الباعة المتجولون
د. عبدالإله الطلوع
د. عبدالإله الطلوع –
أتى شهر رمضان ورأينا فيه أن مشكلة الباعة المتجولين والذين يسدون الطرقات ويستحوذون على الأرصفة ومداخل الشوارع الرئيسية والفرعية ما تزال قائمة وأنها لم تنته بعد.
فالمظهر الذي نشاهده هذه الأيام والليالي في شارع هائل وشارع جمال وحتى في شارع حدة يعكس صورة سلبية ومشينة تنم عن حجم هذه المشكلة واتساعها دون حل نهائي وثبت أن جميع الحلول المتخذة من قبل الجهات المختصة في الشهور العادية وفي غير المواسم كمنع البساطين في النهار والسماح لهم في المساء.. ليست صالحة ولا يمكن فرضها وتطبيقها في مثل هذا الشهر وفي أيام المواسم العيدية مثلا.
وبذلك تظل المشكلة قائمة وموجودة تفرز العديد من السلبيات مثل تشويه المظهر الجمالي لتلك الأماكن والشوارع وإحداث الاختناقات وإعاقة حركة المارة والمركبات الصغيرة وإلحاق الضرر بالمستهلك في حالة كون المعروض من منتجات غذائية ومعلبات ومستحضرات طبية وغيرها من تلك التي أشرفت على الانتهاء أو انتهت صلاحيتها ولا يكون بمقدورنا إلا الاستسلام لهذا المظهر والاعتراف به دون مقدرة على تغييره أو إنهائه.
إذا فمسألة إيجاد حلول جذرية لمثل هذه المشاكل الموسمية تظل مطلبا حثيثا يجب دراسته من كافة الجهات المختصة داخل عواصم المدن ولا بد من إيجاد البدائل التي تحتوي على مختلف التجهيزات من أجل استخدامها لأولئك الباعة المتجولين وتخصيص الأسواق المناسبة لهم بشكل مستمر طوال العام فلم تكون مشكلة المرور كما يفهمها البعض.
والحق يقال بأن مثل هذه المشاكل لا تتحمل مسؤوليتها جهة الاختصاص بعينها لأنها تظل أكبر وأوسع وإنما يجب تحملها من قبل جميع الجهات والمجلس المحلي بالمحافظات ولا بد من دراسة مسبباتها وتهيئة كافة العوامل والظروف التي تساعد على بترها والقضاء عليها بشكل نهائي وذلك من خلال إقامة الأسواق والمراكز الخاصة في الأماكن والمساحات المناسبة ومن خلال تحديد الأنواع والأصناف المسموح ببيعها مثل الملابس وغيرها من الأشياء التي لا تضر بحصة المستهلك وكذلك لا بد من إيجاد لوائح وقواعد تنظيمية يكون لها الأثر الإيجابي في خدمة المواطن وفي البلد وخدمة الباعة أنفسهم.. ربنا جنب اليمن الفتن فأنت القادر على ذلك.