الإيقاع في قصة موسى عليه السلام في القرآن الكريم



بتفوق وجدارة حصل الاديب والباحث اليمني محمد صالح غازي خلال الايام الماضية على درجة الدكتوراة في البلاغة والنقد من جامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بمدينة حيدر اباد بالهند وذلك عن رسالته العلمية المقدمة الى الجامعة تحت عنوان « الإيقاع في قصة موسى عليه السلام في القرآن الكريم».
الدكتو أحمد غازي المبعوث من جامعة صنعاء, قدم في رسالته دراسة رصينة وعلمية متخصصة تعد اضافة نوعية في مجال الدراسات القرآنية , وهو ماجعل لجنة المناقشة تمنحه درجة الدكتوراة وتشيد بجهوده في هذه الرسالة المتميزة وبما تضمنته من نتائج رائعة.
وفي السطور التالية ننشر الملخص الذي قدمه الباحث خلال مناقشة الرسالة .
< يقول الدكتور أحمد غازي: حظيت المكتبة القرآنية بكثير من النظرات الإعجازية الفذة القديمة والحديثة ومرجع ذلك إلى نصه العظيم الذي تحدى به رب الارباب الثقلين إنسهم وجنهم فأعجزهم وحق له سبحانه ذلك وحق للقرآن الكريم تلك المكانة فما تزال النظرات والنظريات والأفكار تقف حائرة أمام بلاغته ونظمه المحكم المتقن ابتداء باجتهادات الصحابة رضوان الله عليهم في تأملاتهم عليه التي نقلتها صحاح الآثار ومرورا بجهود ودراسات اللغويين والنحاة والمفسرين والفقهاء وأئمة المذاهب وجهود البلاغيين أمثال عبد القاهر الجرجاني ونظريته في النظم وحتى يوم الناس هذا وكلهم دائرون في فلك إعجازه محاولون الكشف عنه حائرون أمام عظمته وروعة بنائه فكيف لهم بالإتيان بمثله أو بمثل عشر سور من مثله بل بمثل سورة واحدة من سوره فسبحان المتحدي ويا لعظمة المتحدى به.
وبعد أن لمحت في عصرنا الحديث كثيرا من الرؤى التي حاولت الكشف عن بعض جوانب الإعجاز القرآني مفيدة من معطيات العصر وما تفتقت عنه الرؤى الألسنية الحديثة أحببت أن أدلي بدلوي بين الدلاء لعلي أن أفوز في ذلك أولا بالأجر منه سبحانه وثانيا بالمشاركة في الكشف عن بعض جوانب وجوه إعجازه وثالثا بالإسهام في إثراء المكتبة العربية الحديثة في جانب الدرس الإيقاعي برؤية حديثة وأخيرا وضع رؤية إيقاعية متكاملة تتجاوز بالإيقاع حدود الصوت.
فلقد طغى على الدرس الإيقاعي بحسب ما كان سائدا الجانب الصوتي منه حيث كانت الثقافة والتراث والفكر والشعر في الأمة العربية منذ القدم معتمدة على الإلقاء والشفاهية وهو ما جعل الأذن هي الحاسة الوحيدة التي ترسم خلالها الأفكار وأيضا لكون الجانب الصوتي هو أبرز جوانب الإيقاع انتبهت الأذهان إليه وركزت عليه فهذان العاملان جعلا الإيقاع يظهر على أنه الصوت والصوت وحده وهذا الأمر عند التحقيق لا يثبت على عمومه وهو ما تحاول هذه الرسالة أيضا الوقوف عليه وتقديم صورة تطبيقية عنه فإنه وحتى عند القدماء وانطلاقا من وقفات الفلاسفة اليونان فيثاغورس وأفلاطون وسقراط وأرسطو طاليس نجدهم يذكرون كلاما يؤكد على ارتباط الإيقاع بالحركة المنتظمة للأفلاك والأكوان وما يرتبط بها من الأحياء والأشياء ومن ذلك ما ذكره هيثم الريماوي من أن أفلاطون افترض أن الإيقاع بمفهومه الواسع هو أثر الحركة وبما أن الكون المنظور تلازمه الحركة التصاقا ضروريا فإن الإيقاع هو التصاق ضروري لكل الأشياء في المستوى المنظور/ الفيزيقي وبما أن طرائق التعبير هي ترميز للمتصف فيزيقيا بالإيقاع فهي إيقاعية بالضرورة لأنها تعبير عن الإيقاعي وترميز له.
وكذلك فإن الدكتور/ كريم زكي حسام الدين يذكر أن الإيقاع سمة من سمات الحياة بل هو الحياة حسب رأيه ويضيف إلى ذلك محاولا بيان ماهية الإيقاع: «ولكن الإيقاع في حقيقة الأمر ليس مادة وإنما هو شعور وإحساس تجسمه المادة التي يتسبب بها فيتخذ شكلا ماديا».
أما في جانب تعرف الإيقاع من الجانب الموسيقي فيمكن الإشارة إلى ما نقله أدونيس عن الفارابي من تعريف الإيقاع بأنه:»النقلة على النغم في أزمنة محدودة المقادير والنöسب».
وفي الجانب الصوتي يذكر الدكتور/ نزار حنا الديراني أن الإيقاع:»مجموعة أصوات متشابهة تنشأ في الشعر خاصة من المقاطع الصوتية للكلمات».
ويرى بعض اللسانين نفس الرؤية الصوتية أو قريبا منها حيث عرفوا الإيقاع بأنه:»الإعادة المنتظمة داخل السلسلة المنطوقة لإحساسات سمعية متماثلة تكونها مختلف العناصر النغمية».
ولعل من أوائل محاولات المعاصرين الانتقال بالإيقاع إلى أفق أوسع ذلك التعريف الذي وضعه الدكتور/ منير سلطان الذي يرى فيه أن الإيقاع هو: «التناغم الذي يقيمه الفنان بينه وبين المخاطب عن طريق الموضوع».
ويليها ما جاء من تعريف اللإيقاع عند ميشونيك بأنه: «تنظيم[ترتيب وتجل] للخطاب … إن الإيقاع تنظيم للمعنى داخل الخطاب».

رؤية الدراسة
وبعد نظرات شبه مستفيضة وكافية لتشكل الرؤية المرادة لبناء هذه الرسالة وجمعا بين كل التعريفات القديمة منها والحديثة وبعد التأم

قد يعجبك ايضا