خطاب التغيير
د. محمد حسين النظاري
د. محمد حسين النظاري –
لا يمكن وصف الخطاب الذي ألقاه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أثناء ترأسه الاجتماع الاستثنائي لحكومة الوفاق الوطني في 26 أغسطس 2012م إلا بخطاب التغيير ذلك التغيير الحقيقي الذي ينشده المواطن العادي لا الذي يتغنى به البعض بوصفات غريبة بعضها محاكاة وتقليد للخارج أبعدته عن مساره وجعلته مجرد شعارات مرفوعة في الميادين بعيدا عن التطبيق في الواقع العملي الذي فرضته مرحلة ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة.
ولهذا فإن من يريد التغيير عليه في البداية إنصاف الآخرين وعدم هضم حقوقهم ومنهم أعضاء حكومة الوفاق الوطني التي أتت في وقت عصيب وغاية في التعقيد ولهذا فمن حقها على المواطنين أن يعذروها إن حصل تقصير خلال المرحلة الماضية وبالمقابل من حق المواطن البسيط الإحساس بأن حكومته تمثل فعلا الوفاق الوطني من خلال ابتعادها عن المناكفات السياسية والخطابات غير التوافقية التي تهدم ما تم بناؤه خلال الأشهر الماضية.
فعلا كما قال رئيس الجمهورية مخاطبا الحكومة : «ها أنتم اليوم قد تجاوزتم أعقد مرحلة في تاريخ اليمن المعاصر وتخطيتم أصعب المراحل وأمامنا جميعا اليوم مهمة وطنية كبيرة يجب أن نبذل أقصى الجهود جميعا من أجل تهيئة الأجواء والمناخات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولهذا الشأن الكبير نود أن تنتهي كل العقد والرواسب من أجل أن تدور العجلة إلى الأمام عجلة التغيير مضت بقوة صوب المستقبل المنشود ولن تعود إلى الوراء». ولهذا وبعد التضحيات البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي قدمها اليمن من الصعب التفكير بالعودة إلى ما قبل اندلاع الأزمة وما قبل الانتخابات الرئاسية التي سلم فيها الرئيس السابق السلطة في أجواء قلما نجدها في الوطن العربي والذي يفكر في ذلك إما أنه يريد أن يقود اليمن إلى الحرب التي كانت تدور رحاها وإما يقود نفسه للانتحار تحت عجلات قاطرة التغيير التي لن تعود بحول الله وقدرته للوراء وكما قلت يوم صدور القرار الأممي الشهير 2012 أصبح التغيير فرضا أمميا وليس مجرد حل داخلي وما عزز ذلك -القرار الجديد رقم 2051- الذي لن يسمح لأحد بعرقلة التغيير السلمي في اليمن.
صحيح أننا لم نصل بعد إلى ما نصبو إليه جميعا ولكن علينا أن نقارن بين وضعنا الآن وبين ما إذا لم نلتف حول المبادرة الخليجية لم يكن لدينا خيار سوى الحرب ولهذا فما دون الحرب هو إنجاز والحمد لله أن موقعنا وظروفنا وتركيبتنا جعلت العالم يفكر في حل قضيتنا أكثر منا وقد لا يكون ذلك حبا فينا ولكن من أجل أمنهم ساعدو