من ينقذ المحويت من الاهمال «2»

عبدالله علي النويرة

 - في الحلقة السابقة تحدثت عن الكهرباء وما يعاني ريف المحويت من إهمال متعمد ونوهت بأن هناك حالة استثنائية يعاني منها الريف مع الكهرباء تختلف عن ما يعانيه بقية السكان في ا
عبدالله علي النويرة –

الطرقات نموذجا

> لجمهورية بسبب استهتار المسئولين في المحافظة وعدم اكتراثهم بما يعانيه المواطنون الذين يتجرعون غصص الموت جهارا نهارا بسبب ذلك الإهمال واليوم سوف أتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية وقد تطرقت له عشرات المرات خلال الأعوام الماضية ويبدو أنني سوف أظل أتطرق له إلى أن أموت وأوصي أبنائي بمتابعته إلى ما شاء الله.
إن الطرقات التي تربط القرى والمحلات بعضها ببعض وتربطها بالعالم المحيط بها هي الوسيلة الوحيدة لتنمية الريف وإقناع من بقي من السكان في الريف بعدم الهجرة إلى المدينة وبدون وجود طرق مناسبة فإن من بقي في الريف مهيئ للهجرة حتى إلى جزر واق الواق لأنه يعاني الأمرين من سوء الطرق وغلاء الأسعار بسبب ذلك وموت المرضى عند إسعافهم قبل أن يصلوا إلى الطرق المسفلتة وتجعل السكان بمعزل عن العالم من حولهم.
هناك عشرات الطرق المتعثرة في محافظة المحويت ولعل طريق المروح جبع بني عمارة في مديرية الخبت مثل صارخ على الإهمال وعدم الاكتراث بحياة الناس بل وقد يكون هناك تعمد لتطفيشهم وإجبارهم على ترك قراهم ومحلاتهم من خلال تأخير تنفيذ مشاريع البنية التحتية المقررة للريف هذا الطريق تم وضع حجر الأساس له أكثر من مرة من عهد والدي رحمه الله عليه الذي مات هو وجيل بكامله وهو يحلم بوصول الخط المسفلت إلى القرية ويبدو أن جيلي سوف يتبعه ونموت قبل أن يتحقق الحلم هذا الطريق يقال أن ميزانيته موجودة وأنه قد تم استلام الجزء الأكبر منها وسلمت للمقاول الذي يقال أنه من أبناء المحافظة وأنه يتقاسم الفوائد مع المتنفذين في المحافظة ولذلك فإنهم لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا معه فاليد العليا خير من اليد السفلى ليس هذا فقط فهذا الطريق كان مخططا له ليكون همزة الوصل بين محافظة المحويت ومحافظة حجة وبقدرة قادر انكمش وأصبح خطا دائريا بطول اثنين وعشرين كيلو فقط يربط عزلتي جبع وبني عمارة بمركز المديرية ولا حاجة لربط المحافظتين كما يبدو من وجهة نظر المسئولين الذين يحبون أن تكون كل محافظة مستقلة عن الأخرى.
ليس هذا الطريق هو التعيس الوحيد في المديرية فهناك طرق عديدة تعثرت بعد البدء بها وبعضها لم تر النور بالرغم من أنها ضمن المشاريع الاستثمارية للمديرية مثل طريق عيان وطريق أذرع وطريق الشعافل وطريق الحدة عيان والطرق التي كان مقررا لها أن يتم رصفها بالحجارة لربط المحلات بالطريق الرئيسي ضاعت بجرة قلم الجهابذة الذين يعملون على نقل المشاريع من مكان إلى آخر ثم يضيع المشروع برمته بعد أن يكون قد تم ذر الرماد في العيون وتم إيهام الناس أنه قد نقل إلى مكان آخر ولا أعلم لماذا هيئة مكافحة الفساد لا وجود للمحويت في خارطتها ولو أنها التفتت إلى هذه المحافظة لوجدت أشياء لا تخطر على بال وسوف تجد أن هناك مشاريع قد تم تنفيذها بالكامل على الورق وتم استلام كامل مستخلصاتها كما يشاع على نطاق واسع بل وصل الأمر على سبيل المثال إلى سحب مواطير كهرباء من المديرية إلى المزارع المنتشرة في تهامة والعهدة على الراوي.
إن مشكلة تأخير تنفيذ مشاريع الطرق تعتبر من المشاكل التي يجب أن تلتفت لها الحكومة وتعمل على البحث عن مواطن الخلل حتى لا نبقى في حلقة مفرغة بالنسبة لموضوع التنمية الريفية التي نتغنى بها ليلا نهارا ولكن في الواقع هناك عملية منظمة لتفريغ الريف من سكانه سواء بسبب الإهمال أو الفساد أو الاستهتار بالمواطنين ولن اتحدث عن المجلس المحلي للمديرية الذي مات قبل أن يولد وأصبح شاهد زور على ما يتم هبره وسرقه ونهبه من المديرية دون خوف من الله هذا المجلس مثله مثل معظم المجالس المحلية في الكثير من المديريات في الجمهورية ليس لها أي دور في العمل التنموي للكثير من الأسباب أهمها عدم تأهيل العاملين في هذا المجال وعدم فهمهم ومعرفتهم للصلاحيات الكثيرة الممنوحة لهم.
أكتفي بهذا ولو سمحت لنفسي بالاسترسال لطال المقال وتشعب لأن الأوضاع في الريف لا تسر عدوا ولا صديقا ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.
وللحديث بقية..

قد يعجبك ايضا