هزازو الرؤوس .. ضعفاء النفوس !!

محمد العزيزي


 -   تتماهى أنفاسك  وأنت تسمع منهم أحاديث تنم عن الضعف والمهانة  وتقرأ في عيونهم الخيبة وفقدان الأمل .. بعض هؤلاء من البشر قد ادلج نفسه تحت سيطرة هذا السلوك وأصبح دوره في الحياة أن يهز رأسه لأي حديث  أكان هذا الحديث مقنعا أم لا  يفهمه أو لا يفهمه  .. وأنا هنا لا أدعي لنفسي الحذاقة أو النباهة وأن البعض سذج لا يفهمون .. معاذ الله ..
محمد العزيزي –

< تتماهى أنفاسك وأنت تسمع منهم أحاديث تنم عن الضعف والمهانة وتقرأ في عيونهم الخيبة وفقدان الأمل .. بعض هؤلاء من البشر قد ادلج نفسه تحت سيطرة هذا السلوك وأصبح دوره في الحياة أن يهز رأسه لأي حديث أكان هذا الحديث مقنعا أم لا يفهمه أو لا يفهمه .. وأنا هنا لا أدعي لنفسي الحذاقة أو النباهة وأن البعض سذج لا يفهمون .. معاذ الله .. ولكن هذا هو واقع الحال الذي نعيشه في هذه الأيام من خلال عملي ومشاهدتي لبعض الأحداث فقد رأيت كثيرا من موظفي الدولة في مناسبات مختلفة ممن مهمتهم الوظيفية أو الإدارية هي هز رؤوسهم عندما يتحدث المسؤول ليؤكدوا لهذا القيادي أو ذاك أنهم يفهمون ما يقول حرفا حرفا وكلمة كلمة وان كلامه كبير لكنهم كانوا يجهلون .
ويوحي هؤلاء البعض من خلال تلك الحركة السهلة إلى الآخرين أن هذا الرجل _ اقصد المسؤول _ طموح وقيادي محنك ويمتلك رؤية وبرامج عملية قد تنهض بوزارتهم أو مصلحتهم إلى العلا لي والتطور والرخاء وان عجلة وديناميكية العمل ستتحرك دون توقف .
ويعتقد هؤلاء هزازو الرؤوس من تلك الإيحاءات أنهم يكسبون بتلك الحركات «أبو كم طويل» ثقة المسؤول وأنها تقربهم إليه خاصة وأن كثيرا من المسؤولين تعجبهم تلك الحركة ويرتاحون منها وبالذات إذا رافقها تصفيق حار بعد كل خمس كلمات ينطقها .. ولذلك نلاحظ فشل البعض من المسؤولين إذا لم نقل أغلبهم في الوزارات والمناصب التي يتقلدونها بسبب هز الرؤوس وسلبية هؤلاء الذين لا يبدون أي انتقاد أو مشورة قد تؤدي إلى تصحيح المسار وتدعم القيادي في اتخاذ القرار الصائب والسليم .. متخذين من «قاعدة تمام يا فندم « شعارا لهم من أجل البقاء والارتزاق .
تخيلوا معي سلفا وأنا أعايش هذا الموقف وذلك في أحد المؤتمرات أو اللقاءات السنوية لقيادات وموظفي إحدى الوزارات وهم يؤدون سيمفونية هز الرؤوس والتصفيق فوق الحار أثناء خطاب الوزير تخيلت نفسي حينها وأنا جالس في آخر القاعة أنني في دولة الهند وأن معبودهم « البقرة «واقف في منصة تلك القاعة .. ذلك الشعور الذي انتابني وقتها جعلني أتيقن بل أؤمن إيمانا مطلقا أن الناس أجناس ومعادن منذ أن خلق الله البشرية واستخلفهم في الأرض .. لم يخلقهم على شاكلة ونوع واحد في الغريزة والسلوك بل انشأهم وغرس فيهم طبائع وصفات مختلفة من شخص لآخر .. ولذلك لا غرابة أن نرى في أوساطنا من ضعفاء النفوس وهزازي الرؤوس نتعايش معهم صباح كل يوم .

قد يعجبك ايضا