ياسين.. الفكرة لا تقتل بالرصاص..!

توفيق الشنواح


 - محاولة إسكات «الفكرة» أصعب من إخماد حريق فتنة التهم عددا واسعا من الأرواح والممتلكات ذلك لأن الجسد يفنى والفكرة تظل متقدة في الوعي والوجدان الجمعي ما ظلت السنون تعد في روزنامة التاريخ..
توفيق الشنواح –

محاولة إسكات «الفكرة» أصعب من إخماد حريق فتنة التهم عددا واسعا من الأرواح والممتلكات ذلك لأن الجسد يفنى والفكرة تظل متقدة في الوعي والوجدان الجمعي ما ظلت السنون تعد في روزنامة التاريخ.. خصوصا إذا ما آمن بها عدد غير محدود من الناس فتظل تتوارثها الأجيال حتى تتقد ويكتمل بدرها.. ولهذا تلجأ القوى المتخلفة لفرض هيمنتها بلغة العنف في محاولة مستميتة لوأد الفكرة المضادة السامية في مهدها وقبل أن تصل وتتوسع وتشكل رأيا عاما يجتمع حوله الناس على كلمة سواء..
واستخدامها للعنف ناتج عن قناعة أن لا فكرة لديها أصلا تستطيع تسويقها للناس بقدر ما هو «مشروع صغير» مغلف بطابع براق هدفه تحقيق منافع ذاتية ضيقة لا أكثر..
وفي بلادي التي حكمها نظام متخلف دهرا طويلا من الأزمان نجد أن كل مشروع تنويري كبير يهدف إلى إخراج الناس من واقعهم المرير يقابل بالعنف فكان للمشترك الريادة في تدوير عجلة التغيير باعتباره صاحب الكلمة الأولى – على مستوى المنطقة العربية – في إطلاق أجمل وأنبل مشروع تنويري تحمله فكرة: «النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات» فكان أن قوبل بالعنف والعنف وحده.. والحوادث المدللة تحتاج إلى الاستعانة بهذه الصحيفة – كاملة – لسرد جزء يسير من مشاهد العنف القمعية التي مورست ضد شباب الثورة السلمية.
شواهد «قمع الفكرة» كثيرة مرورا بحادثة الأمس من خلال المحاولة الآثمة لاغتيال الشخصية الفكرية والتنويرية الكبيرة المناضل الدكتور ياسين سعيد نعمان.. ودلالات محاولة اغتيال الدكتور ياسين أو «ترهيبها» – على الأقل – لم تكن اعتباطية أو حادثة عابرة من جنود «متعصبين أو طائشين» بقدر ما هي رسالة تحمل بين سطوة سطورها رسائل أخرى منها ما هو بمثابة الرد على خطاب الرئيس هادي ورئيس الوزراء ومنها ما هو موجه لياسين نفسه ولقوى الثورة والنضال السلمي ذلك باعتبار الدكتور ياسين من أبرز الشخصيات الفكرية المؤثرة جدا على الصعيدين السياسي والثوري السلمي وما يمثله الدكتور ياسين من مرجع أساس لكل القوى الخيرة التي تحمل الفكرة السلمية لمشروع اليمن الكبير.
إضافة إلى أفكاره ورؤاه التنويرية التي آمنت بالنضال السلمي لمشروع اليمن الكبير.. وما يمثله ذلك من حشد تعبوي لأقرانه السياسيين ولشباب الثورة الشعبية السلمية ولهذا فلا غرو إن رأينا صورة ياسين تزين جنبات ساحات التغيير وميادين الحرية وصور مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي لما تحمله صورته من رمزية عظيمة المعنى ودلالة بليغة العمق والمبنى لمفكر كبير آمن بالنضال السلمي.

قد يعجبك ايضا