مؤتمر الحوار بين الضرورة والحذر

جمال أحمد الظاهري

 - 
‮‭{‬ تأتي أهمية عقد مؤتمر الحوار الوطني في هذه المرحلة التاريخية المفصلية كضرورة والتزام بعد كل الذي لحق بالوطن خلال فترة الأزمة السياسية التي عصفت بكل شيء من أجل‮ ‬استعادة الحياة لمسارها الطبيعي‮ ‬واستعادة الحق الذي‮ ‬سلب‮ ‬وإصلاح ما انكسر وتطييب خاطر منú‮ ‬ظلم‮ ‬
جمال أحمد الظاهري –
تأتي أهمية عقد مؤتمر الحوار الوطني في هذه المرحلة التاريخية المفصلية كضرورة والتزام بعد كل الذي لحق بالوطن خلال فترة الأزمة السياسية التي عصفت بكل شيء من أجل‮ ‬استعادة الحياة لمسارها الطبيعي‮ ‬واستعادة الحق الذي‮ ‬سلب‮ ‬وإصلاح ما انكسر وتطييب خاطر منú‮ ‬ظلم‮ ‬و‬عودة الحق إلى أصحابه واسترجاع ما سلب‮ و‬إعادة الاعتبار لمن أقصي‮ ‬أو همش‮ ‬والاعتذار لمن شتم وسفه‮ ‬و‬المسامحة لمن قصر أو أخطأ‮ ‬باختصار فإنه محطة هامة لبداية جديدة ‮ يؤمن بها الجميع‮ ويقولون: »‬ما فات مات‮«‬‮ ‬أو‮ »‬عفا الله عما سلف‮« ‬أو بالمصري‮ »‬إحنا أولاد النهار ده‮«.‬
‮‭{‬ ‬سألت عددا‮ ‬لا بأس به من المواطنين العاديين الذين ليس لهم في‮ ‬اللعبة السياسية الدائرة هذه الأيام على الساحة الوطنية إلا‮ ‬ما‮ ‬يخص حقهم السياسي‮ ‬في‮ ‬التصويت‮ »‬الاقتراع‮« ‬حين‮ ‬يدعوهم الواجب للمشاركة في‮ ‬اختيار منú‮ ‬يمثلهم في‮ ‬البرلمان‮ ‬حزبيين‮ »‬حاملي‮ ‬بطاقات انتماء حزبي‮« ‬وغير محزبين ممن‮ ‬يمثلون السواد الأعظم من الشعب‮ ‬سألتهم عن آرائهم في‮ ‬ما‮ ‬يتحدث عنه القادة الحزبيون وسياسيو البلاد وعن التحضير لمؤتمر الحوار الوطني‮ ‬فكانت إجاباتهم مختلفة ومواقفهم متفاوتة‮ ‬إلا‮ أنهم‮ لا يخفون خشيتهم من أن يتحول هذا المؤتمر الذي‮ ‬يعد‮ ‬له إلى مؤتمر ‬للنخب السياسية والشخصيات النافذة يخدم مصالحها ويكرس جورها ويزيد من أعباء المواطنين.
‮‭{‬ وكان واضحا من خلال ما قالوه أنهم لا يعولون عليه كثيرا وأنه لا‮ ‬يعنيهم من قريب أو من بعيد‮ ‬على اعتبار أنهم لم‮ ‬يلمسوا خلال الفترة الماضية بعد توقيع اتفاق الرياض‮ ‬وانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة‮ ما يدل على أن الشأن العام الذي‮ ‬يخص المواطن وما‮ ‬يعانيه من وضع اقتصادي‮ ‬وأمني‮ ‬واجتماعي‮ ‬وصحي‮ ‬لم‮ ‬يلمسوا ما‮ ‬يبشر أو‮ ‬يدل على أن هؤلاء الساسة‮ ‬يعطونهم أدنى اعتبار أو‮ ‬يهتمون لوضعهم عاقدين في نفس الوقت الأمل على فخامة الرئيس بأن يكون الممثل والمدافع عن مصالح الوطن والشعب.
‮‭{‬ هذه النظرة السلبية وإن كانوا لا يحبذونها يعتبرونها نتيجة مبررة بنيت على استمرار وضع قائم لم يجدد ولم يحدث فرقا على حياتهم بين ما كانوا يعانونه أثناء احتدام الأزمة وبين وضعهم الحالي بعد توقيع اتفاق الرياض وما تلاها من انتخاب للرئيس وتشكيل حكومة توافقية و‬لذا فإن انعقاد هذا المؤتمر أو عدم انعقاده لا‮ ‬يعنيهم من قريب أو بعيد إلا‮ ‬بقدر خوفهم من ما‮ ‬قد يجلبه عليهم من أعباء إضافية قد‮ ‬يتواطئ عليها المؤتمرون‮ الذين سيسعون من خلاله إلى تحقيق مكاسب إضافية لمصالحهم الشخصية أو الحزبية وفي أحسن الفرضيات اتفاقهم على إعادة تقسيم (الكعكة) الأدوار في‮ ‬ما بينهم من باب الحفاظ على المكاسب التي‮ ‬حازوها خلال الأزمة التي‮ ‬عصفت بالبلاد وأرهقت العباد.
‮‭{‬ ويعتبرون هذا المؤتمر الذي‮ ‬شكلت من أجله العديد من اللجان بقرار رئاسي‮ ‬مهمتها التواصل مع جميع الأطراف المعنية والإعداد له‮‬‮ لا يلبي التطلعات الشعبية الى معالجات إسعافية وملحة تستدعي المعالجة السريعة والفورية لما انكسر ‮ ويعتبرون ما طفا على السطح من مشاحن

قد يعجبك ايضا