الصديق اللدود.. والعدو الودود

بلقيس احمد الكبسي


بلقيس احمد الكبسي –
إهداء : إلى كل المفجوعين بصداقاتهم .. والموجوعين بالغدر .. لا أسى .. ولا حسرة .. أنتم الرهان .. دمتم أوفياء..
إلى الذي كان قطعة من قلبي وأسيرا يسكن روحي .. لم أعد أنا ذلك الذي عهدت من ذي قبل .. لم أعد أنا ذلك الحنون العطوف الذي يحتويك بكل مشاعره .. ولم أعد ذلك الذي يفديك بروحه ويرخص لكل الغالي والنفيس .. أصبحت ذلك الذي تجرع صديد القهر والاتهامات الفاجعة.. فصرت المقهور عدما .. والمفجوع بغدرك. فلم تعد أثير روحي الحرى .. ومأوى حنيني وشوقي .. لم أعد ولم تعد .. فقد قذفتك خارجا.. وتقيأتك روحي باشمئزاز. حتى أيامي البكر التي عشناها معا تلاشت.
صديقي الذي كان يسكنني واسكنه .. ماذا عن خيوطك العنكبوتية التي نسجتها أفاعيلك وألاعيبك حول إخلاصي ووفائي..¿ وأين زمننا الذي كان يطوينا بأيامه الجميلة .. بحلوها ومرها .. وذكرياتها السعيدة والأليمة لماذا نهشتها مخالب خياناتك .. ¿
صديقي اللدود يا وجعي الكبير .. يا حسرتي وألمي وفيض قهري لم أعد أنا ذلك الذي كنت تعهده من ذي قبل .. لقد أصبحت أنا هو أنا.. عندما أويت إلى روحي التائهة بحبك وإخلاصك .. لن أنسى تلك اللحظة القهرية التي مزقت صداقتنا في غمضة عين طائشة التي نسفتها قذائفك بلا رحمة .
صديقي اللدود .. يا وجع الأيام وجرح السنين ومغبة زماني المخدوع فيك لقد اشتريت نفسي وأنقذتها من غياهب خداعك وخياناتك وسياط لسانك الفاجع بالاتهامات فأي رداء ترتديه باسم الدين تمارس به خبثك علي أتعلم كما هي المرات التي اضطر فيها أن أطأطئ رأسي حتى لا أراك..¿ ومرات أتعمد أن أشيح بوجهي بعيدا عنك باحثا عن منفذ حتى لا تصطدم عيناي المخدوعتان بك فتندمل جراحي من جديد وتستفيق ذاكرتي بوجعها التليد.
فاض صبري واحتسابي بينما تمارس جنوح عنادك وتكبرك وتسلط جبروتك علي فأي قصاص عادل هذا الذي فيه أنا الضحية وأنت الجاني فقلبت الموازين رأسا على عقب لتتماشى ومصالحك..¿
وأين هي الفروض التي أديناها سويا .. والصلوات التي ركعناها وسجدناها معا ..¿ هل تلاشت روحانيتها. اليوم واليوم فقط صحوت من أوهامي عندما أيقنت بفجيعتي وحسرتي على تلك الفروض التي رتلنا صلواتها .. وابتهلنا سجداتها وتلونا آياتها.
واليوم ها أنت ذا تقف أمامي وكأن شيئا لم يكن مادا يدك مصافحا هل لتغسل ذنوبك التي اقترفتها في حقي ..¿ أم لتريح ضميرك المطعون بي..¿ يا وجعي التليد وحرقتي وجرحي النازف.. أي تدين تدعيه ..¿ وأي إله يحتويه قلبك وأنت تنهش خلقه..¿ تلتحف البراءة والصلاح لتخدعني والجميع بهما .. وأنت براء منهما كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
ما سبب تلك المهادنة بعد معركتك الضارية معي وكنت أنا فيها الخاسر الوحيد..¿ لقد فقدتني كما فقدت أيامي معك واندثرت روعتها وجمالها في غمضة عين وفي لحظة طائشة من لحظات جنونك.
عدوي الودود .. يا رفيق طفولتي وأيامي البكر ألم تعلم أني كنت أفضلك على نفسي وأهلي وإخوتي .. أتعلم أنك كنت خطي الأحمر الوحيد .. ¿ أتعلم كم هي المشاجرات التي خضتها مع أخوتي لأجلك قاسمتك أشيائي الثمينة وقررت أن أقايض روحي لأجلك استدين ولا أبيعك منحتك ما أملك وما لا أملك ولكن بلا جدوى بعتني بثمن بخس.. فضاعت فيك حسن ظنوني .
يا نزف جرحي ووجعي أين هي تلك الخوالي ..¿ كيف تجرأت واغتلتها.. أين هي أيامي معك التي لا مثيل لها ولا شبيه لودادها وصفائها ..¿
عدوي الودود.. وها أنا في ذروة انتصاري لا يسعني سوى أن اهمس لك بوداد الأعداء الأحبة .. أشكرك بكل ما أوتيت من قوة .. جراحك هي من أوصلتني إلى هذا النجاح .. وكانت طعناتك هي حافزي ومشجعي ..

balkbsy@yahoo.com

قد يعجبك ايضا