وسائل الإعلام وتحري‮ ‬الحقيقة

‬د.محمد علي‮ ‬بركات


‬د.محمد علي‮ ‬بركات –
لا شك أن للإعلام دورا‮ ‬هاما‮ ‬وأساسيا‮ ‬في‮ ‬حياة الشعوب‮ ‬‮ ‬سواء في‮ ‬كشف الحقائق أو في‮ ‬معالجة العديد من القضايا في‮ ‬مختلف المجالات الحياتية‮ .. ‬وتقتضي‮ ‬الأمانة الإعلامية طرح أو مناقشة القضايا أيا‮ ‬كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو‮ ‬غيرها بكل تجرد وموضوعية‮ .. ‬وبما‮ ‬يبصر ذوي‮ ‬الشأن بمكامن الأخطاء والسلبيات في‮ ‬سبيل العمل على معالجتها والحد من استفحالها‮ ‬‮ ‬ومعاقبة وتقويم مرتكبيها بالطرق القانونية‮ ..‬
والصحافي‮ ‬أو الإعلامي‮ ‬الحصيف‮ ‬يفترض دائما‮ ‬أنه صاحب رسالة وذو قيم نبيلة‮ ‬‮ ‬وهو عين الحق بنزاهته وعدله في‮ ‬قول كلمة الحق وفي‮ ‬نقل الحقائق ويسعى باستمرار لتحقيق أهداف سامية‮ .. ‬وهو كذلك الباحث عن الحقيقة والناقل لها‮ ‬‮ ‬ومن‮ ‬يعبر عن هموم ومشكلات وقضايا المجتمع‮ ‬‮ ‬ونقل الوقائع بمهنية وحيادية‮ .. ‬والساعي‮ ‬إلى حلها من خلال النقد البناء والطرح الموضوعي‮ ‬بوضوح وشفافية‮ .. ‬وأبرز صفاته الأساسية‮ : ‬النزاهة‮ ‬‮ ‬ودماثة الأخـلاق‮ ‬‮ ‬والذكاء‮ ‬‮ ‬واللباقة‮ ‬‮ ‬وسـعة الثقافة‮ ‬‮ ‬وحسـن التعامل مع محيطه‮ ‬‮ ‬والاهتمام بمصالح الآخرين‮ ‬‮ ‬وقبل كل ذلك الالتزام بمواثيق شرف المهنة الصحفية والإعلامية‮ .. ‬
كل تلك الصفات الحميدة تجعل من الصحفي‮ ‬أو الإعلامي‮ ‬أحد الشخصيات المؤثرة التي‮ ‬تحظى بمكانة عالية‮ ‬‮ ‬وبمركز اجتماعي‮ ‬مرموق‮ ‬‮ ‬وأحد قادة الرأي‮ ‬العام الذين‮ ‬يتمتعون باحترام وتقدير كافة الأوساط المجتمعية‮ ..‬
وكما أن هناك مواقع إعلامية وإخبارية‮ ‬‮ ‬وصحفا‮ ‬وطنية تلتزم‮ ‬غالبا‮ ‬بأخلاقيات المهنة وبالموضوعية‮ ‬ويؤدي‮ ‬العاملون بها واجبهم الإعلامي‮ ‬والصحفي‮ ‬بشيء من المهنية وكامل المصداقية‮ .. ‬هنالك بعض المواقع الإخبارية وبعض الصحف الحزبية والأهلية التي‮ ‬تجهل أو تتجاهل المعنى الحقيقي‮ ‬للرسالة الإعلامية السـامية بأهدافها النبيلة‮ ‬البعيدة عن اعتسـاف الحقيقة‮ ‬‮ ‬وعن الابتزاز والانتهازية‮ .. ‬فأحيانا‮ ‬ما تتبنى تزييف بعض الحقائق‮ ‬‮ ‬وقد تتجاهل الحديث عن أحداث بعينها مقابل إبراز الحديث عن أحداث أخرى وفقا‮ ‬لما تقتضيه المصالح الحزبية أو الذاتية‮ .. ‬بل ويوجد من‮ ‬يحاول تشويه الصورة المشرقة للإعلامي‮ ‬أو الصحفي‮ ‬النزيه سواء كان عاملا‮ ‬بموقع إخباري‮ ‬أو بصحيفة ما‮ ‬‮ ‬وذلك من خلال التجرؤ على ابتزاز بعض رجال الأعمال أو المؤسسات والشركات التجارية‮ .. ‬وتلك‮ – ‬لا شك‮ – ‬ممارسات مشبوهة وغير سوية‮ .. ‬

وهنا نخلص إلى أننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار لهذه المهنة الجليلة باعتبارها السلطة الرابعة‮ ‬‮ ‬والحد من الكذب والتضليل وإثارة البلبلة من قبل المتاجرين بالكلمة في‮ ‬سبيل الابتزاز وسعيا‮ ‬وراء الشهرة على حساب القيم والمبادئ والأعراف الإعلامية والصحفية‮ .. ‬
وتظل المهنة الإعلامية بمختلف أشكالها من أسمى المهن وأجلها‮ ‬‮ ‬ولها مكانة مهمة بين الأمم والشعوب‮ ‬‮ ‬حيث تولي‮ ‬العاملين في‮ ‬مجال التعبير عن حال المجتمعات كل الإجلال والتقدير‮ ‬‮ ‬كما توليهم الكثير من الاهتمام والعناية‮ .. ‬فيقينها أن لدى تلك الأصوات

قد يعجبك ايضا