مراهقون.. يعيثون فسادا في ليالي رمضان
استطلاععبدالناصر الهلالي

استطلاع/عبدالناصر الهلالي –
من الطبيعي أن يكون الليل الرمضاني مبهجا ومنتعشا بالحياة في المنازل والأسواق ولعل الأسواق هي الأكثر حياة وامتلاء بالصخب بعكس المنازل التي تعيش فترتي الضوء الشمع وترجو أن يكون ذلك الضوء الخافت موازيا لهدوء الأطفال في ردهان الغرف المليئة بروحانية المساء الرمضاني .
المنافر لهذا كله في الأحياء السكينة تلك القهقهات المشابهة لعربدات السكارى أمام حانات بيع الخمور تلك القهقهات التي يطلقها الفتيان في أزقة الأحياء وفي شوارعها لا تعرف لها سببا سواء التبختر وحرق السكينة والهدوء التي يعيشها الناس في منازلهم.. يا الله كم هذا مقلقا ومزعجا للجميع.. الفتيان المراهقون الذين يتجمعون بجانب أركان المنازل يفتحون تليفوناتهم لإطلاق الأغاني الصاخبة التي تزعج المارين من أمامهم أما سكان المنازل فإنهم يعيشون حياة إضطراب من تلك القهقهات المصحوبة بأغاني موسيقى مرتفعة وصياح يشبه إلى حد ما نهيق الحمير عند بزوغ الفجر أسر أولئك النفر من الفتيان لا تابه لذلك النوع من إزعاج الناس ولا تأبه لتربية أبنائها على الفضيلة وحب الناس وليس الإنتقام منهم في كل وقت يريدون الراحة الاطمئنان في منزلهم وأسرهم كل الأحياء السكنية تعاني من هذا الصخب غير المقبول في ليل رمضان بحسب شكوى من الكثيرين من الناس.. الغريب في هذا كله أنك تواجه بالشتم والمزيد من الإزعاج أمام منزلك بمجرد أن تطلب من المزعجين بكل أدب طبعا أن يتركوا المكان إحتراما لحرمة المنزل أولا وعدم الإزعاج تاليا.
كلمات من السخرية والتهكم يقابلك بها الفتيان المزعجون وكأن المكان الذي هم فيه ملكا لآبائهم وليس للآخرين وللآخرين العيش بعيدا عن صخب المهرجين في أزقة الأحياء السكنية.
الغريب أيضا أن نقدك اللطيف لهم يقابل بالمزيد من الإزعاج وإحداث الفوضى أمام منزلك ورغم أن أولئك النفر معرفون ويذهب الناس إلى إخبار ولي أمر بما يحدثونه من فوضى في أحيائهم الآن أولياء الأمور لا يفعلون شيئا بل يذهب البعض إلى أبعد حد من الشتم فيك والتجرع لمجرد أنك ذهبت لتشتكي إليه باعتباره ولي الأمر المزعج.. ويضيف مثل هؤلاء أبناؤنا مؤدبون ولا يزعجون أحدا.. بالطبع ربما لا يزعجون أسرهم بل يختارون أماكن بعيدة عن منازلهم للعب الكرة وإزعاج الآخرين ومثل هؤلاء الآباء يصعب التعامل معهم وهذا الأسلوب في التعامل مع أبنائهم هو السبب الرئيسي لسوء الأخلاق عند الأبناء كما يقول نائف أحمد إخصائي إجتماعي..
ويضيف :»عندما يترك الحبل على الغارب لشاب في سن المراهقة توقع الكثير من المتاعب التي يجلبها على أسرته وعلى الناس«..
الكثير من أولياء الأمور لا يدركون أن تسكع أبنائهم في الأحياء السكينة و الشوارع لا تجلب المتاعب على الناس فقط بل تجلبها عليهم أيضا لأن التسكع بطبيعة الحال يلحقها شربا للسيجارة وافتعال المشاكل مع الناس داخل الحي الذي يسكن فيه وخارجه