بالحوار‮.. ‬نبني‮ ‬اليمن الجديد

عبد السلام الحربي

 - ‬ما زال هنالك من‮ ‬يراوده الشك في‮ ‬حقيقة الانتقال السلمي‮ ‬للسلطة الذي‮ ‬جرى في‮ ‬بلادنا بداية العام الجاري‮ ‬‮ ‬ويحاول أن‮ ‬يحيي‮ ‬العوامل القديمة التي‮ ‬طالما سمعنا عنها خلال الثلاثة العقود الماضية بأنها‮ (‬أي‮ ‬تلك العوامل‮) ‬تفرض على شعبنا اليمني
عبد السلام الحربي –
‮> ‬ما زال هنالك من‮ ‬يراوده الشك في‮ ‬حقيقة الانتقال السلمي‮ ‬للسلطة الذي‮ ‬جرى في‮ ‬بلادنا بداية العام الجاري‮ ‬‮ ‬ويحاول أن‮ ‬يحيي‮ ‬العوامل القديمة التي‮ ‬طالما سمعنا عنها خلال الثلاثة العقود الماضية بأنها‮ (‬أي‮ ‬تلك العوامل‮) ‬تفرض على شعبنا اليمني‮ ‬عدم الخوض في‮ ‬الحديث عن الانتقال السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬‮ ‬ومع أن شعبنا قد تجاوز مثل هكذا مفاهيم وعوامل‮ ‬إلا أنه للأسف لم‮ ‬يستوعب البعض ممن لا‮ ‬يزالون مشدودين للماضي‮ ‬ما حققه المجتمع بمختلف شرائحه من انتصارات في‮ ‬أبين وشبوة وغيرها من مناطق ومحافظات الجمهورية التي‮ ‬كانت تعبث‮ ‬يها عناصر الإرهاب فسادا‮ ‬منذ تم انتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي‮ ‬رئيسا‮ ‬للجمهورية في‮ ‬الـ‮١٢ ‬من فبراير الماضي‮ ‬‮ ‬وهذا‮ ‬يؤكد بأن هؤلاء الذين لم‮ ‬يستوعبوا الدرس‮ ‬غير مستعدين لتجاوز حالة التيهان والشرود الذهني‮ ‬الملازمة لهم منذ فترة طويلة وهو ما‮ ‬يعني‮ -‬أيضا‮- ‬أن عقولهم قد لا تكون مستعدة في‮ ‬الوقت الراهن للبحث العميق في‮ ‬الدورس المستقاة من التغيير المنشود والتداول السلمي‮ ‬للسلطة في‮ ‬بلانا الذي‮ ‬رسخها اليمنيون في‮ ‬الحادي‮ ‬والعشرين من فبراير الماضي‮ ‬عبر صناديق الاقتراع وقد أثبتت لنا الأيام جميعا‮ ‬أن الديمقراطية والتغيير إلى الأفضل كانت المطلب الرئيسي‮ ‬لكل أبناء شعبنا الذي‮ ‬ارتضاها نهجا‮ ‬وسلوكا‮ ‬وعملا‮ ‬في‮ ‬جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية وفي‮ ‬رسم المستقبل المشرق والمتطور لبلادنا وشعبنا فكانت هي‮ ‬المخرج الوحيد للخروج بالوطن من دوامة الأزمة السياسية التي‮ ‬عصفت به خلال عام ونصف بعد أن ظل المواطن اليمني‮ ‬متسائلا‮ ‬عن هول الكارثة التي‮ ‬حلت بيمن الإيمان والحكمة وكادت تقود الوطن إلى حافة الهاوية‮ .. ‬إلا أن عناية الله سبحانه وتعالى وحكمة أبناء شعبنا اليمني‮ ‬المشهود له على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين بقوله الشريف‮ (‬أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا‮ ‬وألين أفئدة‮ ‬الإيمان‮ ‬يمان والحكمة‮ ‬يمانية‮) ‬التي‮ ‬بها استرشد كل العقلاء والوطنيين من أبناء شعبنا تساندهم جهود الأخوة الأشقاء من أبناء جزيرة مهبط الرسالة ومنطلق الفتوحات الإسلامية إلى وثيقة عهد وخلاص لليمن من مأزقها السياسي‮ ‬والأمني‮ ‬المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي‮ ‬من خلالها رأى كل أبناء شعبنا النور‮ ‬يستشرق في‮ ‬أعينهم بعد أن رأوا وثيقة التصالح والتسامح تسري‮ ‬في‮ ‬مصلحة الوطن وإخراجه من أزمته الخانقة كما تسري‮ ‬الدماء في‮ ‬العروق‮.‬
‮> ‬ففي‮ ‬ظل وجود النوايا الحسنة المتجردة تماما‮ ‬من كافة المناكفات السياسية والمزايدات فإن مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬سيكون ناجحا‮ ‬بكل المقاييس وسيخرج بحلول وقرارات وتوصيات ناجعة لكل المسائل والقضايا العالقة الذي‮ ‬من خلاله سنؤكد للعالم أجمع أننا قادرون كقوة سياسية ومنظمات مجتمع مدني‮ ‬فاعلة قادرة على التعامل والتفاعل مع قضايانا الوطنية

قد يعجبك ايضا