فأي طريق سيشقه الناس من بعده ¿!!
استطلاع أسماء حيدر

استطلاع / أسماء حيدر –
هكذا انتهى رمضان بكل ما كان يحمله من روحانية ومعان سامية أودعها بين قلوب الناس أثرت عليهم وتأثروا بها وبها أيضا استشعروا ماهية حياتهم وعظمة أخوتهم بعيدا عن تلك القضايا الدنيوية التي تفرق لا تلم وتشدخ الصف لا تضمده وتفسد لا تصلح فيالها من مدرسة جبارة المعالم والمناهج أحيت فينا عبرا ماكانت لتكون سواه .. انتهى رمضان ولكن هل مازال الناس على عهدهم معه ¿!!.
تنافس منقطع النظير !!
في بادئ ذي بدء يقول الأكاديمي أحمد الوصابي: لقد خرجنا من محطة تمنينا دوامها لما أضفته علينا من معان وجدانية وأخلاقية ومن توحد روحي وعناق أخوي منقطع النظير فترى الناس في كل حدب وصوب يتنافسون على الخيرات والحسنات في ما بينهم فذاك يجود ويقرأ ويرتل الآيات في أناء الليل وأطراف النهار وذلك محفوف بمجالس الذكر وحلقات التحفيظ وذاك يجود بماله ووقته في أعمال الخير وأعمال أهل التقوى والصلاح وهكذا ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن : ماذا بعد رمضان ¿
وهل سيستزيد الناس من زادهم به ¿ بل كان في حياتهم محطة عابرة انتهت بانتهائه ليعودوا إلى ماكانوا قبله من الانشقاق والنزاعات والخصومات فأي مسلك سيسلكون بعده وأي طريق سيشقونه¿.
خواطر وجدانية
وأما الداعية دعاء الصبري فقد لخصت كلماتها في خواطر قائلة:
– بعد رمضان عليك أن تحول كل ما تعلمته واكتسبته من زاد إيماني وروحي وأخلاقي إلى واقع ملموس له ثماره الناضجة في حياتك .
لا تلهيك الدنيا بإضمار الأحقاد وإشعال الفتن مع من يخالفونك رأيك أو مذهبك بل عش بنفس الروحانية والوجدانية التي عشتها في رمضان بكونه موطنا احتضن كل القلوب والتوجهات وجعل وجهتها الأولى إلى الله فبه حكموا وإليه أحتكموا.
– بكت المساجد وحنت إلى مصليها في آخر ليلة من رمضان فلا تققطعوا صلاتكم فيها فمثلما كان شعاركم الحرص على صلاة الجماعة والانخراط في حلقات التحفيظ فليكن هو شعار السنة كاملة.
– الصيام كان مهذبة للنفس فتيلة للتقى فاتبعوا رمضان بالست من شوال وصيام الأيام البيض من كل شهر والاثنين والخميس من كل أسبوع وأحيوا رمضان في حياتكم .
– ويل لمن لا يعرف الله إلا في رمضان فما أن أنقضى الشهر حتى عاد إلى الفسق والمجون وترك أبواب الطاعات ولذة المناجاة فأنشغل بما يغضب الله من اللهو والفحش من القول والمعاكسات في الطرقات ومن كان هذا حاله فذلك علامة لعدم قبول عمله ولا صيامه وطلا طاعاته والعياذ بالله .
– وأما العلامة مصطفى الريمي فقد استهل حديثه بقوله :واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وأضاف : المسألة ليست محصورة على شهر أتى وانقضى فالقضية قضية إخلاص في الحياة والعمل والعبادة والانقياد أمد الدهر لله الواحد القهار فرب رمضان هو رب الحياة كلها وإنما جاء هذا الشهر ليردك الله ويعرفك إلى طريقه ومسالك التوبة والإنابة في الفائدة بما عملت فيه أن أعرضت عن كل ذلك الآن وبدأت مشاغل الحياة اليوم تلطشك بأنيابها فبعد أن كنت في القمة تهوي بك إلى أسفل سافلين ¿!!.
واسترسل حديثه قائلا : أمتنا اليوم طحنتها الحروب والفتن ولابد من عودة إلى مدرسة رمضان بقيمه وطقوسه وأخلاقه ومناهجه واسترشاف ذلك في حياتهم ومآلهم فقد عشنا أعظم الشهور وأخرجنا مما كنا فيه من ضنك الحياة وهمها وسوء حالها فلا نستبدل الحق بالباطل والعزة بالهوان !!.
أما انتم أيها الشباب
وختمت الداعية حياة الورافي هذا الاستطلاع بكلمات دعوية وجهتها للشباب على وجه الخصوص قائلة :
– كما انخرطتم – يا شباب – في أعمال طوعية وخيرية في رمضان أبقوا على هذه الوتيرة وانخرطوا ضمن مبادرات شبابية تغرس فيكم روح العطاء والانتماء .
– المخاطر أمامكم محدقة وأنصار الشر كثيرون فحصنوا أنفسكم بنفس الزاد الرمضاني لتقوا النفس عن مسالك الإغواء والاستغلال.
– عشتم روحانية أبعدتكم عن ذلك الإعلام الهابط الطامس للثقافة العربية والإسلامية الأصيلة والغزو الفكري الدنيء لما عرضته معظم الشاشات والقنوات الفضائية في رمضان على وجه التحديد فعزفتم عن ذلك كله فاستمروا بنفس تلك النية وبمقدار تلك الهمة.
– أنتم عماد الوطن وسند العباد وسر نهوضها فأجعلوا التوحدية مبتغاكم ومسلكلكم وأعرضوا عن كل من يحاول شرخ صفكم .