الثوابت في قاموسö الإخوانيين
فايز البخاري
فايز البخاري
* فايز البخاري
منذ عرفنا الإخوان المسلمين وهم يحرöمون الغناء تحريما مطلقا, ويعدون صوت المرأةö عورة والاختلاط من المحرماتö التي شدد عليها الشرع, وهذه النقاط الثلاث ظل الإخوانيون طوال مشوارöهم السابق يعدونها ثوابت دينية لايمكن التخلöي عنها أبدا.
لكنها اليوم ومن أجل الوصول للسلطةö أضحتú من المباحاتö التي يمكن التنازل عنها لأجل حاجة في نفس يعقوب.فقناة سهيل تغني, ونساؤهم في ميادين التغيير تصرخ بأعلى أصواتöها وبمكبرات الصوت أيضا,والاختلاط يبقى حتى منتصف الليل.
هذا السلوك المتناقض بين ما كان يقوله الإخوانيون سابقا وبين ما يطبöقونه على أرض الواقع اليوم كشف وأوضح كم هم الإخوان على استعداد تام للانقلاب على أية مبادئ دينية في سبيل تحقيق الطموحات التي يسعون لنيúلöها.
فهم ومنذ بدأوا الدخول في غمار العملية السياسية في بلادنا يتعاملون بشكل مطاطي رخو للغاية تبعا لمصالحهم, ودائما ما يتنازلون عن أشياء كانوا يسمونها ثوابت دينية لا يجوز الخروج عليها بأي حال من الأحوال, وحين يرون مصلحتهم في إتيان أي سلوك هجين فإنهم يسارعون لاقترافهö دون تورع أو خشية من أحد,وهم يبرöرون لأنفسهم بأن الضرورات تبيح المحظورات,مع أن الثوابت لا يمكن التخلöي عنها أبدا عند منú يحترم ثوابته ويسعى لتحقيقها على أرض الواقع, هذا إذا كانت وضعية من وضع البشر,فما بالنا بثوابت دينية هي من القداسة بمكان.
مöنú هذه الثوابت تحريم الغöناء الذي استحلتúه وأباحتúه قناتهم قناة سهيل مؤخرا لتحفيز الجماهير على الغضب على النظام الراهن وسلطته الفاسدة.. ومع أننا ضد فساد النظام الراهن إلا أننا لا نرضى بهذا الانبطاح الذي يبديهö الإخوان المفلسون أو حزب الإصلاح في اليمن,لأن من يتخلى عن ثابت ديني مöن السهل عليه أنú يتنازل عن ثابت وطني وربما الوطن بأسرöهö في سبيل مصلحتöه,وهذا ما اتضح جليا مöن خلال الارتماء المخزي والمهين الذي بدا عليه قادة الإخوان{الإصلاح} أثناء لقائهم بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء عند زيارتها لليمن مؤخرا.
هذه الحادثة أو الواقعة أوضحتú كم هم الإخوان المفلسون على استعداد للتخلöي عن أية ثوابت في سبيل الوصول إلى السلطة وتحويل اليمن إلى قندهار أخرى,أو كما يزعمون لتأسيس دولة الخلافة الراشدة التي حان حينها!!
ارتموا في أحضان كلينتون على مرأى ومسمع في الوقت الذي كانوا ينفون وبشدة -ولايزالون- أنهم لايستقوون بالغرب ضد النظام وضد السلطة باعتبار أن ذلك يعني الاستعانة بأجنبي وهو محرم شرعا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رفض الاستعانة بمشرöك كما ورد في الحديث والسيرة,وهو ماكانوا يردöدونه دوما في حرب الخليج حين طعنوا باستعانة بعض الدول العربية بالغرب ضد العراق, لكن حين تأتي مصلحتهم فكل شيء جائز ولا غبار عليه ولو كان ذلك الاستعانة بالغرب والاستقواء بالأجنبي.
وهم لا يصúدقون في الكثير من مواقفهم لأنهم ينهجون في هذا المجال نهج الشيعة وهو العمل بالتقية,حيث ومنهجهم كما يعرفه غالبية منظريهم ابتداء بحسن البنا وحتى اليوم هو خليط من كل المذاهب والفöرق والتيارات الإسلامية.. ولهذا لا غرابة إذا قالوا عقب قراءة هذا المقال – كعادتهم أن قناة سهيل أهلية ولا تتبع حزب الإصلاح ولا تمثöله وليست تبعا له, والشيء نفسه يقولون عن كل صحفهم المدعومة من قöبلهم بما فيها أحيانا الصحوة.
فكيف باللهö نثق بحزب هذا نهجه وديدنه¿¿!!