من أجل حماية مقدرات الوطن!!
خالد أحمد السفياني
خالد أحمد السفياني –
منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية الرامية إلى أحداث التغيير في اليمن قبل 19 شهرا من اليوم وتطالعنا الأخبار من حين إلى آخر بعمليات تخريب وتدمير لكثير من قدرات وإمكانيات الوطن من شبكات كهرباء وأنابيب النفط والغاز ومنشآت خدمية وتنموية هنا وهناك وتحويل مثل هذه المكاسب الوطنية التي هي ملك الشعب والوطن إلى أوراق ضغط للخبطة الحياة السياسية وخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد بغية تحقيق مكاسب وجماعات وقوى سياسية لا يمكن تحديدها والجزم بها لكنها في مجملها ترمي لتحقيق مكاسب وغايات ضيقة على حساب النيل من المكاسب الوطنية والمصالح الشعبية ومقدرات الوطن.
الفساد الممقوت
وأيا كانت الجهود أو القوى التي تدفع بهذا الاتجاه الخاطئ من أجل خلط الأوراق وتحقيق غايات معلومة أو غير معلومة فإنها ترتكب أخطاء جسيمة وتسهم بفاعلية من أجل إهدار مقدرات الوطن والعبث بمصالح الشعب وتتحمل وزرا وإثما مبينا كون أعمالها التخريبية هذه هي أعمال فساد في الأرض لا تنسجم مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وغيره من الشرائع السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل جميعا ولا تتفق مع تقاليد وأعراف وأخلاق اليمنيين القائمة على السمو والترفع وعدم التنكر للمجتمع والإضرار بمصالحه وهي حالة إيذاء واضحة يصدق عليها قول المولى سبحانه « والذöين يؤúذون الúمؤúمöنöين والúمؤúمöناتö بöغيúرö ما اكúتسبوا فقدö احúتملوا بهúتانا وإöثúما مبöينا « الأحزاب كما تندرج ضمن الفساد في الأرض الذي قال عنه الخالق العليم في محكم كتابه العزيز «إöنما جزاء الذöين يحارöبون الله ورسوله ويسúعوúن فöي الأرúضö فسادا أن يقتلواú أوú يصلبواú أوú تقطع أيúدöيهöمú وأرúجلهم مöنú خöلاف أوú ينفوúاú مöن الأرúضö ذلöك لهمú خöزúي فöي الدنúيا ولهمú فöي الآخöرةö عذاب عظöيم « المائدة
وإذا كان هؤلاء يشعرون بأنهم في منأى من محاسبة الآخرين لهم في ظل ظروف البلاد الراهنة فليدركوا أنهم ليسوا بمنأى من محاسبة الله ربهم وليدركوا أن الله عليم بما يقترفون وسيصيبهم ببعض ما اكتسبوا فليعيدوا مراجعة حساباتهم من منطلق إيماني وإدراك أن كل شيء زائل لكي لا يصدق عليهم قول الحق تعالى» وفرöحواú بöالúحياةö الدنúيا وما الúحياة الدنúيا فöي الآخöرةö إöلا متاع « والمؤسف أن هؤلاء يجدون لهم من أبناء الوطن من يجاريهم هذا الفساد وينفذ مثل هذه الأعمال الفاسدة من أجل عرض زائل وحفنة من المال دون استشعار خطورة هذه الأخطاء الفادحة وما تنعكس به من ضرر واضح على الوطن برمته وعلى مناطقهم ومجتمعاتهم وكأنهم لا يمتون لهذا الوطن بصلة بالرغم أن تعاليم الإسلام تؤكد على حب الوطن وأن حب الوطن من الإيمان.
المساواة والعدل وتنمية حب الوطن:
إن اليمن اليوم في أعناق أبنائه وحماية الوطن ومصالحه ومكاسبه المتحققة فرض على كل أبناء الشعب لا يجوز النيل منها والمساس بها لكن ما يؤسف أكثر أن نجد أن هذه الأعمال تجد لها دوافع ومبررات كثيرة أخطرها ضياع الحقوق وعدم الإنصاف في مطالب حقوقية لأفراد وجماعات من قبل كثير من الأجهزة ومؤسسات الدولة حيال أمور كثيرة تدفع البعض إلى محاولة انتزاع هذه الحقوق ونيل الإنصاف بالقوة وهو أمر مؤسف له صور كثيرة في المشهد اليمني اليوم والذي يحتم على قيادة الوطن التشديد على أجهزة الدولة ومؤسساتها والحكومة ووزاراتها في إتباع مبادئ المساواة والعدل والتشديد على نزاهة القضاء واستقلاله وإعطاء كل ذي حق حقه وإدارة شئون كل جهة ومصلحة بروح المسئولية الوطنية والنزاهة وعدم استغلال المناصب والمسئوليات والبدء بمرحلة فعلية من تعزيز الرقابة والمحاسبة الفعلية في أجهزة الدولة المختلفة.
وأرى أنه من الضرورة بمكان في الوقت الراهن توسيع نطاق مهام ومسئوليات وتعزيز استقلالية هيئة مكافحة الفساد أو تحديد جهة معينة في الدولة على رأسها شخصيات وطنية موثوق بها ومشهود لها بالعفة والنزاهة والمسئولية الحقة تتولى مسئولية استيعاب الشكاوى والمظالم المختلفة في قطاعات الدولة المختلفة وفي الحياة المدنية للحد من المظالم والتجاوزات المترسبة والاح