نعم.. قال الرئيس وفعل¿!
فؤاد الوصابي
فؤاد الوصابي –
ما أزال أتذكر بعضا من كلمة الأخ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية أثناء لقائه الأول الذي جمعه بوجهاء ومسؤولي أمانة العاصمة وذلك بعد تسلمه سلميا مقاليد السلطة للبلاد بعد أزمة دامت لعام لكنها في فعلها وأثرها تقارن وتحسب بعقود من الزمان.. كان الجميع يومها في القصر الجمهوري وإن لم تخني الذاكرة كانت الكلمات من الأخ الرئيس: “تسلمت السلطة في ظرف استثنائي ومرحلة استثنائية ووقت استثنائي لمهمة استثنائية”.
وكان بجواري أحد الدعاة وخطيب مسجد فهمس في أذني: “أتعلم أن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي هو الوحيد الذي تمت ولايته على أفضل وأصح طرق الشريعة الإسلامية في تولي أمر المسلمين¿! فتعجبت وقلت: كيف .. قال: الأصل أن لا تعطى الولاية لمن يطلبها وساق الدليل بقول المصطفى “صلى الله عليه وسلم” “إنا لا نعطيها من يطلبها”.. والأخ عبدربه منصور هادي لم يطلبها أو يسعى لها بل “إن جاز القول” أرغم مكرها عليها.. فقلت وما الفرق في ذلك فساق حديثا للحبيب يقول فيه: “من طلب الإمارة وكلت إليه ومن أسندت إليه أعين عليها.. فقلت: يارب منك العون” وعدنا لنستمع خطاب رئيس الجمهورية ومع تلك الكلمات التي كان يقولها لمسنا روح الرجل الوطني الغيور الصادق وهو يصف الحال في أمانة العاصمة التي تعيش أشد ظروف عاصفة الأزمة بزيادة عن غيرها من انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية والخوف الناتج عن المواجهات المسلحة وانقسام الأمانة إلى جبهات ومناطق نفوذ متصادمة وتعطل المصالح وتوقف المدارس وغيرها من الأمور التي كادت أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بالوطن كله.
وتلا ذلكم الوصف كلمات تقدير وإكبار من الأخ الرئيس بصبر وثبات ساكني أمانة العاصمة وعزا ذلك إلى الحرص منهم على سلامة الوطن وعدم انجراره إلى الهاوية وختم بالدعوة إلى التعاون الكامل وشد العزيمة وتغليب المصلحة العامة للخروج من الوضع الصعب والكارثي آنذاك وأن المسؤولية مشتركة على الجميع وأن كرئيس للجمهورية أو أي أحد لا يمكن أن ينجح إن لم يبد الجميع تعاونا معه وأن الوطن سفينة الجميع.
ووعد حينها رئيس الجمهورية بالعمل الدؤوب والجاد من أجل الحفاظ على الوطن وإخراجه سالما من أتون الأزمة والنهوض به كوطن يتسع للجميع وتتحقق فيه أحلام وآمال أبنائه وأجيالهم اللاحقة ومن لحظتها بدأت عقارب الساعة بالدوران وحانت ساعة العمل وإلى اليوم وقد انصرم عام كامل تحقق في ظروف معقدة ما لم يتحقق للوطن في ظروف أيسر وأفضل بكثير ولعل أبرز تلك الأمور المحافظة على وحدة الشعب ليس فقط شمالا وجنوبا بل على مستوى كل ناحية وقرية ودار ترجم ذلك الانتخابات الرئاسية التي لم تشهد مثيلا من الإقبال ووحدة الفكرة والقلوب ثم إعادة الأمن والاستقرار إلى روح الحياة العامة وضرب القاعدة في مقتل وكسر شوكتها وشنق بعبعها الذي ظل لسنوات عقدة لم يطالها حل ورأب الفتنة في بعض المحافظات التي لم تتعاف من جروح وأحداث سابقة وإعادة روح الجيش الوطني الموحد بقرارات الهيكلة ومحو قواعد المستحيل التي تأصلت في عقول وأذهان كثير من الناس وبالأخص فيما يخص الجيش والأمن وإعادة الثقة للجميع بأنه لا مستحيل مع الصواب لأجل الوطن وكذلك كسب ثقة ودعم وتأييد المجتمع الدولي كافة بالإجماع وبصورة لا سابق لها للوقوف مع اليمن الموحد وإعادة العافية السياسية والاقتصادية والأمنية إلى كافة أرجائه وأيضا إعادة بعض من هيبة الدولة ومصالحها الضائعة والمسلوبة المستباحة جهارا نهارا هنا وهناك وعودة معظم الخدمات الأساسية إلى حيز الاستمرار والواقع والإصرار المثمر للوصول إلى الحوار ومنه الخروج إلى مستقبل جديد واعد مدني حديث والتأسيس لذلك بأساس صحيح وقوي لا يساير مجريات الحاضر الراهن فقط بل يواكب أماني المستقبل القادم إن شاء الله.
تلك هي بعض أقوال الأخ الرئيس وهذه بعض أفعاله وتلك وهذه سيسطرها التاريخ ويحكيها وغيرها صورة مشرفة زاهية ناصعة عن الأخ عبدربه منصور هادي في ذكرى 21 فبراير من كل عام.