بين ارتـفـاع نسبة الظلمة.. وانخفاض نسبة الـنـور!!
محفوظ عبدالله حزام
محفوظ عبدالله حزام –
لعله من المفروغ منه أن الخير والشر ممكن أن يتم لهما اللقاء أو الاجتماع معا في جوف واحد ومن قال بصدامهما أعتقد أنه قد أصاب كبد الحقيقة إلى حد ما لكن العجيب لماذا نجد الإنسان وطنا لهذا وذاك وفي وقت واحد ولحظة واحدة وفي مشهد واحد مستمر أتذكر أنني ذات مساء غريب كنت أتحدث مع شخص يؤمن به الكثير بأنه الأقرب للقلوب في زمن الوحشة كهذه الشخصية كنت انتظر منه جوابا ملائكيا أو على الأقل جوابا فلسفيا لإنسان مستنير يرى بنور الإنسانية لا البشرية إلا أن ردوده إما مصطنعة تقود لمخالفة مرورية أو تؤدي بك إلى عنوان لمكان خاطأ ومخيف الصدمة الأقسى أنه يهديني جوابا يعزز من أحقية اختلاط الشر بالخير في بؤرة واحدة وفي جسد واحد أو ذهنية واحدة إن صح التعبير إن امتزاج الشر مع الخير بطريقة التزواج المؤكد حياة لا تطاق ومن لحظتها بات يستحيل أن يمضي يوم دون التأمل في مثل هذه المسألة وأعرف أنه ليس الكثير يتأمل في مثل ذلك الموضوع كثيرا لأن الأغلب قد تشرب عبارة نحن والطوفان أو سياسة الأرض المحروقة منذ نعومة أظافره في بيئة غير إيجابية منذ لحظة السقوط إلى مطار هذه الدنيا بمعنى أنه يحصر مسألة التجسس والتلمس والتأمل والسعي والمثابرة فقط فيما يعود عليه بمشاعر الاحساس بدفء الجيب وعمار الحال والشكل وصلاح المدكى في مقيل عامر بالحش الفعلي ومثل هذا المشهد الأخير هو بداية الحركة لليوم التالي وهكذا الدائرة تدور ما أعجب ذلك المسلك عجبي كل العجب وأنا أرى وأسمع هنا وهناك خيبة أمل وانكسار أحلام حين تتلفت يمينا ويسارا ولا تجد إلا الصخب أو العناقات الهشة المكسورة من الطرف الآخر مثل ذلك هو ما يسمى بالدونية ولكم يحلم الفرد منا أن يقف على محطة تكون هي بداية التزود الروحي بما يكفل لحقيقة التواصل الإنساني من العطاء والاكتشاف والعمار وأن يمدها بكل ما يليق به كإنسان يقدس الحضور والوجود والمحبة والقليل هم من يتأملون في أن يكونوا دافعا عظيما لإيصال القاصد إلى الحقيقة لكن كيف لذا وذاك أن يقوم بدوره والأرض تمور مورا بل تهرول كالسيل الجارف لا أرى في الأفق إلا سبيلا يزداد وعورة درب قاس ينهك الراحل وفي الغالب يقضي عليه تماما وهو ما زال زهرة لا أريد القول بأن الدرب بات أخطر من أحوال الطقس القاسي كالحر اللاهب والبرد القارس ولا أريد القول بأن العتمة مؤقتة وسنرى النور قريبا هذه المرة.
كأني أريد القول بأن علينا اصلاح الدرب الروحي بإنسانية وأن نستمر.. يقول أحد الكسولين المضطرين: أوافق السير في الإصلاح على الأقدام وسيكون ذلك ممتعا حين يكون دون وعورة.
وآمعتصماه وأنا أحسب جدتي حزينة جدا في قبرها لأني بت أكتب بحزن وبؤس شديدين لكني أبشرها أنني بدأت أرسم بطريقة أكثر بهجة حتى وأنا أهمهم بصوتي وأغني لأم كلثوم ووردة ونجاة الصغيرة قد تذرف عيناي بالدمع لكن ليس ذلك إلا لأجل الإنسان المزمع على الخديعة وفي كل الأحوال للأسف!
وأرى النادر بوضوح قد استاء من ذلك الوضع وأرى السواد الأعظم قد تكيف