لعنات الزحــف ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - • في مبتدأ المشوار الثوري وعلى امتداد شهور النضال تردد «الزحف» على مسامعنا طويلا  انصهرت الكلمة فألفها الكبير والصغير حتى التصقت بنا كاللعنة  بالكاد
عبدالخالق النقيب –

مقال 

• في مبتدأ المشوار الثوري وعلى امتداد شهور النضال تردد «الزحف» على مسامعنا طويلا انصهرت الكلمة فألفها الكبير والصغير حتى التصقت بنا كاللعنة بالكاد حياتنا تزحف ببطء شديد لم يعد ثمة شيء على طبيعته أو يمكن تشخيصه «الزحف» وحده المهيمن على الدولة والحكومة التوافقية واللجنة العسكرية وإخلاء الساحات وتثبيت الأمن والاستقرار والخلاص من ظاهرة حمل السلاح وهيكلة الجيش وإنعاش الاقتصاد الوطني و..و.. كل شيء يتلبسه الزحف.
• ما بالنا نستقر بعقارب الزمن نحبس أنفاسها ونحبط دورانها نراوح طويلا عند كل نقطة نلج بها فنعلق بدوامتها ولا نبرحها حتى نقع في مآزق الخطوة التي تليها وهكذا دواليك .. عقبة واحدة تكفي لنشعر بمرارة ما نقترفه ضد المستقبل الذي نشرع باتجاهه زحفا القاعدة تسرح وتمرح ويتكرر سيناريو الصيد الثمين الذي تظفر به دون أن نجد من حالة الاستنفار الأمني ما يحقق الأمن ويعزز السكينة ويفشل مخططات الإرهاب.
• موهبون في التناطح والتصادم ببراعة نختلق المبررات ونتمثلها وببراعة أيضا نتقن الزحف الذي بات يمثل نقطة الالتقاء لكل ما يصب من دور جماعي في بناء الوطن ها هو شهر سبتمبر ينتهي والحوار الزاحف لم يبدأ بعد مازال يعيش مخاض مرحلته التمهيدية في مؤشر دامغ على أنه هو الآخر سيحطم الرقم القياسي في الزحف ولك أن تستقل رحلة مكوكية لقياس الزمن الذي سنحتاج إليه حتى نصل إلى نهاية مرضية يتحد بمخرجاتها الطيف اليمني وتخرج برؤى ناصعة الوضوح ترتكز عليها أعمدة ذلك المستقبل الذي أثقل كاهل الشعب وأضنى نضاله.
• « يا الله كم نحن ملحدون بملة الوقت» ..أزيلت بعض العقبات المعيقة للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية فتلاعبت بنا نشوة الفرحة بلا هوادة لنكتشف لاحقا أننا بصدد تهديدات جديدة لإجهاضها صورة أخرى من مشاهد البؤس بقايا الساحات مازالت تعاني من عضال الزحف ولا حراك نستبشر بنهاية كل تمرد عسكري وتحتفي به وسائل الإعلام دون انفكاك حتى يخيل لنا أنا نعيش حالة فريدة من الإنجاز والانتصار الجدير بفرحة عارمة .. لم يبق إلا أن نصفق ونصفر بهيام بالانتصارات الناجحة التي حققتها حملات شلل الأطفال أو نعكف على الصلاة في المساجد حمدا وشكرا على بدء العام الدراسي وإن كان شحة الكتب المدرسية تدفع بعض مدراء المدارس لتوزيع الكتاب الواحد على أربعة طلاب .
• وإن كنت أبدوا منفعلا إلا أني خلت ومثلي الكثير أن محطة واحدة من محطات الظاهرة الثورية الشعبية للربيع العربي كفيلة بأن تشعل فينا شرارة الانتماء وتفجر الإرادة الوطنية المحضة في حكومة الوفاق فتشمر هي على قدم وساق ونشمر نحن معها عن سواعدنا بتفان وإخلاص لنمحو سيئات الماضي ونفاجئ العالم والتاريخ بخطأ وثابة تقفز بنا إلى آخر نقطة تصلنا بالمستقبل الذي انقلب على الماضي بكل ما فيه من ترهلات وعقول بشرية زاحفة .

قد يعجبك ايضا