الوطن أبقى!!
مصلح المرهبي
مصلح المرهبي –
على الرغم من أنه ما يزال هناك بعض النتوءات والأعمال التخريبية الحاصلة هذه الأيام في بعض المناطق اليمنية الممتدة على طول وعرض البلاد نتيجة التأثر بالأزمة التي مر بها الوطن اليمني على مدى عام ونصف كالانطفاءات الكهربائية وتفجير أنابيب النفط في بلحاف وغيرها من التقطعات في الطرق المسبلة للمواطنين والتي يقوم بها الحاقدون على كل نجاح يتحقق في هذا الوطن وذلك بسبب افتقادهم لمصالحهم الشخصية والحزبية الذاتية والأنانية الضيقة إلا أننا ولله الحمد استطعنا تجاوز المنعطف الخطير الذي كان مبيتا ضد اليمن وتم إخماده من قبل الشرفاء من اليمنيين الحريصين على وطنهم والوصول إلى حل مرض لجميع الفرقاء السياسيين وذلك عن طريق التسوية السياسية والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2014» حيث تمخض عن ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأخ محمد سالم باسندوة وتشكيل اللجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار التي اضطلعت بدورها. وساهمت بكل جهودها في إزالة عناصر التوتر من انتشار المسلحين العسكريين والقبليين في الشوارع الرئيسية والفرعية في العاصمة وبعض المحافظات والمناطق التي كانت فيها محل نزاع وشقاق بين الأطراف والقوى السياسية الموجودة على الساحة اليمنية وتم إبعاد المسلحين سواء كانوا من قوات الجيش أو من المجاميع القبلية عن المناطق والأماكن التي كانوا متمركزين ومتمترسين فيها وإعادة العسكريين إلى ثكناتهم ومعسكراتهم وأماكنهم الرئيسية التي كانوا متمركزين فيها قبل يناير 2011م وعودة المجاميع المسلحة من القبائل إلى مناطقهم وقراهم وما تلاها من إصدار قرارات جمهورية بتعيين قيادات عسكرية وتشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني والتي تتمثل مهمتها في تقريب وجهات النظر والتحاور مع كل القوى والأطراف السياسية والشباب والمرأة والحراكيين والحوثيين ومنظمات المجتمع المدني. وذلك لما من شأنه إخراج اليمن من أزمته التي كادت أن تعصف به لو استمرت وكانت لا سمح الله ستحرق الأخضر واليابس.
إذا فلا مجال أمام جميع اليمنيين من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وشباب ومرأة وحوثيين وحراكيين وغيرهم من التكوينات لإنقاذ وطنهم من الظروف العصيبة الراهنة سوى الاجتماع على طاولة الحوار وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات والترفع عن الصغائر بعيدا عن الشروط التعجيزية والمصالح الحزبية الذاتية والأنانية الضيقة التي تشتت ولا تلملم وتفرق ولا تجمع وتنفر ولا تقرب وتهدم ولاتبني وتجعل في نفس الوقت البغضاء والحقد والكراهية في نفوس اليمنيين ضد بعضهم البعض ويبقى الوطن ممزقا متناحرا وغير آمن ومستقر.
ولكن فإنه بتعميق الولاء الوطني وحب الوطن الذي يجب على كل من ينتمي إلى هذا الوطن أن يغلب مصلحته على ما دونها من المصالح سنصل باليمن إلى بر الأمان لأن من لا خير فيه لوطنه لا خير فيه لنفسه ولا لمجتمعه ولا لأي شيء آخر وسيظل منبوذا في نظر الموجودين حوله والمتعايشين معه ولا قيمة له في الحياة و بالتالي فإن عدمه أحسن من وجودة وأفضل له ألف مرة أن يختفي من الوجود لأن ليس لديه وازع ديني ولا وطني ولا فكري ويعتبر مهووسا و