مفهوم قانون العدالة الانتقالية في‮ ‬السياسة الدولية

اسكندر المريسي

مقال


 - دائما ما تلجأ السياسة الدولية إلى تسويق مصطلحات تخدم أهدافها لكل مرحلة تريد فرضها في‮ ‬المنطقة العربية تحديدا‮ ‬بدليل أنها سوقت قبل فترة مصطلح
اسكندر المريسي –

مقال

دائما ما تلجأ السياسة الدولية إلى تسويق مصطلحات تخدم أهدافها لكل مرحلة تريد فرضها في‮ ‬المنطقة العربية تحديدا‮ ‬بدليل أنها سوقت قبل فترة مصطلح المجتمع المدني‮ ‬وأسندت لذلك رافعات لما‮ ‬يسمى بمنظمات التمويل الأجنبي‮ ‬سعيا‮ ‬من جانب تلك السياسة إلى فرض أجندتها الخارجية‮.‬
ومن‮ ‬يتابع بالظرف الراهن ما‮ ‬يسمى بالمصطلح الجديد للسياسة الدولية المسمى بالعدالة الانتقالية فهي‮ ‬بالتأكيد ليست عدالة في‮ ‬العراق أو الصومال أو ليبيا أو‮ ‬يوغسلافيا أو أفغانستان جراء ما قامت به القوى الدولية والمتمثلة بأحلافها العسكرية من جرائم حربية في‮ ‬تلك البلدان النامية‮ ‬ولكن المقصود بتحقيق العدالة الانتقالية ليس إلا فرض التشريعات الدولية وذلك بناء‮ ‬على ثقافتين سابقتين تمتا برعاية الأمم المتحدة هما اتفاقيتا‮ «‬روما برشلونة‮» ‬لتغيير مجموعة التشريعات الوطنية بالمنطقة العربية‮.‬
ومن ضمن ذلك إعادة هيكلة الاسلام كتشريع‮ ‬يقولون أنه فشل في‮ ‬المنطقة العربية وأنه سبب للفقر والإرهاب وأنه دين‮ ‬يحض على العنف وذلك بحسب توصيف ملتقى روما برشلونة‮ ‬بينما في‮ ‬الحقيقة خلافا‮ ‬لذلك لأن بعض الحركات الإسلامية التي‮ ‬أوجدها الغرب الاستعماري‮ ‬تخصيصا‮ ‬لتشويه الدين الإسلامي‮ ‬وعملا‮ ‬متعمدا‮ ‬تم قبل فترة من الزمن لكي‮ ‬يقدم لنا ذلك التعليل ويقنعنا بأن الإسلام ليس تشريعا‮ ‬صالحا‮ ‬خاصة في‮ ‬ظل بعض الأحزاب الإسلامية التي‮ ‬دخلت دائرة التدويل عن جهل وضآلة وعي‮ ‬وعدم إدراك لأبعاد وخلفيات السياسة الدولية‮ ‬معتقدة تلك الحركات بجهلها وعدم وعيها الإسلام بالنسبة للغرب إلا كرة ثلج‮ ‬يدحرجها متى ما‮ ‬يشاء من خلال الجماعات الإسلامية‮ ‬والتي‮ ‬أصبحت في‮ ‬الظرف الراهن مع بعض حركات‮ ‬يسارية ترفع‮ ‬يافطة قانون العدالة الانتقالية دونما إدراك كما قلنا لأبعاد ذلك المفهوم الذي‮ ‬يتم برعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي‮ ‬والذي‮ ‬لا‮ ‬يعرف منذ نشأة المنظمة الدولية إلا الأعمال العسكرية والحربية لنشر العدالة الانتقالية‮.‬
لأن السياسة الدولية قد هيأتها بالتفكيك والفقر والبطالة والمنظمات‮ ‬غير الحكومية والأحزاب والحركات الموالية للغرب وبعض الأنظمة السياسية المرتبطة بالدوائر الغربية والتي‮ ‬لا‮ ‬يمكن استبعاد دورها إلى ما آلت إليه الأوضاع في‮ ‬المنطقة العربية من تفكيك منظم مارسته الدوائر الخارجية لتأتي‮ ‬السياسة الدولية وتقنعنا بأن الإسلام‮ ‬غير صالح للتشريع‮ ‬معللة لذلك بأنه لو كان الإسلام دين العدالة ما كان وضع المنطقة بهذا الشكل‮ ‬ولو كانت التعاليم الدينية لعقيدتنا الإسلامية صحيحة ما كان وضع العرب والمسلمين في‮ ‬تدن‮ ‬وتدهور مستمر هذا ما قاله جالينو منسق سابق لدائرة التشريعات الانتقالية في‮ ‬هيئة الأمم المتحدة‮.‬
لذلك فإن قانون العدالة الانتقالية كما أوضحنا هو مجموعة قوانين تشمل السياسة‮ ‬الاقتصاد‮ ‬الثقافة وقبل ذلك الدين والهدف الاستراتيجي‮ ‬من تلك القوانين فرض التشريعات الدولية لتكون المصدر الأساسي‮ ‬والوحيد للتشريع داخل المنطقة العربية وفقا‮ ‬لحسابات ومصالح‮ ‬غربية‮ ‬لما من شأنه تكريس شرق أوسط جديد وإيجاد مواطن شرق أوسطي‮ ‬غير منتم‮ ‬بحسب فلسفة‮ «‬ميشل فوكو‮» ‬لا لوطنه ولا لعروبته ولا لعقيدته الإسلامية‮.‬
وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬من خلال ذلك المفهوم المشار إليه بأن هناك عدلا‮ ‬في‮ ‬السياسة الدولية بسبب الأوضاع التي‮ ‬تمر بها المنطقة

قد يعجبك ايضا