بــن عمـــــر ومهمة العناية المركزة
محمد سيف القراري
محمد سيف القراري –
عاد إلى اليمن المبعوث الدولي جمال بن عمر وفي عودته يتفاءل اليمنيون كثيرا
وأقصد طبعا المواطنين الغلابا أما الساسة والمؤثرون ومن لهم علاقة بما وصلت
إليه اليمن من مشكلات أعتقد أنهم لا شك ينزعجون من هذا الرجل الصبور القلق
على اليمن وأهله خصوصا أنه وفي كل لقاءاته بحرص على تكرار الأرقام المفجعة
التي تتحدث عن أن نحو 10 ملايين نسمة مهددون بالموت جوعا وخمسة ملايين
طفل أيضا يتربص بهم نفس المصير إضافة إلى استمرارية تدهور الخدمات
الأساسية وغياب الأمن وتصاعد حدة المواجهات المسلحة في أكثر من مكان تحت
مسميات مختلفة ودوافع ما أنزل الله بها من سلطان ولا يقبل بها عقل والمؤشرات
التي يستشهد بها صحيحة لدرجة أنها قد تكون أقل من الحقائق غير المعروفة ولم
تصل إليها المسوحات والإحصائيات الرسمية وغيرها.
وحسب التصريحات لوسائل الإعلام الرسمية بأن مهمة الزيارة التي تحمل رقم 12
من مسلسل الزيارات الماراثونية تهدف إلى متابعة وبحث كيفية استكمال تنفيذ
المبادرة الخليجية والتحضيرات لمؤتمر الحوار والتهيئة للانتخابات القادمة 2014م
وشدد بن عمر على أنه سيواصل لقاءاته مع جميع الأطراف والاستماع لآرائهم
وهذه جميعها مهام يتكرر ذكرها في كل زيارة أما ما يريده المواطن العادي والبسيط
والذي بالطبع سيكون غائبا عن مؤتمر الحوار لعدم وجود الممثلين الحقيقيين له من
بن عمر هو عودة الكهرباء لأن وجوده في اليمن يعتبر عاملا مساعدا على عدم
انقطاعها وإرغام أو إقناع المتمردين على قرارات رئيس الجمهورية المشير عبدربه
منصور هادي من أي طرف سواء كانوا مباشرين أو غير مباشرين فيما يتوقع
مراقبون أن هدف الزيارة جمع ما استجد من معلومات وحقائق وإعداد تقرير جديد
سيقدمه إلى مجلس الأمن الدولي المتوقع أن يجتمع بشأن اليمن بعد أسبوعين من الآن
إذا ما يجب إدراكه من الجميع في اليمن أن المبعوث الأممي له مهمة واحدة وهي
إنقاذ اليمن من خلال متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي 2014م والأخير
2015م بما فيها المبادرة التي لم تعد مزمنة لخرق بند التزمين فيها بسبب المماطلة
والتأخير وهدف الإنقاذ هو الحيولة دون أن تتحول اليمن إلى مشكلة أكبر إقليميا
ودوليا والتي لا تنفجر أزماتها في وجه الجميع وهذا السبب ليس أمام أطراف
الأزمة في الداخل إلا خيار واحد هو السير بخطى سريعة نحو الولوج إلى بوابة
الحوار الوطني سواء بواسطة التوصل إلى نتائج عبر المشاورات واللقاءات التي
تجرى لأن تمهد للمؤتمر وبإشراف ومتابعة من الدبلوماسي المخضرم المغربي
الأصل بن عمر أو عبر البند السابع وما أدراكم ما البند السابع ويرى كثيرون منهم
أن اللجوء إليه في الأخير ليس فيه أي إجحاف أو ظلم لأن كل العراقيل والمعوقات
التي تفتعل من قبل من يقفون وراءها وتحديدهم ليس بالأمر الصعب هي خزعبلات
مل منها الشعب اليمني ولم يعد يقبل بتكرارها كما أنها لم تعد جديرة بخداع القائمين
والراغبين والمتابعين لتنفيذ القرارات الدولية والمبادرة من الأطراف الإقليمية
والدولية والدليل أن كل القرارات الخاصة باليمن داخل مجلس الأمن الدولي تصدر
بكل سهولة وبالإجماع زيادة على ذلك أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة
الأستاذ محمد سالم باسندوة يحظيان بدعم دولي واضح وصريح ولا خلاف عليه
الأمر الذي يعطي كلا الرجلين قوة يجب ألا يتخاذلا في استخدامها ولا ينشغلا بغير
مواصلة السير نحو إنجاح المبادرة وتوفير الخدمات للمواطن وإزالة آثار الفساد
متعدد الأشكال والألوان واستعادة ثقة كل اليمنيين سواء في الجنوب أو في الحديدة أو
في جبال مران.
ويعلم المشير هادي والأستاذ باسندوة ماذا يريد منهم المواطن العادي والغلبان الذي
منحهم ثقته التوافقية بالإجماع منذ توقيع المبادرة مرورا بيوم 21 فبراير الماضي
ولا يزال يقف خلفهم رغم كثرة حملات التشكيك والفبركات المفتعلة.
المواطن لا يريد كثرة تصريحات وأقوال كما أنه سئم التبريرات بل يتشوق نحو
25 مليون نسمة إلى أفعال وإجراءات مدروسة وملموسة تؤتي ثمارها على الأرض
ويلمسها بيده وأم عينيه يريد قرارات تعيد للجيش لحمته وتعجل في هيكلته على
أسس وطنية لا تنتظر موقف علان ولا مشورة زعط