الصنعاني: أكثر حالات الشباب يعيشون في عالم آخر يدعى “انفصام الشخصية”

تحقيق مصور نورالدين القعاري


تحقيق مصور/ نورالدين القعاري –
ما إن تدخل أي مشفى تجتمع فيه الأمراض فإنك تدرك مقدار نعمة الله عليك لكن أن تدخل مستشفى الأمراض العقلية والنفسية فإن الأمر يختلف تماما عن ما تتخيله في أي مستشفى آخر عندما يتقدم إليك صاحب المرض وليس لديك أدنى فكرة ماذا سيعمل أو عن ماذا سيتحدث إليك.
تشاهد ذاك يقول لك أن هناك جهاز تصنت مغروس في أذنه ويقول الآخر أنه شارك في الحرب العالمية الثالثة التي لم تعلن وثان يسرد تفاصيل حكايته دون أن يتوقف ورابع يتحدث مع عمود الإنارة معتقدا في نفسه أنها شخص والمشكلة أن أغلبهم من الشباب.. كان مرشدنا في مستشفى الأمل للأمراض النفسية والعصبية الدكتور صلاح الصنعاني نائب مدير المستشفى.

اتهامات
في زيارة قمنا بها إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية لم نكن مقدرين أو مدركين للأشخاص الذين سنتقابل معهم فقد تقدم إلينا مجموعة من الشباب مبتسمين مستبشرين بقدومنا وكانوا يطلقون كلمات لم نعرف معناها إلا عند الاقتراب منهم كما كان يقول أحدهم: إنهم يضربوننا وقال الآخر أكاد أجن من هذه الحبوب والحقن التي نتجرعها كل يوم أما كبيرهم فقال لا يطعمونا إلا الفول.
مما دفعنا إلى الذهاب إلى نائب مدير المستشفى الصنعاني الذي تحدث إلينا مجيبا عن تساؤلاتنا: المريض النفسي نأخذ كلامه على أنه مريض نفسي ويلجأ المريض إلى اختلاق حديث الضرب والاضطهاد للخروج من المشفى ومن هذه الأوهام (عدم الاكل الضرب عدم التواصل مع الأهل) والمستشفى تتعامل مع المريض على أسس علمية مدروسة وكل حسب حالته فمريض انفصام الشخصية له تعامل خاص وكذلك مريض الاكتئاب وعملنا على برامج تأهيلية للحراسة والخدمات لكيفية التعامل مع المرضى.
مبلغ زهيد
أما عن قضية الرسوم التي يقدمها أهالي المرضى فيجيب عليها الدكتور الصنعاني: إن الرسوم التي يتم دفعها هي مبلغ شهري 1500 ريال لا غير وهي لا تساوي التكلفة وفي الحقيقة هو مبلغ مساهمة مقارنة بالخدمات التي تقدم إلى المريض 4 وجبات يوميا يتم عرضه على فحص جسم المرضى بمعدل مرتين يوميا يتم غسل ملابسه من ثلاث إلى أربع مرات يوميا وعملهم في الحقيقة مكلف جدا والمبلغ هو مساهمة للتكلفة الحقيقية للمرضى.
أكثرهم شباب
وقال الدكتور صلاح الصنعاني إن الزيارات في أيام عيد الفطر المبارك خاصة من الأهل ترفع من معنويات المرضى في المستشفى للأمراض النفسية والعصبية وأكثر الفئات الموجودة داخل المستشفى هم من الشباب وأكثرهم يعانون من انفصام في الشخصية مشيرا إلى أن السعة الاستيعابية والسريرية للمستشفى تصل إلى 225 سريرا منها 17 حالة عجزة والبقية حالات نفسية وعصبية 40% هي حالات انفصامية و10% حالات اكتئاب.
وأضاف أن أكثر الحالات المتواجدة في المستشفى هي حالة انفصام شخصية وغالب المرضى النفسيين هم الأشد فقرا من الأسر الفقيرة التي تقع تحت خط الصفر وإن كان من الأسر الفقيرة وإصابته نازلة بأنه سرعان ما يتحول إلى هذه الأمراض ويدخل المستشفى.
نسبة التعافي
منوها بأن المريض يتعافى من 70 إلى 80 % ويعتمد الباقي على الأسرة وكيفية تعاملها مع المريض وبعد فترة المعالجة للمريض بعد الخروج من المستشفى يحتاج إلى الاهتمام وإن لم يهتم بالمريض خارج المستشفى.
نظرة
ونحن في هذه الأيام المباركة يجب علينا أن لا ننسى هؤلاء الشباب الذين رفع عنهم القلم وكل يجود من عنده هذا بماله وهذا بالدعاء وأعمال الخير مفتوحة للجميع خاصة إذا ما علمنا بأن هناك حالات يتم معالجتها حسب ما ذكر الدكتور الصنعاني وكم هو الأجر العظيم الذي يصنعه المسلم تجاه أخيه المسلم.

نظرة دونية
أما أفراح محمد تابعة لمنظمة أنا إنسان التي قامت بزيارة المرضى وتقديم بعض المساعدات لهم قالت: لم أكن أتقع أن أكثر المرضى من الشباب وأي إنسان له مشاكل وتختلف من شخص لآخر وكثير من الناس لا يقدمون المساعدات لهؤلاء المرضى وإن وجدوا في الطرقات العامة لا تجد من يأخذهم ويصنع خيرا بهم ويذهب بهم إلى المستشفى لذا علينا كأفراد وأسر أن نحاول أن نحل مشاكلنا بأنفسنا ولا نفاقمها لكي لا تتكرر المأساة والحمد لله على نعمة العقل.

قد يعجبك ايضا