مصطفى عبدالجليل أو ليبيا!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
تابعت باهتمام مراسم تسليم المجلس الانتقالي الليبي السلطة إلى المؤتمر الوطني العام إيذانا ببدء عهد جديد يخرج ليبيا من غياهب النسيان طوال حوالي الأربعين عاما بلد بأكمله ضاع تلك السنوات غصبا عنه!! ماذا يحصل للشعوب أن تقبل بالظلم الفادح مثلما حدث لليبيين¿ وما الذي يجعلها في لحظة تهب وتحطم كل القيود وتكسر حاجز الخوف وتحرر نفسها¿
بعد كل هذه السنوات وبعد أن شغل العقيد العالم ببدلاته ونزواته وجنون العظمة منú سيظل في أذهان الناس هو أم مصطفى عبدالجليل الذي قاد شعبه للتحرر من الجنون والضياع¿
بالأمس الأول أعلنت ليبيا وبتواضع انعتاقها من (40) عاما من نظام لا شبيه له في الكون أنساها حتى أسماء شعرائها وأدبائها ومثقفيها ولولا ذلك الفيلم لنسينا عمر المختار الذي لم ينتجه القذافي إلا ليزعم أنه منú «التقط نظارة المختار» وتخيل بلدا في هذا الكون لا يسمع في أنحائه اسما سوى اسم «زعيمه» ولا أدري كيف تقبل العالم الذي يسمي نفسه حرا وحتى الأمم المتحدة أن ينسى بلد بأكمله ويتقبل التعامل مع مجنونه فقط!!
«العالم الحر» مستعد لإلغاء أذنيه حين يتعلق الأمر بالبترول الرخيص وبكونك حائط صد أمام آلاف المهاجرين الفقراء من أفريقيا الذين يحلمون ببلاد العسل واللبن التي هي على مرمى حجر من الساحل الليبي واستطاع برلسكوني في إيطاليا القريبة أن ينسى أن هناك شعبا على الشاطئ الآخر طالما و«زعيمه» في الجيب يفيد حتى بيوت الأزياء الإيطالية فليذهب الشعب إلى الجحيم!!
استطاع مصطفى عبدالجليل أن يكسب احترام العالم وهو يتحدث بهدوء وتواضع عن أخطاء «ارتكبناها» وبالمقابل هو وزملاؤه لم يكلفوا الشعب الليبي دينارا واحدا أثناء تولي المجلس الانتقالي للوضع الانتقالي بعد 17 فبراير لقد سلم الرجل الأمانة إلى المؤتمر الوطني وذهب «ونحن مستعدون أن نخدم بلادنا من أي موقع» صفقت له القاعة وصفقت له الشعوب وأولها المقهورة أما العالم الآخر فلا يعنيه من الأمر – وإن بدا ديمقراطيا – إلا العقود لشركاته والفرص لأفراده.
سجلت ليبيا المثل الأعلى في أنها خرجت من عنق الزجاجة بعد مخاض ستظل آثاره قائمة لكن الليبيين قرروا أن يلحقوا العالم من حولهم وعلى هذا العالم أن يتركهم يذهبون في الطريق الصحيح إلى مستقبلهم لا تملك الشعوب إلا أن تقول لمصطفى عبدالجليل الرجل النموذج : شكرا ها نحن نرفع قبعاتنا احتراما.