)القاعدة نتاج الاعتقاد بغير الله (
يحيى يحيى السريحي
يحيى يحيى السريحي –
تراودني الظنون المشبعة بالمعطيات والمشاهد والأحداث الواقعة والواقعية حتى وصلت تلك الظنون حد القناعة واليقين أن هناك من الناس من قد انحرف عن الطريق المستقيم والمنهج القويم المنزل من رب العالمين الذي دعا إليه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين بوجوب الطاعة لله ورسوله وأولي الأمر وخروج تلك الفئة عن هذا النص القرآني الملزم لجميع المسلمين واستحداثها أفعالا مناهضة ومناقضة لأمر الله ورسوله قال تعالى : « وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم « صدق الله العظيم , ومن الآية القرآنية نجد أمر مولانا جل شأنه لنا بوجوب وإخلاص الطاعة له بقوله وأطيعوا الله , وأمرا مماثلا بوجوب الطاعة والامتثال لأمر رسوله بقوله وأطيعوا الرسول فالطاعة لله والرسول مطلقة وتكملة للآية (وأولي الأمر منكم) لم تأت فيها أمر الطاعة ووجوبها لولي الأمر مطلقة ولا جدال فيها ولا مواربة كما في أمر الطاعة لله والرسول لأن طاعة أولي الأمر جاءت مبنية على العطف مقترنة بطاعة أولي الأمر لله والرسول ولم تنفرد طاعة ولي الأمر بذاتها فوجوب الطاعة لولي الأمر متى ما قام الرئيس أو الملك أو أيا كان مسماه ولقبه طائعا لله والرسول , وما يحدث في حاضرنا المعاش أن زمرة من الناس انساقوا وراء شخصيات دينية كانت أو حزبية أو قبلية ووصل انقياد أولئك المغرر بهم بتلك الشخصيات والأيمان بآرائهم وفتاواهم وادعائهم حد العقيدة لعل هذا السبب الذي قوى من شوكة ما يسمى بالقاعدة واتساعها ورقعة انتشارها وزيادة أعضائها وعملياتها الإجرامية التي تأذى منها وطالت الكثير من بلدان العالم إذ ما كان لتلك المنظمة الإرهابية أن تدوم منذ وجودها في ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم ويقوى عودها وعددها لولا تأثر المنضمين لها وتأثرهم بفتاوى دينية مظلة ومظللة وتعبئة دينية وفكرية خاطئة حتى بات المرء منهم يرى رموز تلك المنظمة وقيادتها بأنهم والعياذ بالله آلهة وهذا ما نجده من تعصبهم المفرط والدفاع المستميت عن تلك الشخصيات إذا ما عبر المرء منا برأيه أمامهم في أي من رموزهم أيضا الإقبال المتزايد من عناصر تنظيم القاعدة في تنفيذ عمليات انتحارية ضد المجتمع ومصالحه تصديقا منهم لزعمائهم بأن الميت منهم في الجنة تنتظره حورية الجنة والمغفلون بجهلهم يتدافعون للقيام بما حرمه الله ورسوله وكأن الجنة وما فيها من نعيم ملكهم وليست ملك الله وصنيعته كما كل الكائنات خلق الله وصنيعته وهذا شرك واجتراء على الله. وما يغيظ أكثر أن أولئك المتلبسين بالدين المدعين علمه ومعرفته قد استهواهم خضوع أولئك الجهلة وأعجبهم خنوعهم وانقيادهم وتنفيذ أوامرهم والاعتقاد بأن كل ما يصدر عنهم من أفعال وأقوال صحيحة وأرمي بالمدعين أولئك المعتبرين دين الله ليس سوى قميص عثمان يلبسونه متى دعت الحاجة إليه ويخلعونه متى ما قضت الحاجة وهم علماء الدنيا اللاهثون وراء السلطة الطامعون في الكراسي والمناصب العلماء المتحزبون الذين تشغلهم السياسة أكثر مما يشغلهم الاقتداء والسير على نهج محمد بن عبد الله في هداية الناس وارشادها سبل الخير وتبصيرها أخطائها وتقويم اعوجاج الراعي والرعية فأولئك ليسوا من قال عنهم المولى عز وجل «