مهاتير … (2)
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
عندما سئل عن سر المعجزة الماليزية التي هو أبوها وأسماها عشرين عشرين, قال بكل هدوء: العلم, التعليم, وفي كتبه تبدى بوضوح أن الإدارة كانت في خطته عشرين عشرين النهضوية التنموية السياسية الاقتصادية الاجتماعية والتي مثلت رؤيته لماليزيا عام 2020, والسر الأكبر هو أنه استطاع أن يكتشف عظمة الإسلام الذي يقبل بالآخر فما بالك بباقي مكونات ماليزيا , لم يقف الدين عائقا أبدا في طريق رؤيته خاصة إذا تذكرنا ما ننساه دائما أن محمد صلوات الله وسلامه عليه بعöث مبشرا بدين قائم على الوقوف في وجه القهر والفقر وهو ما لم نفهمه نحن!.
الملاويون, والهنود , والصينيون, مكون ماليزيا العرقي استطاع الرجل أن يحولهم إلى عجينة واحدة تعمل من أجل ماليزيا مع الاحتفاظ بالتنوع .. لöم لا¿ ونحن أمة لن نعيد تبيان تفردها كدين ولغة وجغرافيا وتاريخ وانظر أين نحن! .ذات لحظة انهارت النمور السبعة اقتصاديا وإن تعافى الاقتصاد الكوري الجنوبي فيما بعد, إلا أن ماليزيا لم تتأثر, فسر الرجل ذلك بإجراءات قاسية اتخذها , من بينها منع إخراج العملة, وعدم السماح بالمطلق لغير البنوك ممارسة عمليات التحويل, وحرم الاقتراض, وشكل لجنة مراقبة كان من صلاحياتها قانونا أن تحاسبه في حال أخطأ, لتخرج ماليزيا قوية رافعة هامتها إلى السماء , وبرغم كل محاولات تركيع الرجل بما يمثله عبر أنور إبراهيم وأشكال أخرى من الحرب إلا أنه ظل واثق الخطوة يمشي ملكا وظلت ماليزيا سيدة نفسها بخليطها الموحد تحت سقف القانون, وقبل ذلك تحت سقف الولاء والانتماء لماليزيا, وكما جاء من بين الفقراء ليرتفع إلى القمة, ارتفعت ماليزيا إلى بين الكبار مطبقة المثل الصيني الشهير (القمة ليست مدببة بل فسيحة تكفي لكل الناجحين).