خواتم مباركة
معين النجري
معين النجري –
رمضان يلملم أشياءه وسيغادرنا كالعادة , سيذهب هناك حيث لا وقت و لا مكان, لكن قبل أن يغادرنا يحرص على أن يقدم أفضل مالديه فيما تبقى له من أيام .
هنا العشر الأواخر .. حيث عتق الرقاب من النار لقد خصها الله سبحانه و تعالى بأفضلية عن غيرها , وفيها كان الصحابة والتابعون أكثر حماسا لتقديم الطاعات وتكثيف العبادات.
خواتم مباركة يعني انقضت ليالي الرحمة والمغفرة . وهلت ليالي يعتق الله سبحانه وتعالى رقاب عبيده من النار ليساعدهم على دخول الجنة برحمته ومغفرته وليس بأعمالهم . وبهذا يكونون قد فازوا فوزا عظيما.
عشر ليال بإمكانك أن تشعلها بالذكر والشكر وحسن العبادة وقبل ذلك أن تمتنع خلالها عن أذية الآخرين . فلا صلاة ولا صيام سينفع إذا استمرينا في تقديم الأذية للجار والصاحب وابن البلد وأي إنسان على هذا الكوكب . فكيف بالذين يريقون الدم الحرام في هذه الأيام ¿ هكذا دون حق , فقط لأسباب سياسية أو لان احدهم وعدهم بالجنة .
يالله كيف أصبحت السياسة مهلكة تودي بصاحبها إلى الجحيم وبئس المصير . والكارثة إن البعض يقومون بهذه العمليات الإجرامية ضد الناس ويعتقدون أنهم بهذه العمليات يتقربون إلى الله زلفى , وان الخالق سبحانه سيجازيهم عنها الجنة .
تخيلوا في هذه الليالي التي يعتق الله بها رقاب عبيدة المخلصين , سيأتي يوم القيامة من استغل هذه الليالي بقتل الناس أو بالتضييق عليهم في معاشهم أو حياتهم العامة . كالذين ينفذون العمليات التخريبية ضد الكهرباء ويعكرون صفو وروحانية شهر رمضان ويزيدون الناس ضيقا فوق ضيقهم من الغلاء والفتن التي يعيشونها اليوم.
كيف لهؤلاء أن يقابلوا الله يوم القيامة بهذه الأعمال . يوم القيامة حيث يأتي المنفق بما انفق والعابد الزاهد بما قدم من عبادات وعشاق قراءة القران في رمضان بقرانهم وأنت تأتي بأعمالك التخريبية وما نتج عنها من مآس تجرعتها الناس في رمضان أو كنت أنت السبب فيها.
تذكر يا عزيزي حين تقف بين يدي ربك يوم القيامة ويقف ضحاياك عن يمينك وشمالك. كيف ستواجه الموقف وبأي عذر ستتعلق , فقط تذكر هذا الموقف وتذكر أيضا أن الوقت مايزال متاحا للتوبة وتصحيح ما ارتكبته من أخطاء.