خواطر تربوية.. التربية بين المنزل والمدرسة
لطف محمد الكستبان
لطف محمد الكستبان –
كلنا يعرف أن التربية عملية اجتماعية تهدف إلى تربية المواطن وإعداده ليحيا في مجتمعه حياة اجتماعية نشيطة مثمرة ويشارك في بناء مجتمعه وتنميته والعمل على تقدمه ورفع مستوى المعيشة فيه.
والعملية التعليمية تستهدف في مختلف مراحلها بناء جيل مؤمن بالله والوطن والمثل الفاضلة والسلوك الحميد جيل مؤمن بحريته وبوحدته ومتمسك بمبادئ الخير والحق والجمال جيل مسلح بالعلم بعيد عن التعصب والخرافات.
وبلادنا تعمل جاهدة على تربية الطفل ليحيا حياة كريمة تساعد على أن ينمو نموا متكاملا في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية والروحية بحيث يتخرج من المدرسة متمكنا من أدوات المعرفة الأساسية كالقراءة والكتابة ولديه القدرة على التفكير العلمي المنظم وتعمل أيضا على أن تكون شخصيته الاجتماعية وحبه لمجتمعه علاوة على تربيته والتمسك بكل ما هو مفيد ونافع بحيث يتخرج من المدرسة قادرا على المشاركة في تنمية مجتمعه والعمل على تطوره.
ولا نستطيع تحقيق كل ما ذكرناه إلا إذا قامت علاقة وثيقة بين المنزل والمدرسة علاقة حب واحترام وتبادل رأي وتفاهم في رسم خطة منظمة تهدف أولا وأخيرا للنهوض بالطفل والعمل على إزالة أسباب تأخره العلمي وتخلفه الدراسي إن كان هناك تخلف والثناء عليه وتشجيعه والاهتمام به إن كان متفوقا.
ولكن للأسف هذه تكاد تكون مقطوعة بين المنزل والمدرسة لدرجة أن الآباء شغلتهم الحياة بمشاكلها وانغمسوا في أعمالهم انغماسا نسوا فيه أولادهم وأخذتهم دوامة الحياة وصرفهم مع تيارها بعيدا عن واجباتهم الضرورية والطبيعية وهي مشاركة أولادهم مشكلاتهم وهمومهم وأحزانهم فيعملون على حلها وتذليلها ويشملونهم بحبهم وعطفهم فيبعدون عنهم روح الملل واليأس والقنوط.
أيها الآباء والامهات:
رفقا بأولادكم وعليكم واجبات أساسية نحو أبنائكم ومهما كانت مشاغل ومشاكل الحياة وهمومها فلا تنسوا واجبكم الرئيسي وهو تربية الأبناء ورعايتهم واعطوهم حقهم من التكريم والتوجيه والرعاية.
وفقنا الله وإياكم في تربية الأجيال.