طبöعت على كدر هذه الدنيا
هايل الصرمي

هايل الصرمي –
الدنيا دار الأكدار فلا تعجب والآخرة دار القرار فلا تزهد بل جاهد في سبيلها.
حتى تفوز وتسعد في جنة عرضها السموات والأرض لا شقاء فيها لأحد, ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساد والعاقبة للمتقين).
هناك تسعد لا هم ولا كدر
الله تلقى ويمحى عنده الضجر
هناك لا كدر ولا شقاء بل نعيم مقيم , لا تنتظر الرحة في الدنيا فهي جهاد وعمل ومكابدة ومغالبة ليصل المسلم إلى دار الراحة هناك.
هنالك تلقى راحة ونعيما
وتحي بفـردوس الجنان كريما
ومن أنهر الجنات ترشف رشفة
تنسيöك كربا كان فيك عظيما
يفيض عليك الله برد سلامه
إذا لقي القلب المحب سليما
على رفرف خظر وظل من الندى
تشاهد ربـا منعما ورحيما
تطوف بولدان وتزه بسندس
وتلثم حورا كالبدور سجيما
أما الدنيا فطبعها الكدر.
« طبöعتú على كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقذار والأكدارö
كمكلöف الأيامö ضد طباعها
متطلب في الماءö جذوة نــارö»
« لا تستغرب وقوع الأ كدار ما دمت في هذه الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و أوجب نعتها » ابن عطاء .
إن قلب المؤمن الموصول بالله- عز وجل ـ تسره الطاعة وتكدره المعصية ويسره الجمال ويؤذيه القبح يتعلق بالله فيشرق قلبه وسرعان ما يذهب الإشراق بكدر الدنيا وهموم الرزق ومطالب الجسد والأهل والأولاد. وتتزاحم الواجبات فيخبو إشراقه ويضعف صفاؤه, فالقيام بالمسئولية الملقاة على عاتقه كبيرة وكثيرة وتحمل الأمانة هم وعناء لا يدع لذي لب فرحا ولا سرورا فلا راحة في هذه الدنيا لأنها مجبولة على الكدر فهي مجاهدة ومكابدة قال تعالى(لقد خلقنا الإنسان في كبد )البلد( 4)
«ليس الزمان وإن حرصت مسالما
طبع الزمان عداوة الأحرارö»