رمضان مناسبة لتطهير القلوب وصفاء النفوس

عبدالسلام الحربي

مقال


 - ها هو شهر رمضان المبارك يمر مرور الكرام وها نحن ندخل في العشر الاواخر من هذا الشهر  المعظم الذي جعله الله تعالى عنده سيد الشهور ..الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتنز
عبدالسلام الحربي –

مقال

ها هو شهر رمضان المبارك يمر مرور الكرام وها نحن ندخل في العشر الاواخر من هذا الشهر المعظم الذي جعله الله تعالى عنده سيد الشهور ..الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتنزل فيها الملائكة بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر .. هذا الشهر الفضيل الذي يأتي كل عام شهرا كريما وضيفا عزيزا وموسما عظيما للخير والبركات وفيه تتضاعف أجور المسلمين الصائمين عند ربهم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنان وأغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين.
>إن شهر رمضان المبارك يأتي كل عام شهرا لتطهير القلوب من الأدران وشفاء الصدور والجوارح من الضغائن والأحقاد وفرصة ثمينة لا تعوض عند كل الصائمين يحن إليه كل قلب مسلم عرف خصائصه وفضائله وما أعده المولى عز وجل لعباده الصائمين من الأجر والثواب الجزيل .. شهر الله سبحانه وتعالى كما يقول في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).. شهر الإمساك عن الذنوب والمعاصي ونكران الذات .. شهر الرحمة والعطف على الفقراء والمحتاجين .. شهر التسامح والمحبة والوئام .. شهر الأمن والاستقرار .. شهر الاجتناب عن كل ما نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. شهر إعادة اللحمة الوطنية بين كل أبناء الوطن وليس شهر الامتناع عن الطعام والشراب فقط كما يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه) .
> يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) صدق رسول الله فتنبه أخي المسلم إلى أن صومك هو لله عز وجل وهو وحده من يجزيك عن صومك وكما جاء في الحديث القدسي الآنف الذكر (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وهو سبحانه أكرم الأكرمين وكيف جعل العطية بقدر معطيها حتى يكون أجر الصائم عظيما وكبيرا ويعطي على الطاعة الحسنة بعشرات أمثالها فيكون ثواب الصائم بلا حساب.
> لقد خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك عن غيره من شهور السنة وجعله بشرى تسر منها النفوس وتبتهج لها القلوب وتعم السعادة والرحمة بين الجميع لما يحمله هذا الضيف الكريم شهر الله تعالى من نفحات إيمانية وروحانية ينال فيها المسلم أرفع الدرجات والمقامات من خلال التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة وتلاوة القرآن الكريم والعطف على الفقراء والمحتاجين وزرع الحب والتسامح والألفة كونه يأتي كل عام نعمة عظيمة ومنحة ومنة جزيلة أمتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده المؤمنين يجب علينا جميعا تقدير هذه النعمة حق تقديرها وأن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المنة ونستغل هذا الشهر المبارك الاستغلال الأمثل لأنه فرصة لا تعوض وغنيمة قد لا تدرك مرة أخرى وقد ربما لا يبلغها الإنسان مرة أخرى .
> وعلى الرغم من الظروف التي تمر بها بلادنا هذه الأيام جراء مخلفات الأزمة السياسية التي عصفت بالوطن خلال عام ونصف ..إلا أن شهر رمضان يأتي هذا العام في ظل أجواء أفضل وأحسن من العام الماضي التي تقاسم فيه أبناء شعبنا الفوضى والكراهية وكانت فيه الساحات والميادين العامة مقسمة إلى قسمين والخطبة إلى خطبتين .. الأمر الذي ينبغي علينا جميعا نحن أبناء الحكمة والإيمان اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نستظل تحت مظلة واحدة يجمعنا قلب واحد وهدف واحد وأن نفخر بانتمائنا لهذا الوطن الغالي ولا نسمح لأحد أن يزايد علينا وأن نحصن بلادنا من كيد الأعداء والمتربصين وأن نعمل بروح الفريق الواحد دون وصاية من أحد ونقف جميعا في خندق واحد أمام كل الرهانات والمؤامرات التي تحاك ضد بلادنا وشعبنا وبحيث نجعل من شهر رمضان شهر التغيير الحقيقي الذي ينطلق من روحانية هذا الشهر المبارك في نفوس كل أبناء شعبنا الذين يتطلعون إلى الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد تسود الجميع روح التراحم والمصالحة والخروج من رتابة العنف والفوضى والمعصية والتقصير في حق الله عز وجل وفي حق الوطن – أيضا -على اعتبار أن ذلك لن يتحقق إلا من حرص كل أبناء الوطن أن التغيير الأعظم يبدأ من التغيير النفسي الذي لا يحتاج إلى افتراش الأرض وأتباع الطرق غير المشروعة خصوصا في الشهر الفضيل الذي لا يكف عن بث أنفاسه العطرة في حياة ووجدان كل اليمنيين الأمر الذي ينبغي علينا جميعا أن

قد يعجبك ايضا