الله جميل

عبدالرحمن بجاش


 - { لم يستفزني تصرف ما مهما عظم شأنه أو تخيل صاحبه أنه سيصل به إلى أقصى ما يستطيع من تحقيق غرضه الذي سيكون دنيئا قدر الاستفزاز الذي اجتاح مشاعري وأنا أقرأ خبر تشويه رسومات الفنانين التشكيليين
عبدالرحمن بجاش –

{ لم يستفزني تصرف ما مهما عظم شأنه أو تخيل صاحبه أنه سيصل به إلى أقصى ما يستطيع من تحقيق غرضه الذي سيكون دنيئا قدر الاستفزاز الذي اجتاح مشاعري وأنا أقرأ خبر تشويه رسومات الفنانين التشكيليين على جدران شوارع الحبيبة تعز ولا أدري لöم قفز ذهني إلى ليبيا تحديدا!¿
قلت : ألا يكفيني استفزاز صاحب فندق المخا هنا في العاصمة صنعاء من محاولته – بدون قصد – تشويه النفوس بذلك الطلاء القاتل لواجهة الفندق¿ وبالمناسبة أتمنى من الأخ الأمين أن يولي شكل المدينة اهتماما فلا يترك لكل منú بنى أمر المظهر الخارجي من حيث الشكل واللون فهنا وكل المدن هذا يبني بالبلك وثان بالأحجار وثالث بالزنك ورابع بالطوب وخامس بالياجور وسادس يوزع الطوابق بين المواد المختلفة وطالما كتبت عن التشويه الذي يحدث للنفس نتيجة العبث بالشكل واللون ولماذا نذهب بعيدا¿ فانظر إلى صنعاء التاريخية وسترى كيف كان البناء القديم أذكى وأكثر إحساسا فقد مزج ألوانه بين واجهة المبنى ومكونات الحي كلها.
في تعز حاول أصحاب النفوس المرهفة أن يخففوا بشاعة العبث الذي تركه منú لا إحساس لديهم أو قل الغباء لدى منú رخص ومنú أشرف وغياب دور البلدية فرسموا وزينوا ليرسلوا للجميع رسالة ريادة تعز الفنية أو الثقافية بدون كبر ولا تعالي فقط حاولوا القول : دعونا نزين الحياة القاسية باللون لكن منú لا ألوان في أعماقهم أبوا إلا أن تمتد أيديهم إلى الفن والفن التشكيلي بالذات وإلى هاشم علي الريشة العظيمة التي حاولت أن تصنع الفرح في عيون الناس حتى على أبواب الدكاكين!!
في بلاد المولى جل وعلا حيث الناس تلون حياتهم الريشة تراهم يلونون الجدران ويرسمون الشارع وهنا قلت ذات مرة ارسلوا طلبة الابتدائية في حصص رسم في أزقة صنعاء التاريخية فلم يستجب أحد وقد اكتشفت أن حصص الرسم والموسيقى ألغيت وإذا وجدت في بعض المدارس فمن أجل الموجهين فقط!! وفي جدة زين محمد سعيد فارسي الزوايا والأركان بالمجسمات واللوحات شاهدت ذلك ذات زيارة والصديق الشاعر حسن اللوزي وجلب الرجل من مصر كبار المثالين والرسامين لذلك!!
كيف يمكن ليد أن تمتد لتشوه لون هاشم علي أو عبدالجبار نعمان أو آمنة النصيري أو عبدالعزيز أو تلاميذ هاشم هل تستطيع أي يد أن تتجرأ على تشويه اخضرار تعز من الجبل إلى الجبل¿
إن على منú أقدمت يده العابثة عدوة الجمال أن يلغي جبل صبر إذا أراد!! سيكون ذلك أكثر مدعاة للوصول إلى الغرض!! لكن على تلامذة هاشم وفؤاد وحكيم وطلال وريشة الهبوب وكل تلامذة المدارس وكل صاحب ريشة أن يخرجوا إلى الشوارع ويرسموا قدر ما يستطيعون وعلى الجمال ألا يستسلم وعلى اللون أن يعلي قيمة الحياة فالله جميل يحب الجمال والله أبدع الطبيعة وانظر إلى الألوان التي تسلب لبك وكلما التقطت بكاميرتي ما تتزين به عيني من ألوان الورود والأزهار أظل أتامل في توزيع الألوان وأقول لمن حولي : على كل منú لا يستطيع توزيع اللون أن ينظر إلى الطبيعة ويرى ما أبدعه الخالق فكيف يأتي أي بشع ويشوه الألوان وأرحم الراحمين قد أبدع أكثر وأعظم من البشر فهل ما أبدعه رب العباد مجرد عبث¿ فانظروا إلى تداخل السهل بالجبل بالبحر بخرير المياه وزقزقة العصافير بزرقة السماء ومرة أخرى ومرات نقول : الله جميل… ويا أرباب الريشة لا تتراجعوا عن تلوين حياتنا وشكرا لمن خرج محتجا إلى الشارع في وجه البشاعة… شكرا تعز.

قد يعجبك ايضا