حدث في عمق التاريخ.. وتاريخ يبدأ بالحدث (2-2)
د.حسن اللوزي
د.حسن اللوزي –
حسن أحمد اللوزي
> لقد كانت وستبقى الانتخابات الرئاسية انتصارا على كل الاحتمالات الخطيرة التي كانت تنذر بها الأزمة السياسية المتفاقمة والأحداث والتداعيات الأمنية والسياسية والاقتصادية المدمرة فقد أغلقت وبتوفيق الله تعالى المهاوي التي كانت تفضي إلى المجهول وتؤدي إلى الفتنة والخراب والدمار.
كما انها رسخت عميقا بنتائجها المبهجة والمبهرة مبدأ الإيمان بحكم الشعب نفسه بنفسه فهو الذي يختار حكامه في ظل الشرعية الدستورية ويعزز مكتسبات الممارسة الديمقراطية وجعلت الجميع يدركون بل ويؤمنون بأن الحوار الأخوي الصادق والجاد والمسئول هو السبيل الحضاري والسلمي لمعالجة كل المشكلات والقضايا الخلافية العصيبة مهما كانت حدتها أو تناقضاتها كما أن كل ما ينتجه الحوار سيظل المنارة العالية التي تضيء طريق بناء اليمن الجديد.. كما نتطلع ان تعمل به وتتبناه الإرادة الوطنية الجامعة في مرحلة التوافق السياسي والوفاق الوطني والتقدم بخطى واثقة ومنضبطة في طريق التجاوز للحالة الاستثنائية التي صارت تعيشها البلاد وصولا إلى بر الأمان.. وحالة العافية والاطمئنان وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها قدرة.. وفعالية.. ونجاحا وإنتاجية.. ونجاة من المصير المظلم الخطير.
ويتجلى هذا التطلع وضوحا باختيار القيادة الوطنية المستوعبة لكل الدروس والاحتمالات والمجربة في مواجهة العديد من التحديات وفي كافة مواقع المسئولية التي تحملها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية واهمها إدراكه العميق لحقيقة المخاطر التي تواجهها بلادنا في هذه المرحلة الاستثنائية واستيعابه لمعطيات المعادلة الصعبة لصراع الإرادات السياسية وقدرته مع حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار على سوقها إلى بوتقة الوفاق.. والاتفاق بل والائتلاف تحت المظلة الوارفة لحوار الحكمة.. والعقل السليم والضمير الوطني المتفهم.. والاحتكام للمصلحة العليا للشعب والوطن.. والتمسك بعوامل القوة المنتصرة بتكريس حقيقة المسئولية الوطنية الصادقة والملتزمة المعافاة كليا من كل أثار وركام الإرث الخطير لصراع المكايدات والاحقاد والضغائن والتمردات وهو المطلب الجوهري الذي سوف يتأسس عليه التاريخ الجديد!!.
التاريخ الذي نتطلع ان يكتب في ظل قيادة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الجديد الذي اهتدت إليه العناية التوافقية بترجمة مبدأ الشورى وجاء إلى قمة السلطة العليا في بلادنا بفضل الإرادة الشعبية الناخبة المجسدة لأحكام الدستور والمثبتة لمقاصد الشريعة بتحقيق معنى البيعة الذي يكاد يشمل كافة من يمتلك الحقوق الانتخابية.. فهو اهل بهذه القوة المعنوية الهائلة المؤازرة والمناصرة له والواثقة به والمتطلعة إليه.. اهل لتحقيق النجاح المأمول في قيادة المرحلة الانتقالية بكامل الصلاحيات وبقوة الثقة بالنفس وبالشعب وبمؤازرة كل القوى السياسية.. وليس لمجرد التقاط الأنفاس وتنفس الصعداء.. وإنما بالأساس للدخول إلى بوتقة واحدة من الإخاء الوطني الصادق والحرص على التمسك بحسن الظن وبناء جسور الثقة المتبادلة والتلاحم المصيري والمودة الغالبة والتي هي مجموع قوة المرحلة الجديدة وبمساندة ودعم الأشقاء والأصدقاء الذين جمعتهم رؤية واحدة نحو بلادنا سواء كانوا في أقطار الجوار الحميم أوعلى النطاق العربي والعالمي بما في ذلك الأمم المتحدة وفي قمتها مجلس الأمن الدولي في عملية نوعية متراتبة رسمت معالم الصورة الإيجابية التي سوف تخرج بلادنا من براثن الأزمة المتفاقمة لتكون حالة استثنائية ونموذجا متميزا في الحلول المقترحة للصراعات السياسية على كوكبنا الصغير وفي البلدان النامية بصورة خاصة!!.
ولاغرو أن العامل الأهم والأكبر في الوصول إلى ذلك كان وسيبقى في الدور الأخوي العظيم الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بالمؤازرة الحميمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة الدور الذي قام به سفيرها وكأن نار الأزمة السياسية عالقة في بيته وإلى جانبه سفراء دول الاتحاد الأوربي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بلادنا.. مع الدور الإيجابي اليقظ الذي قامت به روسيا والصين والذي تجلى واضحا في القرار الصادر عن مجلس الأمن بخصوص التسوية السياسية في الجمهورية اليمنية بكل ما احتواه من عناصر واضحة الدلالة في الرؤية للأزمة وتحديد متطلبات الخروج منها لإنجاز التسوية السياسية المرضية لكافة الأطراف المتنازعة.. والأهم في ذلك كله هو أن هذه العملية برمتها يقودها اليمن كما نص على ذلك القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن.
والذي أريد أن اصل إليه هنا هو القول بأن قلب العالم كان معنا في خضم هذه الأزمة ويدرك عميقا جور معاناتها وبذل الجهود التي لايمكن إلا الامتنان لها من أجل الخ