حرية الإعلام.. استقرار للدولة
يحيى يحيى السريحي
يحيى يحيى السريحي –
عبثا محاولة الارتقاء تقدما ونهضة في أي من المجالات المختلفة دون حرية حقيقية للإعلام وصناعة الخبر والحصول على المعلومات بشفافية لأن حرمان الإعلام من المعلومات يجعل من الدولة أيا كانت دولة هشة دولة من ورق غير واضحة المعالم وغير مستقرة بل ومتأرجحة كل فينة وأخرى ذات اليمين وذات الشمال على أهون سبب ويكفي التأكيد على أهمية الإعلام أن وسائل الإعلام أصبحت تلعب دورا أساسيا وجوهريا في صياغة القيم الاجتماعية وفي تغييرها بل وفي مقدرة الإعلام تغيير طبيعة الدولة وأنظمة الحكم فيها وقلب السلوكيات والقيم الاجتماعية للبشر رأسا على عقب وجاءت أحداث الربيع العربي لتؤكد مقدرة الإعلام الفائقة في تحريك المياه الساكنة وتجميد المياه المتحركة وإذابة الجليد وبالتالي من السخف التقليل من أهمية الإعلام بعد الآن أو الانتقاص من شأنه ودوره في البناء والتنمية والعكس فالإعلام سلاح ذو حدين أينما توجهه يأتي بخير ونحن شعوب المنطقة العربية لا زالت تفصلنا المسافات الطويلة حتى نحصل على إعلام شعبي حر وليس إعلام رسمي أو حزبي يمثل الدولة أو الحزب الحاكم ونأمل أن الربيع العربي قد اختزن تلك المسافات وقرب البعيد خاصة بعد انتهاء زمن الوعد والوعيد والتهديد بالتصفية أو التنكيل بالحديد ولا اتفق بتاتا مع غطرسة المتغطرسين والجاهلين بدور الإعلام وأهميته في خدمة المجتمع والدولة في آن واقتصار فهم أولئك المدعين بالفهم أن الإعلام قاصر على النقد وما أسهله وأن الصعوبة تكمن في العمل وهذا اعتقاد خاطئ وغير منطقي لأن خلو الإعلام أو انحسار دوره في تثبيت أعمال السلطات الثلاث وتحقيق تلك السلطات النجاح أو الإخفاق لا يتم إلا عن طريق الإعلام لأن الإعلام هو المرآة الحقيقية التي ترى تلك السلطات نفسها من خلاله والوعي المجتمعي وإقباله غير المسبوق على الإعلام بوسائله المختلفة هو ما بيرهن ذلك ونلمسه جميعا من اهتمام المواطنين المفعم بالجدية والمثابرة الحثيثة في الحصول على المعلومة الصحيحة سواء من التلفزيون أو الصحف أو الإعلام الاليكتروني النت »وعصر« المعلومات والثورة الإعلامية والتكنولوجية التي نشهدها في حاضرنا المعاش ساهم كثيرا في إرواء رغبة الشعوب المتعطشة للمعلومة الصحيحة والحقيقة الخالية من الزيف والتشوية.