الغضب يفسد الصوم.. ويهدم الأخلاق

استطلاع سلطان علي محسن النويرة


استطلاع / سلطان علي محسن النويرة –
في شهر رمضان موسم العتق من النيران يفترض على الصائمين التركيز على مضاعفة العبادات والطاعات لأنها أيام رمضان الأخيرة ولكن على النقيض من ذلك ترى هذه الأيام وبشكل ملفت ومع تباين الناس واختلافهم وكثرة مشاداتهم لأسباب تافهة ومنها ما تم مشاهدته:
أدى اختلاف اثنين على حساب الباص حيث قام السائق بضرب الراكب بحديدة كادت ان تودي بحياته الذي بدأ ينزف حتى ا غمي عليه واخر تشاجر مع شخص على حديث الشارع هذه الأيام أدى الى طعن احدهما للآخر…. ولو بحثنا في السبب لوجدناه داء خطير ومرض استشرى في بعض النفوس وأدى الى خروجها عن طورها وتفكيرها وعقلها أنه مرض يؤدي الى بطلان الصوم ويؤدي الى القتل والى طلاق الزوجات وفراق الاولاد وتنازع الاحبة وخلاف الاخوة والاقارب انه داء الغضب .. دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله وصية لا يسأله بعدها ابدا – قال : لا تغضب» ورددها مرارا «لا تغضب»انها وصية عظيمة لمن اراد ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم …

ما هو الغضب
والغضب يحدث هيجانا حادا عند الإنسان ينتج عنه احمرار في الوجه وخفقان في القلب وزيادة في النبض .. وتتابع في الانفاس .. انه تحول عجيب يخرج الإنسان عن طوره فينقلب الى شكل مخيف تأباه النفوس وتكرهه القلوب.. واشمل وصف لحالة الغضب وصف النبي صلى الله عليه وسلم « الا وإن الغضب جمرة في قلب ابن ادم اما رأيتم الى حمرة عينيه وانتفاخ اوداجه « رواه احمد
والغضب مرتبط بالكبر والاستعلاء والظلم والتعدي ولهذا كان طريقا مهلكة وارضا موحشة ! تأباه القلوب الكريمة والفطرة السليمة ..

الغضب ليس من سمات المؤمنين
مدح الله تعالى في كتابه العزيز المؤمنين في قوله تعالى « الذي ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين « آل عمران :134» هذه ثلاث صفات عظيمة اولها : كظم الغيظ وايقافه والثانية : العفوو الصفح مع المقدرة والتمكن والثالثة : وهي أعلاها مرتبة : الاحسان الى الناس مقابل اساءتهم وعدم المعاملة بالمثل ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم ان الشديد ليس بقوة الصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب « متفق عليه وقال ايضا « ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله «

امور لا بد ان توضع في الحسبان
لا بد ان نعلم جميعا ان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينهانا عن امر من الامور الا وفيه مضرة علينا مع معاشنا ودنيانا واخرتنا وبجب ان نجعل حديث النبي صلى الله عليه وسلم نصب اعيننا وايقاف الغضب ودواعيه قبل بدايته خير من التمادي فيه ويجب ان نعرف فضل الله لمن تجرع الغضب قال صلى الله عليه وسلم « ما تجرع عبد جرعة افضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى ولا بد ان نعلم ان الغضب مكيدة من الشيطان وانه يتحين الفرصة لكي يوقع بالعبد المسلم قال صلى عليه وسلم « ان الغضب من الشيطان ومعلوم ان الشيطان يورد الانسان موارد الهلاك ويجب الأخذ في الاعتبار وهو الأهم الطمع فيما اعد الله عز وجل لمن كتم غيظه ففي معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم « انه من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما يشاء «رواه ابو داوود

كيف ترد الغضب¿
ولكن هموم الدنيا ومطامعها قد تخرج الانسان عن ادبه ولياقته وقد جاءنا البشير النذير بخطوات نقوم بها اذا داهمنا الغضب فجأه ومنها الوضوء امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسم «ان الغضب من الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء فاذا غضب احدكم فليتوضأ» « رواه ابو داوود»
وكذلك السكوت حال الغضب وحبس اللسان والجامه قال صلى الله عليه وسلم « علموا وبشروا ولا تعسروا واذا غضبت فاسكت واذا غضبت فاسكت واذا غضبت فاسكت» رواه احمد .
ومنها كذلك التعوذ من الشيطان الرجيم فهو رأس الشر والبلاء قال تعالى « وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعد بالله انه هو السميع العليم « وعن سلمان بن حرد قال : إستب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم « إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم « رواء مسلم .
ومنها ذكر الله تعلى عند الغضب قال تعلى « ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون : ( الاعراف:201)
ولكتم الغيظ مراتب قال تعالى « خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وقال تعالى « ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور .

الغضب المحمود
كل ما ذكرنا هو الغضب الذموم شرعا وعقلا اما الغضب المحمود والمطلوب فهو ما كان لله وفي الله اذا انتهكت محارم الله كما قالت عائشة رضي الله عنها ما ينل منه

قد يعجبك ايضا