هل جعلنا من رمضان مناسبة للمحبة والتراحم والمغفرة¿

عبدالسلام الحربي

مقال


 -  ‬ها نحن نودعك‮ ‬يا رمضان‮ ‬وما أسرع أيامك تأتي‮ ‬بشوق ولهفة وتمضي‮ ‬على عجل أيها الضيف العزيز والزائر الكريم بعد أن عشنا أيامك ولياليك المليئة بالأجواء الروحانية والإيمانية التي‮ ‬أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار‮ ‬سادت فيه نفوس كل الصائمين روح المحبة والتآخي‮ ‬والتراحم ابتغاءا‮ ‬لمرضاة الله
عبدالسلام الحربي –

مقال

ها نحن نودعك‮ ‬يا رمضان‮ ‬وما أسرع أيامك تأتي‮ ‬بشوق ولهفة وتمضي‮ ‬على عجل أيها الضيف العزيز والزائر الكريم بعد أن عشنا أيامك ولياليك المليئة بالأجواء الروحانية والإيمانية التي‮ ‬أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار‮ ‬سادت فيه نفوس كل الصائمين روح المحبة والتآخي‮ ‬والتراحم ابتغاءا‮ ‬لمرضاة الله ومغفرته في‮ ‬أن‮ ‬يتقبل منهم صيامهم وصلاتهم ودعاؤهم وأعمالهم وأن‮ ‬يجعلها خالصة لوجهه الكريم منطلقين من عقيدة إيمانية مخلصة ويقين صادق أن شهر رمضان المبارك له خصائص وفضائل كبيرة وعظيمة عند الله سبحانه وتعالى دونا عن بقية شهور السنة لأنه الشهر الذي‮ ‬أنزل فيه القرآن هدى وبينات من هدى والفرقان‮ ‬‮ ‬وجعل فيه‮ – ‬أيضا‮- ‬ليلة هي‮ ‬من أفضل الليالي‮ ‬ألا وهي‮ ‬ليلة القدر التي‮ ‬هي‮ ‬خير من ألف شهر تنزل فيها الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي‮ ‬حتى مطلع الفجر من إقامها إيمانا‮ ‬واحتسابا‮ ‬غفر له ما تقدم من ذنوبه كان فيها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله للصلاة والعبادة والدعاء وذكر الله عز وجل كثيرا‮ ‬بقلبه وبلسانه وجوارحه لشرف هذه الليلة المباركة التي‮ ‬تعد‮ ‬غنيمة لمن‮ ‬يوفقه الله عز وجل بإقامتها‮ ‬ينبغي‮ ‬للمسلم العاقل أن لا‮ ‬يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله كي‮ ‬يحظى بنفحة من نفحات المولى عز وجل ويسعد في‮ ‬الدنيا والآخرة‮.‬
‮> ‬وبعد أن ابتهلت الألسن بالدعاء والتضرع وصامت القلوب والجوارح خلال أيام وليالي‮ ‬شهر رمضان المبارك عن الأثام والكلام المحرم والنظر إلى كل ما حرم الله على المسلم النظر إليه وما متع به‮ ‬غيره من أجل أن تحقق شروط المغفرة والأجر‮ ‬ها نحن نودعك‮ ‬يا رمضان ونحن نتساءل¿‮ : ‬هل أدينا كل ما‮ ‬يتوجب علينا أمام الخالق عز وجل من الصيام والصلاة والدعاء والصدقات¿‮! ‬وهل أدركنا جميعا‮ ‬أن الله سبحانه وتعالى لا‮ ‬يقبل من العمل إلا ما كان صالحا‮ ‬لله سبحانه وتعالى وموافقا‮ ‬لسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم‮ ‬‮ ‬كما‮ ‬يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم‮ (‬من لم‮ ‬يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن‮ ‬يدع طعامه وشرابه‮).. ‬فهل جسدنا حقيقة معرفة فضل هذا الشهر الكريم‮ ‬‮ ‬الذي‮ ‬يغفر فيه الله عز وجل ما تقدم من ذنوب الصائمين‮ ‬‮ ‬إيمانا‮ ‬وإحتسابا‮ ‬في‮ ‬زرع الحب والتراحم والتسامح والوئام فيما بيننا جميعا‮ ‬نحن أبناء الحكمة والإيمان وأهل البلدة الطيبة والرب الغفور الذي‮ ‬جاء ذكرها على لسان الملكة بلقيس‮ ‬‮ ‬وفيما‮ ‬يرضي‮ ‬الله سبحانه وتعالى وبما‮ ‬يسعدنا في‮ ‬الحياة الدنيا وفي‮ ‬الآخرة¿‮!‬‮ ‬وهل جعلنا من رمضان شهر تحقيق الأمن والاستقرار والخروج من دوامة الأزمة السياسية التي‮ ‬عصفت بالوطن طيلة ما‮ ‬يقارب عام ونصف ذاق فيها السواد الأعظم من أبناء شعبنا الأمرين‮ ‬‮ ‬وهل‮ ‬غسلنا قلوبنا وصدورنا وجوارحنا من الأحقاد والضغائن وزرعنا بدلا عن روح الإخاء والتصالح والوئام وإعادة اللحمة الوطنية إلى نفوسنا وإلى بلادنا وشعبنا من أجل تحقيق ما نصبوا إليه في‮ ‬المرحلة الانتقالية ال

قد يعجبك ايضا