ديمقـــراطيتهــــم

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - ما إن تستقر على الديمقراطية كخيار وحل لمفاضلة قضايانا العالقة ابتداء بالحوار وانتهاء بجنوب الجنوب وشمال الشمال يخذلك الواقع بمفارقاته الشاسعة وبعده عن الديمقراطية التي نعنيها تلجأ لمعالجة التشوهات العابثة بديمقراطيتنا هذا إن كنت قد اعترفت أن لنا ديمقراطية يمكن الرهان عليها
عبدالخالق النقيب –

مقال 

ما إن تستقر على الديمقراطية كخيار وحل لمفاضلة قضايانا العالقة ابتداء بالحوار وانتهاء بجنوب الجنوب وشمال الشمال يخذلك الواقع بمفارقاته الشاسعة وبعده عن الديمقراطية التي نعنيها تلجأ لمعالجة التشوهات العابثة بديمقراطيتنا هذا إن كنت قد اعترفت أن لنا ديمقراطية يمكن الرهان عليها.
حين تضطر للمقارنة تمرر بذهنك فوز بوش الابن بولاية ثانية بنسبة (51%) وبعد حربه على العراق أصبح الرئيس المغضوب عليه وتراجعت شعبيته إلى ما دون (20%) لكنه استمر رئيسا حتى انتهت ولايته فأسقطه الشعب ومعه حزبه ورحل دون الحاجة إلى ربيع أمريكي دام وثورة عارمة تزحزحه من مكانه وينتصر الشعب لإرادته هي الديمقراطية ذاتها بعدئذ لم يدخله السود على مر العصور انتصرت الحرية دون اللجوء للاعتصامات تقضي على الاقتصاد وتعطل البلاد.
تنتقي ديمقراطية بريطانيا المملكة والشعب وهي ترفض القبول بالحزب الواحد فقط تنظر لأفضلية ما تقدمه الأحزاب من برامج انتخابية على أساسها يبنى الاختيار فتتنقل بين الأحزاب وتتناوب الأحزاب حكمها وتسعى لتقديم الأفضل لشعبها ولبلدها ما أمكنها الوقت إلى ذلك سبيلا وكمفردة من مفردات الوعي الديمقراطي لتلك الأحزاب لا يفوتك ما جرى منتصف العام الماضي والأحزاب المعارضة تقف باستماتة إلى جانب الحزب الحاكم لمواجهة عصابات مسلحة شنت عمليات السطو على متاجر العاصمة لندن فاختارت أن تنتصر للبلاد على أن تنتهز الفرصة لتبيع وتشتري في الحزب الحاكم رغم أن الظرف جاء مواتيا مع حملات الدعاية الانتخابية والتنافس المحتدم فيما بينها.
تذكرنا ديمقراطية فرنسا بالدولة المدنية وهي تجلب لها رئيسا شيوعيا اشتراكيا لتسقط به ساركوزي صانع أزمات التمييز والعنصرية في أوساط الشعب أو حين يتساوى القائد العسكري عامل النظافة أمام القضاء وحين يمثل حاكم ولاية أو وزير أمام المحكمة بمجرد أن يصل غليه استدعاء تم تحريره من أقرب قسم شرطة لنطاق سكنه ولن تبتعد كثيرا وأنت تستقرئ مسببات النمو والنهضة في فيلندا وهولندا وكندا وماليزيا وتركيا لتكتشف دون أن يجهدك الأمر أن الديمقراطية هي وراء كل ما تحقق لشعوبها من نجاحات.
وحين تجلب من ديمقراطيتنا شيئا لتناظر به وتقاربه بديمقراطيتهم ينهار التفاؤل بين يديك ويعتصرك الأسى وديمقراطية الشيخ المدججة بالسلاح والمترفة بالتخلف هي من تستحوذ على إرادة الحزب وترتهن القبيلة تحت سطوة أعراف وتقاليد لا تمت للديمقراطية بصلة وتناقضها على وجه التمام ديمقراطية الشيخ هي نموذج لديمقراطيات عديدة كل يفصلها على مقاسه الخاص.

قد يعجبك ايضا