أحداث استثنائية في رمضان 1433هـ
جمال عبدالحميد عبدالمغني
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
عودنا شهر رمضان المبارك على المفاجآت والأحداث الجسيمة والعظيمة كما عود أجيالنا السابقة على ذلك وإذا رجعنا إلى التاريخ سنجده دون الكثير من البشارات التي اتى بها هذا الشهر الكريم للمسلمين والعرب منها النصر العظيم الذي حققه المسلمون في غزوة بدر الكبرى والذي يعد نقطة فاصلة في حياة المسلمين ومحطة عبور من عصر استضعف فيه المسلمون وعذبوا وشردوا إلى عصر ارتفعت فيه راية الإسلام خفاقة عالية واندحرت فلول الشرك وعبادة الأوثان إلى الأبد ووصلت بعد ذلك الفتوحات الإسلامية إلى أصقاع الأرض وانهارت أمام المد الإسلامي امبراطوريات الضلال كافة.
* وفي رمضان حقق العرب أيضا نصرا مهما على الاحتلال الصهيوني في 6 أكتوبر 1973م عندما كسروا حاجز الخوف وعبروا خط بارليف وتكمن أهمية هذا النصر الرمضاني المعنوي العظيم في أن مجيئه حدث بعد سلسلة من الانكسارات والهزائم والنكبات التي حلت بالعرب والمسلمين كان آخرها نكسة 1967م.
* أما في رمضان الجاري فقد اتحفنا الشهر الفضيل ببشارات استثنائية وإن لم تكن من العيار الثقيل التي حدثت عبر التاريخ إلا أنها استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسيكون لها بالتأكيد أثر بالغ في حياة الشعوب العربية والإسلامية أيضا الحدث الأول ذلك الدرس العظيم الذي لقن به مصطفى عبدالجليل كل الزعماء العرب عندما سلم السلطة الليبية إلى المؤتمر الوطني الليبي صاحب الأغلبية في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا بعد ما يزيد على أربعة قرون من الحكم الدكتاتوري القمعي القذافي الرهيب الذي اختزل ليبيا أرضا وإنسانا بشخصه البغيض وأباح لنفسه وعائلته حق الاستحواذ والتملك لكل ثروات وخيرات ليبيا.. حدث التسليم للسلطة في ليبيا هو حدث عادي بالمعايير الغربية وهو مشهد مألوف نشاهده كثيرا من كل زعماء الغرب عند انتهاء فترات ولاياتهم لكنه حدث غير عادي بالمعايير العربية وبمعايير دول العالم الثالث المتخلف وهو استثنائي بدرجة أكبر لأنه جاء من رجل عظيم تزعم المقاومة الشعبية الليبية منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها وأدارها بكل حكمة ومسئولية ولم يطلب ثمنا لموقفه العظيم في نهاية المطاف ولم تتلطخ يداه بثروات الشعب سواء قبل الثورة أو أثناءها وبعدها فله كل التقدير والحب والإجلال.
* الحدث الرمضاني الثاني من حيث الأهمية ما فاجأنا به الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي عندما أحال وزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان للتقاعد في خطوة تعد جريئة جدا سواء من حيث التوقيت أو من حيث قوة القرار لا سيما وقد صاحب ذلك القرار قرار آخر لا يقل أهمية وهو إلغاء الإعلان الدستوري المكمل.
* الحدث الرمضاني الثالث يتمثل في جملة القرارات الحكمية التي اتخذها المشير هادي مؤخرا والتي تتعلق بالهيكلة ونقل بعض الألوية ومنحها الاستقلالية عن الحرس والفرقة لكن الأحداث المؤسفة التي أعقبت تلك القرارات هي أمور تندرج ضمن الأعمال المربكة لإعادة الهيكلة وتسيء للمؤسسة العسكرية قبل غيرها خصوصا مهاجمة وزارة الدفاع وقبلها وزارة الداخلية وكل عام واليمن بخير.