رمضان وإرادة التغيير
الشيخمنيسي السيد منيسي
الشيخ/منيسي السيد منيسي –
لاشك أن شهر رمضان المبارك جاء ليقوي إرادة الصائمين ويقهر العادات المباحة من مأكل ومشرب ومنكح في أوقات مخصوصة فإذا كان الصائم تغلب على عاداته المباحة فهذا أجدر أن يقوي إرادته في قهر العادات المرذولة والتي يأباها الطبع الشريف فضلا عن مناهي الشرع الحنيف .
فالعادة تستعبدنا وتتحكم في حياتنا في كثير من الأوقات فهذا أسير لعادة شرب السجائر مثلا فالصوم يجعل المدخن ينتصر على عادته السيئة هذه ما يقرب من خمسة عشر ساعة فحري به أن يظل منتصرا ما تبقى من ساعات.
وتجد آخر أسره الكسل ما كان يلبي نداء الله أكبر إلا نادرا فجاء رمضان فتراه مهرولا إلى المسجد فغير عادة الكسل فأصبح نشيطا يلبي النداء وكثيرا ما أراد الأعداء أن يزرعوا فينا اليأس بقوتهم وضعفنا فجاء شهر رمضان وغير حالة الاستيئاس إلى أمل ونصر فقويت الإرادة من شهر رمضان فانتصرنا على المشركين في بدر وفي كثير من المواقع وآخرها في رمضان عندما انتصرنا على اليهود وعادت الكرامة للشعوب العربية والإسلامية فشهر رمضان فرصة لنعلنها ثورة على العادات لنتحرر من أسرها فالمأسور من أسره هواه فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب يقول تعالى (إن في ذلك لذكرى من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ويقول (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) .
وإذا أردنا أن نتخطى حاجز العادات إلى العبادات فسيوفقنا الله إلى سبيل الهدى يقول تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).
وانظر إلى غسيل الملائكة «حنظلة بن عامر» رضي الله عنه الذي قهر لذته مع زوجته عندما نادى منادي الجهاد ياخيل الله اركبي فلم ينتظر حتى يغتسل من جنابته بل امتطى فرسه وذهب إلى ساحات الوغى يقاتل كالأسد حتى سقط صريعا في ساحة المعركة فكانت المكافأة أن غسلته الملائكة ما بين السماء والأرض بماء المزن في طست من ذهب وذلك لأنه انتصر على رغبات نفسه .
أخي الصائم هيا بنا ننتصر على عاداتنا وشهواتنا حتى يتسنى لنا النصر والفوز بخيري الدارين الدنيا والآخرة.
< عضو بعثة
الأزهر الشريف باليمن