطقي الحديث عن انحيازه لطرف سياسي أو تيار أو حزب معين إنه رئيس كل اليمنيين من حوف أقصى الجنوب الشرقي إلى صعدة أقصى الشمال الغربي رئيس من وقفوا في صف الثورة الشبابية التي رفعت شعار التغيير ومن وقفوا في صف النظام السابق ورفعوا شعار التمسك بالشرعية الدستورية فلم يعد هناك مجال لمحاولات البعض تصنيف الرئيس مع هذا الطرف أو ذاك لأنه شخصيا لن يقبل على نفسه ذلك ولذا أنصح من يعزفون على هذا الوتر بأن يكفوا عن عزفهم الذي أصم أسماعنا ويعملوا على تصحيح مسارهم والتحلي بالتفاؤل والابتعاد عن التشاؤم ومن ثم إخلاص النوايا والعمل على إزالة العقبات من أمام سفينة اليمن الجديد التي تستعد للإبحار نحو شاطئ الأمان.
>لا نريد تقليب المواجع واستدعاء الماضي وفتح ملفاته من أجل إجهاض التسوية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار الوطني وبقية مضامين المبادرة الخليجية. لنأخذ من الماضي العظة والعبرة ونقف على الأخطاء من أجل عدم الوقوع فيها في المستقبل. كثيرة هي الشعوب والأمم والدول التي تجاوزت ماضيها المأساوي والمؤلم وفتحت صفحات جديدة وانطلقت نحو الأمام حتى أضحت اليوم تتبوأ المكانة المرموقة على المستوى العالمي في مختلف المجالات ونحن في يمن الإيمان والحكمة لا أعتقد بأننا أقل شأنا منهم إذ نمتلك كافة المؤهلات التي تتيح لنا بناء وطننا من جديد على أسس وقواعد سليمة بمشاركة كافة القوى السياسية والوطنية الحريصة على مصلحة الوطن من خلال الشراكة الوطنية والتي بدونها لن يتمكن أي طرف سياسي من إدارة شؤون الوطن على الوجه الأمثل فالشراكة مطلوبة واليد الواحدة لا تستطيع البناء والتعمير بمفردها إذ يتطلب الأمن تكاتف وتضافر الأيادي لتصب في مصب واحد والذي يعود خيره ونفعه على الوطن والمواطن ودونما تمييز أو مفاضلة أو محاباة أو استثناء.
>صدقوني لو أعملنا هذه القيم والسلوكيات لن يكون هناك أي خاسر سوى أعداء اليمن فالكل سيربح والربح مع الوطن ومصالحه مضمون وفيه من الخير والنفع الشيء الكثير وسنحصد ثمار ذلك جميعا. لقد آن الأوان بأن نسمو ونترفع عن الصغائر والمناكفات السياسية والحزبية لأنها معاول هدم وتخريب والأوطان لا تبنى وتعمر إلا بالشراكة