«الغوبة» أو النعمان!!

عبدالرحمن بجاش


 - { يصادف اليوم ذكرى فجيعة اغتيال سياسة «الدماثة» أو السياسة الناعمة مثل هذا اليوم من عام لا يهم أن يكون أي عام لسوء ذكراه ودبوره امتدت يد لا علاقة لها ولا معرفة بحوار ولا اختلاف ولا تعرف منú هو 
فولتير!! وفولتير في البلدان التي تصنع النخب فيها طغاتها يكون فولتير حجرا - على سبيل المثال - أو مجرد مسخ!!
عبدالرحمن بجاش –

يصادف اليوم ذكرى فجيعة اغتيال سياسة «الدماثة» أو السياسة الناعمة مثل هذا اليوم من عام لا يهم أن يكون أي عام لسوء ذكراه ودبوره امتدت يد لا علاقة لها ولا معرفة بحوار ولا اختلاف ولا تعرف منú هو
فولتير!! وفولتير في البلدان التي تصنع النخب فيها طغاتها يكون فولتير حجرا – على سبيل المثال – أو مجرد مسخ!!
كان النعمان محمد أو الغوبة – كما كان يطلق عليه الحاكم الحكيم القاضي الإرياني – يحمل لواء الحوار كانوا يروجون للتفكير والفكر والرؤية والرأي الأوحد الذي لا يأتيه الباطل من بين رجليه أو عينيه لا فرق!!
ربما أتى محمد النعمان في زمن كان يجب ألا يأتي بدليل أنهم قتلوه لمجرد أنه كان يتحدث عما يتحدث به عقلاء الأيام الدولة المدنية المواطنة المتساوية القانون وفي 1956م قال بالتداول السلمي للسلطة تبين
أن منú رددوها في ما بعد قصدوا تداول «حرضة» السلتة!!
أتى النعمان من رحم التبشير بمستقبل أفضل قال المساح : لم أحترم رجلا بقدر ما احترمت ذلك الرجل وحين أعود لقراءة مؤلفاته الكاملة يبكيه عقلي وألعن اللحظة التي لم تقدم الزمن بعض الشيء حتى أتعرف
عليه وإن رأيت عينيú والدي تدمعان وقد أرسلت إليه بكتاب المؤلفات الكاملة قال : في كل صفحة أراه.
قليلون هم الرجال الذين يستطيعون استشراف المستقبل ويقرأون سفره مقدما حين ترى استبيان محمد النعمان الذي ذهب إلى الأرياف لا تسأل نفسك كيف أتى رجل بمثل تلك العقلية وسط تخلف مدقع¿ يقول
صوت قادم من أعماق العقل : بل أتى من رحم العلم الذي أسس له دولة النعمان الأب العظيم أين النعمانان الآن¿
يكون سؤالا فجا في زمن وفي بلد – كما يشير إليهما صديقي حسن عبدالوارث – نسيا البردوني في زمن آخر وبلد آخر في عز رفع شعارات الماركسية ولا صوت يعلو على صوت الحزب وأدبياته ووثائقه بلد
كروسيا أيام الاتحاد السوفيتي خلد الشاعر العظيم بوشكين في أكبر شوارع موسكو ترى شعره الحبشي يتدلى الثلج من عليه في زاوية مهيبة قادم من عصر النبلاء وإذ ترى رموز الماركسية في شوارع برلين وقد
توحدت يقولون لك : هذا تاريخ لا نستطيع تجاوزه بل نقيمه!! ورجل مثل النعمان الابن لو عدت إلى صحافة بيروت أيام عزها بسليم اللوزي وتويني لذهلت وهي تنعي النعمانين!! فتسأل نفسك : هل هما حقيقة من
اليمن¿
عودوا إلى «النهار» البيروتية و«الحوادث» و«الصياد» و«حياة» حسين مروة و«الأسبوع» وغيرها من صحافة الزمن العظيم في لبنان سترون منú هو النعمان الابن فما بالكم إذا عدتم إلى الصفحة الأولى من «
الحياة» وقرأتم خبر وفاة النعمان الأب حيث أطلق محرر الخبر على سياسته مفردة «الدماثة» وهنا في هذا الزمن لم يعد للنعمان الأب أو الابن منú يتذكرهما حتى بندوة أو خبر سنوية أي منهما لكن عسى أن تهب
غوبة في نهار يوم ما من المستقبل فتجلو مسحة الغبار عن وجه النعمان الابن لتعرف أجيال غيبت منú هو الدمث في السياسة ومنú أنجب.

قد يعجبك ايضا