مؤتمر الحوار.. الحلقة الأهم

علي ربيع


 -  خرج الشعب اليمني برجاله ونسائه في فبراير الماضي ليقول نعم للوفاق السياسي نعم للخروج من بين فكي تمساح الصراع الدامي نعم لطوق نجاة المبادرة الخليجية وآلياتها التي ألقيت إليهم في خضم محيط مخيف متلاطم الأمواج يكتنفه ليل بهيم نذره الأولى دم ودمع ودمار.
علي ربيع –

خرج الشعب اليمني برجاله ونسائه في فبراير الماضي ليقول نعم للوفاق السياسي نعم للخروج من بين فكي تمساح الصراع الدامي نعم لطوق نجاة المبادرة الخليجية وآلياتها التي ألقيت إليهم في خضم محيط مخيف متلاطم الأمواج يكتنفه ليل بهيم نذره الأولى دم ودمع ودمار.
> ولا نعلم لم يبلغ العبث مداه في طرائق تفكير فرقاء السياسة في اليمن كما لا نعلم لم الإصرار على نتيجة الغالب والمغلوب¿ هل لأن وعينا الاجتماعي الراسخ لايزال يعتقد أن الهزيمة عار وشنار والغلبة والاستقواء مجد وسؤدد¿ ما هي مبررات هذا النزوع باتجاه تكريس ثقافة الإذلال والإيغال داخل أنفاق الاستعداء في ظل وفاق سياسي وافقت عليه أطراف العملية السياسية للخروج باليمن من براثن الأسوأ المهلك¿
> من حقنا إذن أن نصرخ في وجه الجميع توقفوا عن اللعب الأناني على حسابنا فالشرعية الدستورية أثبتت أنها هشة وطيعة وأحنت رقبتها لشرعية الوفاق والشرعية الثورية ارتمت في أحضان قوى تقليدية لا تمت للحداثة بشيء وهذه القوى أيضا سلمت باسمها واسم الساحات شرعيتها لصالح سلطة الوفاق وجزرة المبادرة دعونا من المزايدات والكيد السياسي الساحات ذهبت لصناديق الاقتراع واعترفت رسميا بشرعية اللحظة التوافقية وخارطة الطريق التي جاءت بها.
> ولابد أن يدرك العقلاء أنه لا داعي لاجترار مثالب ما قبل الوفاق ولا ازدراء ما بعده أو مقاومته المسألة الآن هي الإخلاص لإنجاز جوهر هذا الاتفاق ومساندة الحكومة ورئيس الجمهورية والكف عن استنساخ واقع العدائية المأزوم على أرضية الوفاق بالأدوات ذاتها وبالخطاب الاستنفاري العدائي ذاته فالجميع يمتطي المركب الهش ذاته ونشوب الخصومة من أجل الاستحواذ على أعلى نسبة من مساحاته ضرب من الحمق وهو سلوك الأولى بنا النفور منه باتجاه التجديف الهادئ لمعانقة البر الآمن.
> ولا غضاضة في أن نكرر القول باستمرار بأنه من المعيب جدا أن تسعى الأطراف المتوافقة لفرز صراعات أحقادها على دفتر المواعيد اليومية للرئيس هادي فليس هذا ما ينتظره على الإطلاق فهو في غنى عن التدافع بالمناكب والبنادق على بابه بل لا ينبغي أن يسمح الرئيس هادي نفسه لأي طرف أن يجرجره إلى خندقه أو يحاول توزيعه بطريقة (الغدا عندهم والعشا عندنا) فأمام الرئيس مهمة وطنية ملحة من أجل مستقبل اليمن الجغرافيا ومن أجل مستقبل اليمن الإنسان وهي أمور أوسع من مصالح الأشخاص ومراكز القوى مما يستوجب على المتزاحمين للانفراد به أن يدركوا ذلك ويتركوه يتنفس بطلاقة.
> ولعل ما أنجزناه حتى الآن أكثر من جيد وفي اعتقادي أن مؤتمر الحوار في مساره الصحيح وعلى اللجنة الفنية أن تدرك أن التمثيل فيه يجب أن يكون على أسس وطنية عادلة تحتوي كافة أنواع الطيف السياسي بعيدا عن إنتاج شرعنة المحاصصة الطائفية أو المناطقية أما من لم يعترف بشرعية الحوار فمن الصعب التعامل معه أو انتظار ما سيسفر عنه مزاجه المتقلب وهو في الأول والأخير يضع نفسه في خانة اللامسؤولية الوطنية وفي تقديري أن ربط مؤتمر الحوار بضرورة وجوده ليس سوى ضرب من إضاعة الوقت والخضوع للابتزاز.
> وكم أتمنى أن يلجأ الجميع في هذه المرحلة إلى قاموس الصبر ليحتمي بردهات مفرداته ويلوذ بلغة مسؤولة تدفع باتجاه مؤتمر الحوار الوطني لينعقد في موعده المحدد ويقوم بالمهام المنوطة به بالشكل المطلوب لأن أي تأخير أو مماطلة قد يؤدي إلى خرق مدة الفترة الانتقالية أو إلى إرباك سلاستها على أقل تقدير ولعل الأخبار المتداولة اليوم عن بوادر لتمديد الفترة الانتقالية ليست سوى استشعار لمدى ضيق الوقت المتبقي وهو استشعار نتمنى ألا تفهمه الأطراف السياسية جديا فتعول على التمديد وتتوانى عن الدفع باتجاه إنجاز مؤتمر الحوار وما يتلوه من خطوات في إطار السقف الزمني المقرر.

قد يعجبك ايضا