التغيير المضاد..”وأصحاب الفيل” !!
عبدالله حزام
عبدالله حزام
عبدالله حزام
نتابع هذه الأيام تصريحات متواترة ومتوترة في بعض الفضائيات ..يكاد أصحابها يخرجون أيديهم من الشاشة ليصفعون بها المخالف لهم في الرأي .. وبنفس حدة التوتر في سطور الصحف (رسمية أومعارضة )وحتى في صالون الحلاقة وفوق الدباب ..والتي تظهر أصحابها كمتشيعين للنظرية التي تقول:”من ليس معي فهو ضدي “التي فيها ما فيها من طفح الإلغاء والإقصاء والاستبعاد القبلي للآخر الذي ينظرون إليه وكأنه من “أصحاب الفيل” .!
شخصيا تتجه قناعتي إلى براءة الشباب من تسويق تلك القاعدة براءة الذئب من دم ابن يعقوب !!بل أشعر بسعادة بالغة من التئام بعض الشباب حول فكرة الدولة المدنية بعيدا عن اقتحامات ثلاثية ” الأحزاب والمشايخ والعسكر” لنسيجهم..
ولا أخفيكم سرا أن ذكر تلك الثلاثية تجعلني أصاب بنوبات رعب شبيهة بالحال عند قراءتي سيرة الأمير(نيقولا مكيافيللي )صاحب:”الغاية تبرر الوسيلة.!
يبقى الأهم من هذا كله أن من خرج إلى الشارع يعبر عن رأيه لديه فائض من المشاعر الوطنية النبيلة على النحو الذي يجذرالمقولة الفلسفية :”من المختلف يخرج أفضل المؤتلف” .
وأجدها مناسبة لتسجيل فائض الشكر والامتنان للشباب القابعين في أماكن الاعتصام يريدون التغيير وينتظرون الحل السلمي ..ومناسبة أيضا لتسجيل أطنان الاستهجان لشباب خلعوا مدنيتهم عند بوابات المدينة وربما عادوا بها إلى القرية على عجلة من أمرهم وهرعوا بلافتات تقطع شارع رئيسي بأنابيب الغاز تحت مبرر :تأخر الغاز من المصدر مع علمهم أن سبب تأخر الغاز فوضى اقترفها أمثالهم في منبع الغاز وكلها آثام تخدش مدنيتهم التي لولا دولة القانون لتحولوا بهذه الأفعال إلى جماعات (ياكوزا )الأخطر إجراما في شرق آسيا..!
والسؤال الرئيسي …ماذا لاقدرالله وجدنا أنفسنا في وضع (اللادولة) قسرا هل ستتحول أعمال السطو المسلح التي تحدث اليوم في ظل وجود الدولة على معسكر أو محطة الكهرباء أو الغاز أو مصنع أو بنك أو ناد ترفيهي إلى ثقافة تمتد وتمتد حتى حدود البلد من اتجاهاته الأربعة¿ هذا ما نخشاه بالفعل ..! وإذا كان الأمر كذلك عند أولئك اسمحوا لي أن أسألهم ومعي معشر المواطنين الصالحين :ما الفرق بين ما يجري في ليبيا من قصف قوات الناتو لليبيين من أجل النفط وليس من أجل الثوار كما يظن البعض ومن يقصف بغبائه المرافق العامة والخاصة ويقطع الطريق لدينا¿
وحال كهذا يتطلب منا المضي في إعادة حفظ حروف الحكمة التي تقول:”من السهل أن ترى الناس على حقيقتهم…لكن من الصعب أن ترى نفسك على حقيقتها.
ولأن التكرار يعلم الشطار أعود وأذكر الشباب بسلمية مطالبهم بعيدا عن عسكرتها وهو المشهد الذي لا يستطيع الشباب نفيه وبدا طاغيا على ساحتهم منذ اقتحام الأحزاب وجنرالات الحرب صفوفهم أضف إلى ذلك إثم محاولات إسقاط محافظات الأطراف بقوة السلاح في جنوح خطر ينحرف بمطالب الشباب عن مسارها السلمي لصالح التصاهر القائم بين الأحزاب والعسكر والقبيلة!
ياشباب تجاوزوا من اليوم مرحلة سرد قصص ومشاهد جمعة المجزرة “سيئة الصيت”..لأنها مشاهد لعناها جميعا من لدن مرتكبيها إلى اليوم الذي فكر فيه مخططوها بتنفيذها على ذلك النحو من السفالة .. واحرصوا على أن لا يتمكن لصوص الثورات من أصحاب القوة المادية من سرقة أحلامكم بتغيير يرسخ مداميك الدولة المدنية الحديثة.
وثقوا أنكم في مهمة إنسانية جليلة ولستم في حرب مع قريش من خططهاغزوات أو موقعة كموقعة “جدارالجمعة” الدامية كما أسماها بعض مشايخ التطرف الديني!!
وحذار من الثائرين المزيفين الذين يتمركزون حولكم وأمام الميكرفونات يهتفون هرمنا ..هرمنا وهم يحاولون سرقة تعبكم ويلتفون على مطالبكم التفافا مدروسا..لأنهم يعرفون أنكم تستطيعون أن تقولوا للشيء كن فيكون..
إنهم يريدونكم أن تهرموا أنتم .انتبذوا مكانا قصيا هربا منهم ..حتى يصبح جميع الشباب في واحد وتتحقق مطالبكم المشروعة وتقضون على إلغاء قادم عنوانه :”نعم للمؤمنين .. ولا للكافرين” العبارة المصنعة في ماكينات القاعدة السابقة “من ليس معي فهو ضدي “التي تبقينا على الدوام في مربع الصراع.
حسنا سأقول آخرا: انتبهوا من التغيير المضاد لأن أصحابه حصلوا على حجاب معتبرضد عاطفة الأبوة وأخلاق السياسة . ولكم مني قسم مغلظ أني معكم لكن وقلبي يلعن أصحاب التغيير المضاد الذين نعرفهم جميعا!!