فقيد السياحة اليمنية!!..

يحيى محمد العلفي

 -  فقدت السياحة اليمنية في الآونة الأخيرة علما بارزا من أعلامها وأول المؤسسين لنشاطها الحيوي الحديث في عهد الثورة والجمهورية.. إنه عميد السياحة اليمنية الأستاذ عبدالكريم شرف أبو طالب الذي انتقل إلى
يحيى محمد العلفي –
فقدت السياحة اليمنية في الآونة الأخيرة علما بارزا من أعلامها وأول المؤسسين لنشاطها الحيوي الحديث في عهد الثورة والجمهورية.. إنه عميد السياحة اليمنية الأستاذ عبدالكريم شرف أبو طالب الذي انتقل إلى

جوار الرفيق الأعلى عن عمر ناهز الستين عاما قضى معظمه في خدمة الوطن في مجال قطاع السياحة والترويج وبعد حياة حافلة بالعطاء.
أسس مع مجموعة من الناشطين اليمنيين أول نظام للسياحة في اليمن بالمفهوم العالمي الحديث وشارك في العديد من الفعاليات السياحية والترويجية على الصعيد المحلي والعربي والإقليمي والدولي كما أسهم في

تأسيس مجلس الترويج السياحي من خلال عمله – كنائب لرئيس مجلس الترويج .. بوزارة الثقافة والسياحة سابقا.. فهو إذا أول الرواد الذين أسهموا بفعالية في إرساء دعائم السياحة اليمنية حين بدأ العالم ينظر إلى

اليمن على أنها أرض الحضارات والأمجاد الغنية بالمآثر والآثار التاريخية البديعة العريقة وبلد السياحة الحقيقية بفطرتها الطبيعية الخلابة التي تمكن السائح والزائر من الاستمتاع بمناظر جميلة زاهية وبطقوس

ومناخات متعددة.. فبدأت السياحة في اليمن تزدهر وتنتظم أوضاعها من جميع الجوانب وتنهال على أرض السعيدة الخضراء أفواج سياحية ووفود استطلاعية من أرجاء الدنيا.. على اعتبار أن «أراب فلكس» هي

أرض اليمن العربية السعيدة – كما عرفها المستشرقون الأجانب وهي مزار الرحلات العالمية ومنطلق الأبحاث العلمية والتاريخية منذ أقدم العصور.
ومن هذا المنطلق تركز تفكير الرواد المهتمين بقطاع السياحة على نقطة الانطلاق والسير بخطى متأنية سليمة نحو تطوير وتحسين خدمات هذا القطاع وبما يجذب السياح والرحالة إلى اليمن وفق خطط وآليات

مدروسة ونظام تكتيكي وتقني محكم.
ولقد كان لفقيد السياحة المرحوم عبدالكريم شرف أبو طالب – طيب الله ثراه – بصمات رائعة وخطوات ممتازة وذلك من خلال سعيه الحثيث وجهوده المتواضعة في مسار رسم ملامح جديدة لسياحة اليمن الحديث –

حيث تكونت لديه الصورة الكاملة لمتطلبات العمل السياحي وآفاقة الاستراتيجية والإمكانات المتاحة المطلوب توفرها لتسيير وتنظيم العمل في هذا المجال بأبعاده المختلفة ومكوناته الأساسية – سواء من حيث الجذب

والترويج السياحي أو من حيث توفير المرافق والمستلزمات والوسائل المطلوبة.. وكان المرحوم جديرا بهذه الإمكانيات بل واستوعب في خططه وإمكانياته الكثير من المشاريع السياحية الخلاقة التي تعود بالنفع

والفائدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية – أكان للقطاع العام والمختلط أو للقطاع الخاص .. وهو ما جعل السياحة منهلا مناسبا ومشغلا خصبا لكثير من رؤوس الأموال الذين هبوا للعمل في هذا المجال

بفتح مكاتب ووكالات سياحة بشروط ومواصفات وتنظيم إداري وفني يحكمه قانون السياحة والسفريات والخدمات العامة ولائحته التنظيمية… وكان المرحوم عبدالكريم شرف أبو طالب أول من أسس وكالة للسياحة

في اليمن كأول هيئة إدارية وفنية وخدمية يضطلع بها القطاع الخاص في المجال السياحي وكنواة لتأسيس وإنشاء هيئات سياحية منظمة وفق النظام العالمي الحديث وعلى أساس قانون منظمة السياحة العالمية حيث

أجاد المرحوم عميد السياحة اليمنية وأبدع في مجال هذا العمل وحصل على شهادة هذه المنظمة الدولية بالإضافة إلى شهادات تقدير من الدولة ومن عدد من الهيئات والمنظمات العربية والعالمية العاملة في مجال

السياحة والترويج.
ولم تكن هذه هي بصمات الفقيد فحسب فهناك الكثير من المناقب والصفات الحميدة التي تجعله رائعا وخالدا في قلوب أحبائه وأصدقائه وزملائه ورفاق دربه بما كان يبديه من نبل الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين

وحب فعل الخير والجود والكرم.
فله من الله الرحمة والمغفرة ولأولاده وإخوانه وأهله وذويه عزاء الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قد يعجبك ايضا