خواطر من أيام إجازة العيد الطويلة

حسن أحمد اللوزي

 -   لا يمكن أن تتحقق استقامة السلوك في حياة الإنسان الفرد أو المجتمع بدون ميزان فاعل قادر على ضبط السلوك وعلى تعديله على النحو الأخلاقي السليم ولا شك بأن ذلك مترابط بكل ما
حسن أحمد اللوزي –
 لا يمكن أن تتحقق استقامة السلوك في حياة الإنسان الفرد أو المجتمع بدون ميزان فاعل قادر على ضبط السلوك وعلى تعديله على النحو الأخلاقي السليم ولا شك بأن ذلك مترابط بكل ما هو فاعل في النفس البشرية ومؤثر فيها بصورة مباشرة ومتدرجة في تحقيق تلكم الغاية النبيلة التي تتوازى كما أشرنا في موضوع سابق مع خلق الإنسان في أحسن تقويم فيتناسق الخلق بفتح الخاء وتسكين اللام مع الخلق بضم الخاء واللام وتعتبر القيم العقيدية الدينية والوطنية والإنسانية وإدراكها والإيمان بها والالتزام بتطبيقها هي السبيل الأمثل لذلك ولا شك أن جوهر الأخلاق الحميدة يتمثل في كل ما جاء به الدين الحنيف منذ الرسالة الأولى وحتى الخاتمة وتبنته المجتمعات الحضارية وتعارفت عليه الشعوب والأمم الراقية­ فكان في كتاب مثلها العليا التي تحرص على الالتزام به كما تجسد الالتزام بنظام فريضة الصوم في الشهر الذي ودعناه ونتطلع لاستقباله أعواما عديدة بإذن الله وتوفيقه وكما تنضبط النفس البشرية وتحتكم إلى القيم التي أشرنا إليها لقواعد عليا ناظمة لحياتها هي القادرة أيضا أن تحتكم في ضبط علاقاتها وتشاركها وقياس النموذج السوي والصالح لتلكم العلاقة في حياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ­ والأمنية من خلال الالتزام الدقيق والشامل بذلك وبما تعاهدت عليه وحققت التوافق حوله وضبط رغباتها بل وغرائزها بهذا المقياس الذي لا يجوز الخروج عنه كما هو شأن الدساتير في البلدان الحضارية الراقية وذلك هو الميزان الفاعل الذي ما زلنا بحاجة ماسة إليه وفي الصورة التي تستجيب مجددا كما يتطلع إليها وطن الثاني والعشرين من مايو من مؤتمر الحوار الوطني وتدفعنا إليه الثمار الروحانية المباركة نعم ذهب العقد الناظم لجواهر أزكى الأيام حيث الحسنات أضعاف قوانين الميزان وحيث الإنسان المؤمن مر بأعتاب الرحمة والمغفرة والعتق من جور الآثام وأتى العيد بكل معانيه الإنسانية والوطنية والدينية وبجوهر علاقة الإنسان بخالقه والتي هي الحصن الأول والأبقى في تنظيم وضبط علاقته بالآخرين من حوله وبالحياة بكل مشاغلها وأسرارها وتحدياتها وابتلاءاتها وأتت أيام العيد لتكون بمثابة المصفاة السحرية لكل معطيات المحصلة الإيمانية وهي في ذات الوقت عنوان المسيرة المشرعة نحو عام جديد بعد التخرج من المدرسة الربانية الراقية والسؤال الأهم في نظر العبد لله يتعلق بمدى الاستفادة من ذلك كله في خضم التجسيد لمعنى الاستخلاف¿ وما هو الجديد الذي يجب على المكلف إضافته إلى أرصدته الإيجابية السابقة وهل تحقق المعنى المقصود في طبيعة النفس المتعطشة للتغيير نحو الأفضل حتى يستطيع الإنسان ويقتدر المجتمع على تحقيق التغيير الإيجابي المنشود الظن الأكبر عندي بأن التجارة العظيمة يمكن أن تصيبها الخسائر المتلاحقة إذا لم يتم ضبطها في معادلاتها الصحيحة وقد تتحول زبدا أو تذهب المكاسب سدى بحكم التعرض المستمر لامتحانات الإغواء وتداعى رغبات الزيخ والانحراف ­ ولا شك بأن لا نجاة من ذلك بغير التحصن الدائم بالعلاقة الوطيدة التي تم توثيقها خلال الشهر الفضيل والبقاء في أسر الخوف من الله والنضال أو الجهاد الأكبر من أجل الاحتفاظ برضاه سبحانه وتعالى فهو وحده ولي الهداية والتوفيق والنجاة والنجاح وباستدعاء درر الأوقات في تحقيق أنبل وأسمى الغايات الوطنية والعقيدية والإنسانية فهي مترابطة في حلقة واحدة داخل مجرات الحياة اليومية لدى كل إنسان ذكرا كان أو أنثى وفي كل مراحل العمر الذي قد لا يربو عن الألف شهر وحصاد ليلة واحدة من العلاقة الربانية الخالصة والصادقة مع الله جل شأنه نعم فذلك من بعض النصيب الوافر لأولئك الذين سموا وارتقوا لحقيقة الوجود وإدراك أن هذه الحياة هي فتنة الله كما أنها نعمة الله وقد يهتدى إلى الصراط المستقيم فيها الكثير ممن يحوزون على المعرفة ويكتسبون من العلم والدراية ما يجعلهم الأحوط في التعامل معها فتكون بالنسبة لهم دار فوز وفلاح ويتقدم بهم العمر مت

قد يعجبك ايضا