الدعوة إلى‮ (‬مائدة‮) ‬الحوار الوطني

دخالد علي‮ ‬القزحي

 - ليس القصد من عنوان هذا المقال أي‮ ‬تجريح‮ ‬أو تشكيك في‮ ‬نزاهة الداعين لهذا المشروع الوطني‮ ‬الذي‮ ‬نأمل جميعا‮ ‬أن‮ ‬يخرج‮ ‬يمننا الغالي‮ ‬من هذا الوضع الحرج‮. ‬كما أنني‮ ‬أيضا لا أريد المبالغة في‮ ‬التخوف من النتائج العكسية على الوطن من حوار‮ ‬ما زا
د/خالد علي‮ ‬القزحي –
ليس القصد من عنوان هذا المقال أي‮ ‬تجريح‮ ‬أو تشكيك في‮ ‬نزاهة الداعين لهذا المشروع الوطني‮ ‬الذي‮ ‬نأمل جميعا‮ ‬أن‮ ‬يخرج‮ ‬يمننا الغالي‮ ‬من هذا الوضع الحرج‮. ‬كما أنني‮ ‬أيضا لا أريد المبالغة في‮ ‬التخوف من النتائج العكسية على الوطن من حوار‮ ‬ما زال رواده من كافة الأطراف‮ ‬يشحذون هممهم ويصيغون شروطهم ويدبرون حججهم بصدق أو دون ذلك ليكونوا أعلى إيقاعا‮ ‬وأكثر إقناعا‮ ‬على طاولة‮ ‬من المستحيل أن تكون مستديرة أو حتى متوازية أو متساوية الأضلاع كل‮ ‬على حسب نفوذهö‮ ‬وقدرته على إجهار قوته‮.‬
أما عن استخدام كلمة‮ (‬مائدة‮) ‬لتسبق بقية العنوان فهي‮ ‬دلالة رمزية قد‮ ‬يفهمها الجميع‮: ‬بينما تستخدم الطاولة لتبادل الأفكار والرؤى لاستخلاص أفضلها منفعة لخدمة الوطن تستخدم المائدة لتقسيم الطعام في‮ ‬أطباق‮ ‬باستخدام السكاكين والملاعق والشوك‮ . ‬ما أخافه بشدة أن لا توجد هناك طاولة لطرح الآراء والخطط حتى تكتمل الفكرة وننسى ما ساء من الماضي‮ ‬لبناء‮ ‬يمن جديد مقتدين من تجارب الدول الرائدة اقتصاديا‮ ‬وعلميا‮ ‬وسياسيا‮ ‬وعسكريا‮ ‬ولكن ما بدت ملامحه تتجلى حتى الآن عبارة عن استعداد‮ ‬لحضور عشاء‮ (‬بدون عمل‮) ‬سيكون طبقه الرئيسي‮ ‬الوطن بأكمله والمدعوون لم‮ ‬يستعدوا ببرامج الصيانة والتنمية والأمان وإنما بشروط‮ ‬يخيل لي‮ ‬أنها تشبه السكاكين لتقطيع الأراضي‮ ‬وشوك‮ ‬لغرسها في‮ ‬قلب السيادة الوطنية وملاعق لغرف خيرات الوطن وزعزعة هيكله السياسي‮ ‬والعسكري‮ ‬بينما‮ ‬يتم تجسيد شعب‮ ‬بأكمله بشخصيات‮ ‬يقال أنها شبابية لتصبح أحد أطراف الحوار المدعوة ليكون شاهدا على هذا‮ «‬العشاء‮» ‬والذي‮ ‬بالطبع سيكون طبقه أصغر لسبب بسيط أنه أصلا جزء‮ ‬من هذه الوجبة ولكن المجتمع الدولي‮ ‬اشترط وجود عينة من الشعب لتجلس على أحد كراسي‮ ‬المائدة‮. ‬بالطبع لن‮ ‬يكون كل الحاضرين جشعين أو سيئين كما لم‮ ‬يكن كل إخوة‮ ‬يوسف حريصين على قتله رغم أنهم أجمعوا على رميه في‮ ‬غيبات المجهول‮ .. ‬فيا ترى أي‮ «‬جب‮» ‬وأي‮ ‬مجهول‮ ‬ينتظر من ليس بنبي‮..!‬
قöراءتي‮ ‬لما قد‮ ‬يحدث على الطاولة ليست بغرض التنبؤ وبث التشاؤم ولكنها تحليل‮ ‬أعتقده منطقيا إذا ما نظرنا الوضع الحالي‮ ‬لأطراف الحوار وخاصة بعد صراعات دامية مازالت في‮ ‬الذاكرة جاعلة الكثير‮ ‬يتوعد ويجمع أكبر قدر من المؤيدين لتكون حجته أقوى وهو‮ ‬يناور أثناء الحوار‮. ‬أما إن قال أحدهم أن النوايا حسنة وصادقة فالاجابة ستكون إذا فما الداعي‮ ‬للحوار¿‮! ‬إن كان الجميع‮ ‬يسعون فعلا لمصلحة الوطن وليس لمصالح حزبية أو طائفية أو مناطقية إذا‮ ‬فستكفي‮ ‬أن تقام انتخابات ولن‮ ‬يكون هناك أي‮ ‬داع‮ ‬لنبش الماضي‮ ‬ووضع الشروط بذريعة الحريات وحقوق الشعب‮. ‬الحوار‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون خاليا‮ ‬من المصالح الضيقة وإلا فسيكون مملا‮ ‬وبلا فائدة كالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ولن‮ ‬يكون لها من هدف إلا المماطلة وال

قد يعجبك ايضا