الحوار والانتهازيــة السياسيــة « 2 – 2 »

أحمد يحيى الديلمي

 - 

استنادا إلى ما أسلفنا يعلق كل إنسان في الوطن اليمني آمالا كبيرة أن يكون الحوار محطة هامة للمراجعة ونق
أحمد يحيى الديلمي –

استنادا إلى ما أسلفنا يعلق كل إنسان في الوطن اليمني آمالا كبيرة أن يكون الحوار محطة هامة للمراجعة ونقد الذات من قبل كافة القوى السياسية.
يجب أن يدرك الجميع أن الأوضاع خطيرة تضع أطراف الأزمة أمام مسئولية تاريخية تحملهم جملة من المهام والمسئوليات الوطنية الحاسمة التي تتصل بمستقبل الوطن والوحدة الوطنية والحفاظ على مكاسب ومنجزات الثورة وتعميق مبدأ الشراكة.
لا يمكن استباق الأحداث بالإسراف في الآمال أو الاستغراق في التشاؤم من الصعب الإبحار في ثنايا الصدور لمعرفة الخفايا والتفريق بين النوايا الصادقة والأخرى الانتهازية هذه المهمة اختص بها الخالق سبحانه وتعالى كما دل على ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)).
وبالتالي دعونا نتفاءل وننطلق من حسن النية في الجميع فربما استوعب الجميع حجم المخاطر التي تحيط بالوطن وأبنائه وما تتسم به من حدة وكانوا عند مستوى المسئولية.
في هذا الصدد لا يمكن إغفال الدعم الإقليمي والغطاء الدولي إلا أنها ستظل في نطاق الأعمال المساعدة وتبقى مسئولية نجاح أو فشل الحوار لا سمح الله رهنا بإرادة أبناء هذا الوطن وكيفية تعاطي كل الأطراف مع الأزمة القائمة.
إن تهيئة الأجواء الملائمة للحوار الجاد الشامل والفاعل الكفيل بتجاوز الأزمة وما ترتب عليها من تداعيات ومنزلقات خطيرة تتطلب من الجميع الإسهام بأفكار سليمة ومنطق حوار علمي خال من الرغبات الذاتية والنوايا المبيتة التي تعكس الانتهازية السياسية أو الحذلقة في الكلام والتناقض في المواقف بقصد التسويف والمماطلة.. أو محاولة استهداف الآخر المخالف بقصد الإقصاء والتهميش.
من المؤسف والمخزي أن تكون الأقوال في واد والأفعال في واد آخر الجميع يتحدثون عن منطق الدولة المدنية مجرد حديث فقط لذر الرماد على العيون بينما الممارسات والأفعال في الواقع تتعارض كليا مع مضمون الأقوال.
فما الذي ننتظره من شخص أو كيان سياسي يتعامل بانتهازية سياسية وبازدواج في المعايير ومفردات الخطاب وهذا هو مبعث التشاؤم.
ما يجب أن تدركه أن كل تجارب الماضي مشوهة وأننا ندفع ثمن المزاجيات البشعة التي تنكرت لكل شيء بما في ذلك حقوق المواطنة المتساوية.
في هذه الأجواء انعدمت روح الأخوة والتآلف وحلت مظاهر التحريض على القتل المدمر وتوالت الجرائم الإرهابية البشعة التي استهدفت الوطن والمواطن فدلت على الجفاف الإيماني الروحي والسقوط الأخلاقي والقيمي ومثلت حالة اغتراب عن الدين وابتعاد عن المبادئ والقيم التي تحث على الالتزام بها وتمثلها في السلوك.
المشهد الخطير يكشف عن نفوس ضائعة استبد بها مرض عضال فارتهنت للشيطان وباعت الدين والوطن بثمن بخس على خلفية القراءة التبريرية المغرضة للدين وأحكامه أو التحجج بالاحتياجات المعيشية.
كل المؤشرات والشواهد الماثلة في الواقع تقول أن كل أبناء اليمن اليوم يبحثون عن فسحة من الزمن لالتقاط الأنفاس والتخفيف من غلوى الأوهام الكاذبة بالتفرد والاستحواذ والارتهان إلى ضوابط استباقية منظمة وممنهجة لا شك أن لها أهمية ترتقي بها إلى مقام الضرورة في ظل حالة الانفلات وحالة شد الأعصاب والنزق لدى كافة القوى السياسية المعنية بالحوار وما يترتب على هذه الأجواء من تعقيدات وتداعيات خطيرة قد تصل بالأمور إلى طريق مسدود لا سمح الله.
لضمان حضور كافة القوى السياسية لا بد أن يحس الجميع بالجدية وأن الحوار مدخل للتوافق الوطني الشامل والخروج بالبلاد من براثن الواقع المأساوي والأزمة المستحكمة التي تقلق أمن المواطن وتهدد السكينة العامة.
للأسف الشديد البعض يصر على ممارسة الانتهازية السياسية بغطاء ثوري وبدعوى الدفاع عن الدين والثورة والوحدة والسيادة الوطنية وينصب نفسه وصيا على هذه الثوابت الوطنية بالغة الحساسية من باب المزايدة بالشعارات والاستغفال والضحك على الدقون ويوظف المسعى لتوزيع الاتهامات واستهداف القوى السياسية الأخرى وهو أسلوب مشين طالما استخدمه النظام السابق عندما جعل من تهمة الانفصال ذريعة للانتقام وإقصاء وتهميش الكوادر الجنوبية وعلى إيقاع محاربة القوى الملكية خاض ستة حروب مدمرة في صعدة.
وأن يصر البعض على استخدام نفس الألفاظ والمصطلحات فإنه إنما يتعمد توجيه سهام الحقد إلى صدور المتحاورين قبل الجلوس على الطاولة وهي انتهازية ما بعدها انتهازية بالذوات والأفكار والمقولات والشعارات التي تردد بقصد مسبق ونية مبيتة هدفها التجريح والإمعان في استفزاز الآخر وإثارة مشاعره لت

قد يعجبك ايضا