..واشنطن‮ ! ‬حنيش‮

‬عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬


‬عزالدين سعيد الاصبحي‮ ‬ –
إذا زرت واشنطن سيلفت نظرك أن قلب‮ (‬دي‮ ‬سي‮ ) ‬ودي‮ ‬سي‮ ‬هي‮ ‬واشنطن العاصمة‮. ‬
إن معظم السائقين من أثيوبيا‮ ‬وكثير ما زرت واشنطن ولفت نظري‮ ‬هذا الأمر وأنا استمتع بالحديث الحميمي‮ ‬معهم وستجد أن معظمهم أصحاب شهادات وقدرات ممتازة‮.‬
أقول لهم إني‮ ‬من اليمن فيبتسمون وأذكر لهم‮ – ‬كم كلمة بالأمهري‮ ‬فيفرحون‮-‬
واذكر أني‮ ‬أنجزت واحدا‮ ‬من أهم ماكتبت كتحقيق صحفي‮ ‬عن أثيوبيا من أكثر من عشر سنوات‮ ‬وأدهشني‮ ‬ذلك البلد الجميل‮ ‬ولا زلت أتذكر كلمات أثيوبية بسبب زياراتي‮ ‬لأثيوبيا وأهمها أني‮ ‬أقول لهم أني‮ ‬أعرف‮ ‬أمهري‮- ‬تنش تنش‮ ( ‬أي‮ ‬قليل قليل‮ ) ‬وغيرها لا أعرف كلمة ولكنها مفتاح للتواصل الإنساني‮ ‬وللشعور بالأمان وأنت تركب التاكسي‮ – ‬لا أزال احمل هذا الحذر معي‮ ‬وأنا أجوب العالم عندما أركب قطارا‮ ‬أو تاكسيا‮ – ‬ومن كثر التعليمات التي‮ ‬تلقيناها صغارا من جرائم التاكسي‮ ‬والمواصلات تولد رعبا‮ ‬غير عادي‮ ‬واذكر العام قبل الماضي‮ ‬أني‮ ‬كنت في‮ ‬البرتغال وضاعت الحسبة بالتواصل مع القطار وقيل لي‮ ‬انقذ الموقف واركب تاكسي‮ ‬والعنوان للمؤتمر سهل وأخذته بالتلفون ويالك من مشوار ومن مؤتمر‮ ‬يومها وبالفعل صرخت‮ ‬يا شماتة أبله زازازه فيك‮ ‬ياعز‮. ‬
السائق لم‮ ‬يفهمني‮ ‬ورأني‮ ‬عربيا‮ ‬أصيلا‮ ‬وفهم أني‮ ‬أريد مكانا‮ ‬آخر وسفخنا مشوااااااار إلى مدينة جنب العاصمة ممتدة على البحر ليس فيها من‮ ‬يلبس والكل نائم ومسترخ‮ ‬يأخذ حمام شمس‮. ‬
وأنا هبطت عليهم كائن عجيب ببدلة سوداء ونظارة طبية وبيدي‮ ‬ملف من أربعمائة وخمسين صفحة وخمسة أقلام بالجيب‮ ‬ولابس كرافتة وشراب صوف وااااااه على المنظر الذي‮ ‬لفت الشاطئ المبلطح ¿¿‮! ‬تماما مثل لو دخل أحد عريانا‮ ‬على سوق شعبي‮ ‬عندنا سيكون‮ ‬غريبا‮ ‬ومستهجنا‮ ‬والكل‮ ‬ينظر إليه مجنون وقليل أدب‮. ‬
أنا كنت بين النائمين والنائمات بالشمس هكذا شبه‮ ‬أبو العلمين حمودة‮ -‬فيلم هنيدي‮ ‬الشهير‮ – ‬ومن‮ ‬يومها لا أركب التاكسي‮ ‬إلا بعد شريعة وتأكيد‮.‬
أعود الى تاكسي‮ ‬واشنطن الآن‮ ‬
المهم بعد أن أدركت أن المترو لا‮ ‬يجدي‮ ‬أحيانا لأصل مواعيدي‮ ‬في‮ ‬وقتها‮ ‬
عدت لأنسجم مع‮ ‬غلاء التاكسيات وحديث السائقين ¿‮ ‬
ولا أنسى نظرة الشفقة هذه عندما‮ ‬يسألك أحدهم‮: ‬أنت من‮ ‬أين فتقول من اليمن‮ ‬
ويرد باندهاش أووووه من اليمن‮ !!!‬
ويردفها بحسرة مساكين كان الله بعونكم ¿ خلصتم الحرب أم لا ¿‮ ‬
فلا تدري‮ ‬بماذا ترد وكيف تشرح بصدق التفاصيل الصعبة‮ ‬
ويحاصرك بسؤال أوسخ من الأول‮ – ‬هل نجحت ثورتكم أم لا ¿‮ ‬
فتزيد لعثمة ¿
ثم‮ ‬يقضي‮ ‬عليك بسؤال الضربة القاضية‮ ‬
‮- ‬طيب الشعب مرتاح من الوضع ومن الحكومة الجديدة¿ فلا تدري‮ ‬ما تقول‮ ‬
ويسأل‮ ‬يعني‮ ‬الحكومة كلها جديدة ومالها علاقة بالقديم‮ ‬
تشير بيدك كمن أصابه شلل رعاش مبكر‮ ‬يعني‮ ‬نص نص ¿‮!‬
فيرد بحصار أوسخ‮ ‬
‮ – ‬طيب مش أنتم عملتم ثورة ¿¿ أيش حصل ¿¿
فتعيد تقليب‮ ‬يدك من الجهة الأخرى ¿ برضه نص نص ¿

قد يعجبك ايضا