ثقافة الإجازة!!

عبدالرحمن بجاش


 - { قال صاحبي ونحن نمر في الشارع وزحمة السيارات قد بدأت تطل برأسها من جديد : تقول كيف هي مشاعر العائدين من الإجازة إلى أعمالهم¿ قلت : كيف¿ قال : كارهين أنفسهم علقت : ليش اليمني
عبدالرحمن بجاش –

قال صاحبي ونحن نمر في الشارع وزحمة السيارات قد بدأت تطل برأسها من جديد : تقول كيف هي مشاعر العائدين من الإجازة إلى أعمالهم¿ قلت : كيف¿ قال : كارهين أنفسهم علقت : ليش اليمني من بين أمم الأرض يعود من إجازته كافرا بكل شيء ومتعبا حتى أن البعض حين يسافر في مهمة من مهماتنا طبعا حيث لا يقضي غرضا بل يظل نائما في فندقه أو في «…» وحين يعود تسأله : أين أنت¿ يجيبك : أخذت لي راحة يومين!!
أقول لكم السبب فالإجازة لم تترسخ في أذهاننا ثقافة يمكنك أن تحارب من أجلها لسبب بسيط أننا جميعا نخاف من زقوق المöهر!! لذا ترى كلا منا متشبثا بالكرسي حتى يزيحه الموت أو قرار جمهوري!!
والوجه الآخر للأمر فتخلفنا الإداري يعكس نفسه على الأمر فالقطاع الخاص لم يدرك بعد أن العامل أو الموظف لا بد أن يجبر على أن يذهب في إجازته السنوية حتى يعود أكثر نشاطا ورغبة في الإنجاز ولا يتمتع عامل المصنع أو الموظف – كما هو في اليابان مثلا – بتوفر إمكانات لشركته على صعيد توفير الفندق الرخيص وملاعب تتبع الشركة وتذاكر مخفضة لذا فالياباني على حبه للعمل يعاقب إذا رفض الإجازة وخذ النقابات فلا نقابة واحدة توفر لمنتسبيها متطلبات الإجازة كأن يكون لديها شاليهات على البحر – مثلا – لأن لا أحد يفكر في الإجازة من أصله ولأن لا ثقافة إجازة في حياتنا فترى أوراق طلب بدل الإجازة تتراكم أمام المسؤول حتى تضيق النفس بها!!
وإذا أردتم السر الكبير فهذا الشيطان الذي يدمر حياتنا «القات» هو سبب التعب الذي يصيبنا حين العودة إضافة إلى الأسباب الأخرى والسفر – أيضا – في حياتنا مصيبة لوحده حيث «نكركب» الكون حين ننوي الذهاب إلى القرية أو إلى مدينة أخرى أما القات فيجعلك – فقط – كأنك تنتقل من ديوان هنا إلى ديوان هناك واسأل أي صديق لك يعيش في مدينة ساحلية : كم لك من البحر¿ تكتشف أن له سنوات من زيارته!! وحتى الذي يذهب من العاصمة إلى البحر فيذهب بكيسه ودخانه لا تراه ينطلق ويجري ويلعب ويتنزه وحين تهم بركوب جبل صبر ليلا سيهولك منظر الشباب القادم من خارجها مصطفا إلى جانب الحاجز الحديدي «يرهش» ما يستطيع من الأوراق الخضراء والدخان طوال الليل حتى اللحظات الأولى من الفجر واذهب إلى سواحل عدن سترى بقايا القات والجلسات واذهب إلى الطرق الجبلية حول العاصمة وقم بإحصاء «الشيش» ستذهل من العدد!!
إöذا كيف لن تعود كارها لنفسك وللعمل¿ ضقنا بأنفسنا يا عالم.

قد يعجبك ايضا